عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Apr-2019

انتصار اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو تكريس للأصولية الدينية لمفهوم يهودية الدولة - المحامي علي أبو حبله

 

 
الدستور - انتصار اليمين المتطرف في إسرائيل بزعامة نتنياهو بعناوينه العريضة تخلٍّ  عن عملية  السلام، استسلام للمستوطنات  والاستيطان وتمسك بمفهوم يهودية ألدوله وهذا بحد ذاته تخل عن حل سياسي يقوم على أساس رؤيا الدولتين دولة فلسطينية بحدود 67 لتعيش جنبا إلى جنب إلى جانب إسرائيل وبدلا من تحقيق ذلك  أصبح خيار اليمين المتطرف تبني رؤيا الضم بدلا من رؤيا الدولتين . هو انتصار للتطرف على الاعتدال.
خاضت انتخابات الكنيست الإسرائيلي  الحادي والعشرين  14 قائمة  فازت نسبة الحسم منها 11 قائمة وفشلت 3 قوائم ولم تفز بأي مقعد. والقوائم الفائزة هي : الليكود  بزعامة نتنياهو 36 مقعدا  -أزرق- أبيض بزعامة غانتس رئيس الأركان السابق 35 مقعدا .وفازت كتلة  « كولانو» (كلنا ) المكونة من الأحزاب الدينية الصهيونية المتطرفة ( أحزاب اتحاد الجناح اليميني ، وشاس  ويهدوت هتوراه ) بـ 25 مقعدا . وكتلة حزب العمل  6 مقاعد وميرتس (اليسارية) 4 مقاعد  والكتلتان العربيتان 10 مقاعد (بتراجع 5 مقاعد عن الانتخابات السابقة ). لكن كتلة أحزاب اليمين المتحالفة مع نتنياهو، حصدت أغلبية مقاعد البرلمان.
إن «نتائج الانتخابات الإسرائيلية كرست مفهوم ، أن نتنياهو رجل يملك قدرات سياسية غير عادية،  جعلته ينتصر على خصومه فقد تعهد بحملته الانتخابية بضم المستوطنات في الضفة الغربية، وفي الانتخابات السابقة التي خاف فيها من خسارة الانتخابات، فإنه حذر الإسرائيليين من العرب الذين تدفقوا إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة». 
التحالفات المزمع عقدها بين الليكود وأحزاب اليمين المتطرف  جميعها تشير الى ان نتنياهو  مستعد لتبني العنصرية والسياسيين اليمينيين».وهذا يؤشر إلى تقدم إسرائيل المستمر باتجاه اليمين وتكريس سياسة العنصرية ، وان ادارة ترمب قدمت كل الدعم لتكريس حكم اليمين المتطرف في إسرائيل ودعمها المطلق لنتنياهو ، فبعد أن نقل ترمب  السفارة الأمريكية إلى القدس، وأنهى الدعم الأمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وبتوقيت جيد في أثناء الانتخابات اعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة في عام 1967». 
بني غانتس «قائد الجيش الإسرائيلي السابق ، الذي لا يشبه نتنياهو، خاض السباق الانتخابي على أنه الرجل الذي لا يختلف عنه عندما يتعلق الأمر بالأمن، وكشفت الانتخابات الأخيرة عن حالة اليسار، الذي بدا مهمشا، بل فوضويا، ولم يحصل إلا على ستة مقاعد من 120 مقعدا في الكنيست».
«نتنياهو يشعر أن لا شيء يقف أمامه لعمل ما يريد، فعندما سئل وزير الخارجية مايك بومبيو عما ستفعله الولايات المتحدة لو تحرك نتنياهو لضم المستوطنات فإنه رفض الإجابة، وأعلن ترامب من خلال تغريدة أن فوز نتنياهو يعني (فرصة جيدة) للسلام». 
نتنياهو مراوغ ومفاوض باهر وهو بلا شك سيقايض تهم الفساد التي تلاحقه    كما يتوقع الكثيرون صفقة (حصانة مقابل الضم)، تحميه من المحاكمة وهو في مركز رئيس الوزراء، وقد يقتصر وعده على تطبيق القانون الإسرائيلي على الكتل الاستيطانية غير الشرعية في محاولة لترضية اليمين». 
إن نتائج هذه الانتخابات  كرست سياسة إسرائيل الاحتلاليه وأسقطت جميع الرهانات نحو إمكانية تحقيق السلام  و لن تغير من الموقف الصهيوني تجاه القصبة الفلسطينية  كما  أنها لم تغير أية انتخابات في السابق هذا الموقف حتى عندما كانت الأحزاب  اليسارية في الحكم. فهذه  جميعها    لم تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني بل هي التي  كرست الاستيطان والاستيلاء على الاراضي وسياسة الاعتقال والاعتقال الاداري وفرضت الاحكام العسكرية على العرب  وبواسطة الاوامر والمناشير العسكرية صادرت الاراضي  وأنشأت المستوطنات عليها.
ولعل العبرة الأساسية التي يجب على  القياده الفلسطينية والشعب الفلسطيني والعرب جميعا استخلاصها من هذه الانتخابات انه لم يعد من المجدي في هذه المرحلة المراهنة على اي تغيير في الموقفين الأميركي والإسرائيلي .ولم يعد امام الفلسطينيين  سوى الإعتماد على انفسهم بالمحافظة  على وحدة الشعب الفلسطيني وسلامة ما تبقى له من أرض، وعلينا ان ندرك ان القضية الفلسطينية تحظى بتأييد اكثرية شعوب العالم وحكوماتها ويجب  معرفة توظيف هذا التاييد في خدمة القضية الفلسطينية.
  فوز نتنياهو  إنما هو  طعنة جديدة  لأي حل سلمي و تخلٍّ عن السلام، وخضوع للمستوطنين وللمستوطنات، ووأد  حل رؤيا الدولتين ، وتبني رؤية الضم وسياسة الوطن البديل وتهويد القدس والمقدسات . إنه انتصار التطرف  والشوفيانية على العدل  والتعقل . مطلوب من ملايين الإسرائيليين  الذين  لم يصوتوا لنتنياهو ان يحاولوا ايجاد البديل للسياسات العدوانية  ويخرجوا ببرنامج يطرح مشاريع سلمية  وينظموا أنفسهم ضد التطرف الأعمى  وضد نهج نتنياهو وخطابه الشوفيني العنصري الذي سيجلب لاسرائيل والاسرائيليين الدمار والحروب وسيجعل المنطقه جميعها تعيش حمى الصراعات والنزاعات بفعل سياسة ونهج التطرف لبيبي نتنياهو وسيره في فلك اليمين المتصهين للكنيسة الانجليكية التي تدعم الحروب والصراعات الدينية في المنطقة.