عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Apr-2019

”صفقة القرن“.. ماذا تبقی لهم؟ - مئیر شمریت
یدیعوت أحرونوت
 
قبل أن یخرج إلى مصر التقى أبو مازن أمس في صورة مجاملة الفائزة الفلسطینیة في مسابقة ملكة
الجمال في العالم العربي. وبدت في الصورة الشابة – من القدس اصلا، ولكنھا تقضي معظم وقتھا
في لندن – لامعة وجمیلة، في ثوب مطرز تقلیدي. اما أبو مازن، بالمقابل، فلم ینجح حتى في أن
یبتسم. یمكن أن نفھمھ، فبانتظاره یوم متعب على نحو خاص.
جئت لاتحدث لكم عن علاقاتنا مع ترامب، مع إسرائیل ومع حماس، ھكذا بدأ أبو مازن خطابھ المغتم باحصاء الكیانات المعادیة الثلاثة التي یتصدى لھا. ومع أنھ بتوصیة من الكثیرین خفف بعض الشيء نبرتھ تجاه ترامب وفضل تركیز الانتقاد على مساعدیھ، ولكن الخطاب لخص على نحو جمیل الدرك التاریخي إلى الأسفل الذي توجد فیھ الحركة الوطنیة الفلسطینیة. ”اسأل نفسي، ماذا تبقى؟“، تساءل أبو مازن بصوت عال وطلب من الحاضرین، جمع من وزراء خارجیة الدول التي تتنازع فیما بینھا، دعما سیاسیا ومساعدة اقتصادیة.
في القرار الأمیركي لتأجیل نشر صفقة القرن إلى حزیران یوجد منطق: فالإدارة تعطي نتنیاھو وقتا
لتنظیم وضع ائتلافھ، وكذا، مع مراعاة ان الفلسطینیین وربما الأردنیین ایضا یخوضون حملة ضد
الخطة، من الأفضل تأجیلھا حتى نھایة شھر رمضان، والذي كل جمعة فیھ ھو موعد لمظاھرات
واضطرابات بشكل عام. ومع ذلك، فان ھذه المھلة تعطي الفلسطینیین الوقت لتنظیم حملة ضد
الصفقة ومحاولة بلورة دعم في العالم العربي. في ھذه اللحظة ھذه لا تبدو مھمة سھلة. صحیح ان
الأردنیین الذین لدیھم رأي عام وعادل للغایة، یرفضون الصفقة – ولا سیما كل ما یتعلق بالقدس.
بشكل عام، من الصعب تحریك حملة عندما لا یعرف المرء ضد من یحتج. فصفقة القرن اصبحت
ردیفا لمؤامرة للسلب من الفلسطینیین ما تبقى لھم من حقوق، ولكن التعتیم الذي یفرضھ كوشنیر
وغرینبلت على تفاصیل الصفقة یجعل من الصعب على معارضیھا بلورة حجج ضدھا. عملیا، لو
كان الأمیركیون أكثر شجاعة، لارفقوا إطلاق المبادرة بحملة رقمیة مباشرة تستھدف السكان
الفلسطینیین من فوق رأس القیادة، ولعرضوا فضائل صفقة ترامب. مثال على شيء ما یمكن أن
یثیر اھتمام مئات الآلاف بل ویطلق بحثا مھما: توطین اللاجئین الفلسطینیین وانسالھم في الدول
التي یعیشون فیھا منذ عشرات السنین.
ثمة من یقدرون بان حجم الاحتجاج الفلسطیني، وربما ایضا العربي بشكل عام، سیتقرر وفقا للموقف من القدس. المشكلة ھي أن سیادة فلسطینیة في القدس، حتى لو كان الحدیث یدور عن أبو دیس فقط لغرض الموضوع، ستورط الإدارة مع قاعدة الدعم الافنجیلیة لھا. من جھة اخرى، فان تعزیزا أمیركیا آخر للسیادة الإسرائیلیة في القدس من شأنھ أن یعطي معارضي الصفقة المبدأ التنظیمي الذي یحتاجونھ كي یجعلوا الاحتجاج ضدھا فاضحا.
”لا یبدو الأمر سیئا جدا إذا كانت حماس وفتح في ضوء ما یصفونھ كنكبة ثانیة لا تنجحان حتى في
الجلوس معا في غرفة واحدة، فما بالك أن تشكل حكومة وحدة“، قال أحد المحللین في مصر.
الفلسطینیون لیسوا اغبیاء، فھم یعرفون أن نتنیاھو یعول على الـ ”لا“ التقلیدیة من جانبھم كي
یحصل على المزید فالمزید من المرابح من إدارة ترامب، أو على الأقل توفیر معاییر أكثر راحة لإسرائیل في تسویة مستقبلیة، على خرائب تلك السابقة من كلینتون حتى كیري. ومع ذلك فانھم لا ینجحون في أن یقولوا أي شيء آخر.