عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Feb-2019

”مذکرات سیلفي“.. مونودراما لحکایات إنسانیة فلسطینیة
رام الله (الضفة الغربیة) – وسط دیكور لم یتعد حبلا صمم على شكل خیمة وكرسي، ومع خلفیة موسیقیة أحیانا ومقاطع من أغان شعبیة أحیانا أخرى، قدم الفنان الفلسطیني أحمد أبو سلعوم قصصا وحكایات إنسانیة عن حیاة اللاجئین الفلسطینیین من خلال مونودراما (مذكرات سیلفي).
تقمص أبو سلعوم (67 عاما) في العرض الذي قدمھ على خشبة مسرح عشتار في رام الله الخمیس الماضي، أصوات عدد من الشخصیات، وتتمثل الشخصیة الرئیسیة في (عودة السلمان) أو كما یعرف باسم (عودة مزیكا) الذي كان یحیي الأفراح والموالد وقصة عشقھ لزوجتھ فطیم.
والعرض الذي أخرجھ نضال المھلوس وأنتجھ مسرح (السنابل) مستوحى من مسرحیة (حاویات بلا وطن) للكاتب العراقي قاسم مطرود والتي تضمنت أفكارا وحكایات حقیقیة للاجئین فلسطینیین التقى معھم في العراق.
ویبدو أن حیاة أبو سلعوم الذي أمضى ما یقرب من 50 عاما على خشبات المسارح والمنحدر من عائلة لاجئة مسقط رأسھا قریة الدوایمة غربي الخلیل لھا أثرھا على أحدث عروضھ المسرحیة.
یعمل أبو سلعوم خلال العرض الذي یستمر حوالي ساعة على توظیف مھارتھ من خلال استخدام لغة الجسد والصوت الغنائي في إیصال رسالتھ والحفاظ على القدرة على اجتذاب انتباه الجمھور في واحد من أصعب أشكال المسرح.. المونودراما.
یبدأ الفنان العرض بتوجیھ نقد للقیادة الفلسطینیة دون أن یسمیھا، قائلا إنھا ترید أن تبقى جالسة
ولا تعمل شیئا وتطلب من الأمم المتحدة أن تعمل، ولكنھ ینتقل بعد ذلك مباشرة إلى روایات إنسانیة لقصص اللاجئین.
وخلال العرض یعید أبو سلعوم الجمھور إلى عدد من الألعاب الشعبیة الفلسطینیة التي تغافل عنھا جیل الیوم بسبب التكنولوجیا، ومنھا (طاق طاقیة) و(الاستغمایة) و(الحركة والتوقف).
وینتقل الفنان الفلسطیني من حكایة إلى أخرى عاشھا اللاجئون من أعراس وموالد وتھجیر تحت زخات الرصاص في محنة لم تنتھ بعد 70 عاما على بدایتھا. وبدا أن حق العودة یتجسد في جسد فطیم زوجة عودة السلمان، إذ یرفض جثمانھا أن یدفن في بلد غیر الوطن الأصلي.
قال أبو سلعوم لرویترز بعد العرض المسرحي “أنا من بلدة منكوبة ھي الدوایمة التي شھدت مذبحة العام 1948 ،وقد سمعت الكثیر من القصص من والدي ومن لاجئین آخرین”.
وأضاف ردا على سؤال عن وجود جمھور یرید أن یستمع إلى ھذه الحكایات “المسرح ھو جمرة، وأنا كمسرحي لا أركض خلف ما یطلبھ المستمعون”.
وتابع قائلا “إذا كان ھذا ھو الھدف فإننا سندوس بلا رحمة تاریخا یجب أن تعرفھ الأجیال، خاصة في ظل ھذا الواقع الذي یرید أن یفقدنا حقنا في العودة”.
وھو یرى أن الأجیال یجب أن تعرف “ما عشناه من ذل”.
ومن المقرر أن یكون العرض القادم للمسرحیة الخمیس المقبل في نابلس على مسرح حمدي منكو وتقدم بعد ذلك على خشبة مسرح الحریة في جنین.
وقال المخرج الفلسطیني فتحي عبد الرحمن بعد العرض “ھذا العرض المسرحي ھو سفر من أسفارنا یلامس وجداننا بكل ما فیھ من حكایات”. – (رویترز)