وعاد "أكيد" للبحث عن المصدر الرئيس للمادّة، ولم يجد الحساب الأصلي الذي نشرها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في جمهورية مصر العربية، أو اسم كاتبها، وتناقلتها معظم وسائل الإعلام على أنَّها "مقالاً" لـ"صحفيّ مصريّ".

يقول الأستاذ يحيى شقير، المُختصّ بالتشريعات الإعلاميّة لـ "أكيد"، إن نشر مقالٍ لشخص "مغمور" دون ذكر اسمه، ووصفه بـ"صحفي مصري"، يدل على "قلة" مهنيّة وسيلة الإعلام، بتجهيل المصدر الذي كتب هذه المادّة.

ويضيف بأن من متطلبات نشر مادّة صحفية في وسيلة إعلامية، حتى وإن كان النشر من موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يتطلب ذكر اسم الكاتب والتأكد من تاريخ النشر، وموثوقية الحساب، والبحث عن مكان عمله أو توجّهاته أو حتى أصدقائه، وحق امتلاكه لقب "صحفي" وفقاً للشروط المعمول بها في بلد نشأته، وذلك لتعزيز مصداقية التغطية الصحفية.

ويبيّن شقير أن تمجيد "كاتب المنشور" لمجرد أنه مدح الأردن، هو فعل غير مبرّر ينافي المعايير المهنية في التغطية الصحفية، مضيفاً بأنه لا يريد أن يكون سيء النية، فقد يكون هذا الشخص غير موثوق ويريد أن يصعد على أكتاف مديح الأردن.

ويؤكد شقير أننا بحاجة إلى فهم الهدف من الرسالة بناء على فهم توجّهات كاتبها، قبل نشرها، فإن كان ينوي مدح الأردن، "فليمدحه بما هو أهلٌ له دون ذمّ الدول الأخرى، أو بث خطاب كراهية تجاهها، ونشر معلومات غير دقيقة عنها". 

ورصد "أكيد" وسائل إعلام محليّة نشرت المادة تحت صفة "عاجل"، وتصدّرت الأخبار على الصفحات الرئيسيّة، فجاءت تحت عناوين عدّة منها؛ عاجل .. صحفي مصري يكتب : الدولة العظمى في العالم هي الاردن، صحفي مصري يكتب : الدولة العظمى في العالم هي الاردن.

ويُذكّر "أكيد" بقائمة التحقق السريع في فحص مصداقية المحتوى الإخباري، ومنها التأكد من موثوقية المصدر وإن كان معرَّفاً أو مجهولاً، وقياس مدى موثوقية هذه المصادر لدى الصحفيين والمتلقين، والتحري عن الأرقام او المعلومات الواردة فيه.