عمان - الدستور - خالد سامح - في معرضها الجديد «حصاد» تنقلنا الفنانة التشكيلية العراقية ناديا فليح إلى أجواء المشهد العراقي ومحمولاته من الفواجع والأحزان وتجلياته المختلفة ... كل ذلك عبر لوحات تشكيلية منوعة بصياغاتها التعبيرية وموادها التنفيذية وأساليبها التجريبية اللافتة.
معرض «حصاد» أفتتح أمس الأول في جاليري رابطة التشكيليين الأردنيين بجبل اللويبدة بحضور رئيس الرابطة الفنان كمال أبو حلاوة وحشد من الفنانين التشكيليين العراقيين والأردنيين، وكذلك نقاد وإعلاميون ومهتمون، حيث ضم مايقارب العشرين عملا بأحجام بصرية مختلفة وتقنيات منوعة، منها الجرافيك والكولاج والرسم بالأكريليك والأحبار المختلفة وغيرها من الأساليب.
توثق لوحات الفنانة ناديا فليح صورا مختلفة من المأساة العراقية، بعضها يعبر عن أحداث بعينها مثل تفجير الكرادة الانتحاري الذي ذهب ضحيته العشرات حيث الأجساد المحترقة والمتعانقة ، وكذلك تدمير مأذنة الحدباء التاريخية من قبل تنظيم داعش حين احتل مدينة الموصل لأربع سنوات، وقد كانت تعتبر أحد أهم المعالم التاريخية والحضارية في العراق، حيث بنيت قبل ألف عام تقريبا، وجدارية كبرى لمجموعة كبيرة من الجماجم منثورة على فضاء اللوحة تذكرنا بأن القتلى في العراق باتوا مجهولين وهم مجرد أرقام وفي وسط اللوحة تتدلى رصاصة كبيرة باتت قدر العراقيين جميعاً.
وتقول الفنانة ناديا فليح إن فكرة انجاز هذه الجدارية بالتحديد جاءتها عندما عثرت على رصاصة كبيرة في الطريق الى معسكر سبايكر فحملتها وقررت توظيفيها رمزيا في اللوحة، الا أن السلطات العراقية رفضت أن تخرج الرصاصة مع اللوحة الى الأردن فاستعاضت برصاصة وهمية وفرتها لها رابطة التشكيليين الأردنيين.
اشتغلت فليح أعمالاً تجريدية واشتغلت أيضاً ضمن الفن المفاهيمي؛ لكنها في كل مرة خرجت من المنهاج التقليدي لتجد لنفسها طريقاً خاصاً بها.
لفليح أيضاً تجارب مع الكولاج، فقد أقامت في 2014 معرضاً بعنوان «جذوع خاوية» ، وفيه قدمت أعمالاً من الجريد والسعف والليف وحتى بقايا التمر، وهي مكونات النخيل ، وفي 2011 قدّمت معرضاً بعنوان «قراءات لحواجز» والذي جسدت فيه الحواجز الإسمنتية التي كانت منتشرة في بغداد، واستخدمت في الأعمال لمواد المهملة كالأسلاك المعدنية وبقايا الأسمنت والخشب، راصدة أثرها على الحياة اليومية للعراقي وهو يعبر مدينته.
أقامت الفنانة ناديا فليح العديد من المعارض الفردية في العراق ولندن وبيروت والأردن، وهي حاصلة على جائزة الدولة للإبداع عام 2014، وهي حاصلة على بكالوريوس الفنون التشكيلية عام 1989 ، وهي عضو في جمعية الفنون التشكيلية العراقية ورابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين ونقابة الفنانين العراقيين ونقابة المعلمين في العراق.