عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Aug-2020

إمكانية كامنة من نوع آخر - بقلم: سيفر بلوتسكر

 

يديعوت أحرونوت
 
ترافقت اتفاقات السلام لاسرائيل مع مصر في 1980 ومع الاردن في 1994 مع آمال كبيرة لتطوير علاقات اقتصادية، تجارية، مواصلات وسياحة. الآمال خابت. فغياب التطبيع الاقتصادي – ناهيك عن الثقافي والاجتماعي – مع دول عربية مجاورة تعهدت بذلك، يملي حذرا وشكا تجاه النتائج العملية لاتفاقات التطبيع مع دولة عربية بعيدة، اتحاد الامارات، اذا ما وعندما يوقع عليها. من الصعب ان نتخيل الحكومة تقر قريبا استثمارات ما بين ابو ظبي وشركات تكنولوجيا عليا اسرائيلية وحكام دبي يقرون استثمارات اسرائيلية في مشاريع اتصالات محلية. فما بالك أن الطريق الى التوقيع ما تزال طويلة، في ضوء الضغوط، التهديدات وفوارق التفسير.
ورغم الحذر الواجب والدرس المرير من الماضي، فإن اليأس المسبق ليس في مكانه. مصر والاردن، وكلتاهما دولتان معاديتان وغير متطورتين اقتصاديا؛ ليس لديهما الكثير مما يبيعانه لاسرائيل. ولنا لا يوجد ما نبيعه لهما غير الغاز الطبيعي. بالمقابل، فإن اتحاد الامارات هي دولة متطورة، متقدمة وغنية، بالمال وبالموارد الطبيعية. يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة وعاملين من كل العالم قوامهم 8 ملايين ثلثهم يأتي من الهند ومن الباكستان.
بلغ الناتج المحلي السنوي للاتحاد في العام 2019 مقدار 420 مليار دولار، وبتعابير القوة الشرائية الحقيقية، يدور الحديث عن قرابة 750 مليار دولار، مقارنة بنحو 350 مليار دولار في اسرائيل (حسب صندوق النقد الدولي). لا تبلغ أرصدة العملة الاجنبية الرسمية في الامارات مبالغ عالية على نحو خاص، 110 مليار دولار – ولكن اضافة الى ذلك جمعت ابو ظبي ودبي صناديق ثراء قومية بقيمة حالية بنحو 900 مليار دولار. هذه مبالغ رائعة، تجعل مواطني الامارات الاغنى في العالم.
ان المحرك الانتاجي للاتحاد، امارة ابو ظبي، صدرت العام الماضي نفطا ومشتقاته بـ74 مليار دولار. نفطها آخذ في النفاد وغازها الطبيعي لم يعد يكفي استهلاكها، وهذا الشهر دشنت محطة توليد الطاقة النووية العربية الاولى. قبل خمس سنوات قررت قيادة الامارات السعي الى تنويع مصادر النمو وتشجيع الاستثمارات في البنى التحتية للاتصالات، في الزراعة الصحراوية، في الطاقة الشمسية، في البحث الطبي، في حماية المعلومات، في صناعة الفضاء وفي الخدمات المالية الرقمية. في هذه المجالات سيكون لإسرائيل الكثير مما تعرضه. حتى الآن كان الحجم العملي للعلاقات الاقتصادية السرية لرجال الاعمال الاسرائيليين مع رجال الاعمال في الامارات محدودا للغاية، هامشيا.
وعندما ستوقع اتفاقات تطبيع شاملة مع اتحاد الامارات فإنها لن تكون سابقة؛ فقد سبق أن وقعت مثلها كما أسلفنا مع مصر والاردن. وينبغي للفرق أن ينعكس في اخراجها من حيز القوة الى حيز التنفيذ. اذا كانت الامكانية الكامنة فيها ستتحقق بالفعل، فستتفتح امام الاقتصاد الاسرائيلي امكانيات مثيرة للدوار، تحبس الانفاس. ان رؤيا شمعون بيرس عن اندماج اسرائيل في شرق اوسط جديد ستبدأ في التجسد، وحتى حينه، سنلجم الحماسة ونتحلى بالصبر.