عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Mar-2019

هکذا انهارت مفاوضات الجولان - نوعا لنداو
ھآرتس
 
”یمكننا فقط أن نتخیل ماذا كان سیحدث لو أن إسرائیل لم تكن موجودة في الجولان“، ھذا ما قالھ
أول من أمس رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو لوزیر الخارجیة الأمیركي مایك بومبیو في لقائھما في القدس. ھذا حدث قبل وقت قصیر من اعطاء الرئیس الأمیركي ترامب لنتنیاھو ھدیة الانتخابات النھائیة: الاعتراف الرسمي بسیادة إسرائیل الرسمیة على مرتفعات الجولان. ولكن لماذا بالذات یجب علینا التخیل؟ حتى قبل بضع سنوات انشغل نتنیاھو في صیاغة رد مفصل على ھذه المسألة التي لیست خیالیة مطلقا. عندما أجرى اتصالات متقدمة مع السوریین بشأن انسحاب إسرائیل من اراضي في مرتفعات الجولان مقابل ابعاد إیران وحزب الله.
خلال عشرین سنة عملت بشكل سري تقریبا كل حكومات إسرائیل على مفاوضات مع دمشق اساسھا التوصل إلى اتفاق سلام یشمل تنازلات جغرافیة. الجولة الاخیرة المعروفة أقل، بقیادة حكومة نتنیاھو، توقفت في ذروتھا في آذار 2011 عند اندلاع الحرب الأھلیة في سوریة. في سنوات القتل وراء الحدود حدث تحول تدریجي ولكن واضحة في موقف إسرائیل: انتھى عھد ”الخیار السوري“. حان الوقت للمطالبة بالاعتراف بالسیادة القائمة فعلیا في الجولان.
الفكرة التي تسربت في البدایة من اوساط الیمین إلى مقاعد مجلس الشیوخ وعندھا ھمس بھا في
أذن إدارة اوباما من خلف الكوالیس، أصبحت علنیة ولاقت تسریعا أیضا في المركز السیاسي.
الحملة الانتخابیة الحالیة تعبر عن ھذا التحول بشكل اكبر من أي شيء آخر، ومعظم المرشحین
البارزین اعلنوا انھم یؤیدون الاعتراف بالسیادة: الاول ھو یائیر لبید وبعده انضم شریكھ بني غانتس الذي اعلن في احتفال في الشمال بأنھ ”لن ننزل عن مرتفعات الجولان في أي یوم.
بالعكس، سیتم تطویرھا ومضاعفتھا“. من جھود التوصل إلى اتفاق في قنوات سریة تحرك الاجماع الإسرائیلي نحو عملیة لاعتراف احادي الجانب بالضم – والذروة كانت على شكل ھدیة ترامب.
في اعقاب ھذا التوجھ تحدثت ھآرتس مع الكثیرین من المطلعین على الامر بشأن جولة المحادثات الاخیرة والتي سبقتھا، من اجل فحص إلى أي مستوى كانت الاتصالات من اجل التوصل إلى اتفاق جدي، وكیف یمكنھا أن تبدو تداعیات التحول في ھذه السیاسة. معظم الجھات التي تحدثنا معھا تتفق: حتى في فترة نتنیاھو اجریت محادثات متقدمة مع الاسد ومع رجالھ، وھذه تضمنت خرائط وسیناریوھات مفصلة لاتفاق یشمل انسحاب من مرتفعات الجولان على اساس حدود 1967 .اغلبیتھم یعتقدون أن اعتراف أمیركي احادي الجانب لن یفید الان إسرائیل، وأن من شأنھ اشعال نار زائدة. في المقابل من یؤیدون الفكرة في الساحة السیاسیة في إسرائیل على قناعة بأن الامر یتعلق بفرصة تاریخیة.
نزاعات الحدود الشمالیة لإسرائیل قدیمة مثل ایام الكولونیالیة التي رسمتھا. بعد ذلك رسمت خطوط الھدنة وخطوط 1967 التي ھي في قلب الصراع. في العام 1974 في اعقاب احتلال مناطق اخرى في حرب یوم الغفران وقع اتفاق فصل القوات بین إسرائیل وسوریة، الذي في اطاره انسحبت إسرائیل إلى منطقة الخطوط ما قبل الحرب، واقیمت منطقة عازلة. في السنة الأخیرة أعلن نتنیاھو للروس، الاسیاد الاقلیمیین الجدد، بأن إسرائیل مستعدة للعودة إلى التفاھمات وإلى الواقع الذي ساد اثناء اتفاق الفصل. في 1981 صادقت إسرائیل على قانون ضم مرتفعات الجولان، وبعد عقد بدأ في مؤتمر مدرید جس النبض الأول نحو المفاوضات – لكن اتصالات جدیة مع سوریة بدأت كما ھو معروف فقط في ولایة رابین في 1992 .وزیر الخارجیة الأمیركي جیمس بیكر وصل إلى رابین بعد زیارة في دمشق وقال لھ إن الاسد الأب مستعد لصنع السلام (مثل السادات).
الودیعة
المحادثات كانت في الطابق السادس في وزارة الخارجیة الأمیركیة، في كل صباح من التاسعة
حتى الثانیة عشرة، تذكر البروفیسور ایتمار رابینوفیتش، رئیس وفد المفاوضات بین القدس ودمشق في عھد رابین وسفیر إسرائیل السابق في واشنطن. ”مراسلون انتظروا في المدخل والمخرج. اجھزة التسجیل على الطاولة. كان واضحا أنھ بھذه الصورة لا تتم مفاوضات. لقد استغرق الأمر وقت من اجل تطبیع أن یتم الحدیث في فترات الاستراحة. ذات یوم وضعوا على الطاولة مبادئ الاتفاق. تقریبا سنة، من ایلول 1992 وحتى آب 1993 ،كنا في ھذا الوضع. تقدمنا ولكن بخطوات صغیرة. التقینا كل شھر تقریبا“، قال.
حسب اقوال رابینوفیتش، رابین لم یرغب بفكرة النزول عن الجولان، لكنھ فضل المسار السوري على المسار الفلسطیني، الذي كان متماھیا في البدایة مع بیرس واعتقد أن الاسد ربما اكثر جدیة من عرفات. ھذا التعرج المنھجي بین القناة السوریة والفلسطینیة، واحیانا في محاولة لتقلیل الضغط الأمیركي، تواصل لیرافق منذ ذلك الحین حكومات إسرائیل، واصبح توجھا واضحا.
اقتراح رابین كان انسحاب كامل إلى خطوط 1967 خلال خمس سنوات مقابل تطبیع كامل وترتیبات أمنیة.
الاقتراح قدمھ رابین لوزیر الخارجیة الأمیركي في حینھ وورن كریستوفر، بما عرف بعد ذلك بلقب ”الودیعة“ أو ”الجیب“. أي لقد طلب منھ حفظ ھذا القرار في جیبھ كورقة في الاتصالات فقط اذا كان الطرف الآخر سیتعھد بالتسویة. بأثر رجعي یبدو أن كریستوفر سارع لوضع الانسحاب على الطاولة. وفي النھایة ھزم رابین لصالح بیرس واوسلو. إلى السوریین عاد فقط في 1994 ،وحینھا بدأت محادثات بین ضباط كبار من الطرفین. حسب شھادة رابینوفیتش، الاسد الاب اعاق الاتصالات، في فترة بیرس تواصلت لكنھا لم تنضج.
انسحاب جوھري
عندما دخل نتنیاھو إلى ولایتھ الأولى طلب من الأمیركیین التوضیح بأنھ لم یعد ملتزما بودیعة رابین. وھم وافقوا على أنھ لم یكن بھذا موقف ملزم. في 1998 بدأ نتنیاھو بجولة مفاوضات سریة جدیدة بواسطة احد مقربیھ، رجل الأعمال رون لاودر. حسب الجھات المطلعة على مضمون المحادثات، أیضا ھذه تركزت على استعداد إسرائیل لانسحاب جوھري الذي اساسھ خطوط 1967 ،لكن بعد عدة لقاءات مع الاسد في دمشق طلب نتنیاھو من لاودر العودة مع خریطة أو ”عدم العودة“. وزراء الخارجیة والدفاع في حینھ اریئیل شارون وایتسیك مردخاي عارضوا، ھكذا انتھت الجولة التي منھا ما زال یتذكر بالاساس المواجھة التي تبث بین نتنیاھو ومردخاي.
بعد عقدین، جھات مطلعة على الجولة قالوا إنھ في مركز المحادثات كان من بین أمور اخرى مطالبة إسرائیل بابقاء وجود لھا في جبل الشیخ. السوریون كما یبدو قالوا للاودر إن الحدیث یدور عن ”وكر جواسیس“. وعلى ھذا أجاب لاودر الاسد: ”ما الذي یزعجك في أن یرون ماذا تعمل في غرفة النوم؟ بالنسبة لي ھذا لا یزعجني“. المفاجأة كانت أن السوریین اظھروا الرضى
ولكنھم اقترحوا تسویة ابداعیة: ھناك یھود في أمیركا، وھذا ینتقل الیھم. إسرائیل حسب ھذه المصادر قررت فھم العكس: أن یتخفى الإسرائیلیون على أنھم أمیركیین. وكل جبل الشیخ یتحول إلى دولي والمنشأة التي ستشغل ظاھریا من قبل الأمیركیین ستكون فعلیا إسرائیلیة. ھذا تمرین سبق وكانت لھ سابقة في الاتفاق المرحلي في سیناء.
بعد سنتین في عھد إیھود باراك عقدت لجنة شیباردستون وانتھت بانفجار ظروفھ مختلف علیھا حتى الآن. السوریون تمسكوا بامكانیة الوصول إلى بحیرة طبریة. عدد من المشاركین قالوا إن باراك انسحب. واتھم المسربین. بعد ذلك توفي الاسد الاب وابنھ تولى الحكم والاتصالات جمدت. الأمیركیون قاموا بغزو العراق وتصادموا مع سوریة، شارون اصلا كان یواجھ الانتفاضة، وھكذا كان لرئیس الحكومة الإسرائیلي الوحید الذي كما یبدو لم یجر أي اتصالات سریة مع السوریین عن انسحاب من مرتفعات الجولان. ھكذا یشھد أیضا الیوم رئیس مكتبھ السابق دوف فایسغلاس الذي قال إنھ في تشرین الثاني 2003 طلب من شارون الالتقاء في روما مع شخصیة أمیركیة كبیرة، الیوت ابرامز، والتعھد لھ بأنھ لا یوجد لإسرائیل أي اتصالات مع سوریة – رغم تقاریر عن رسائل نقلت لوزیر الخارجیة، سلفان شالوم. في ھذا اللقاء قال فایسغلاس إن شارون تحدث للأمیركیین عن خطة الانفصال.
وثیقة النقاط الست
في عھد اولمرت الأمیركیین تحفظوا في البدایة من الاتصالات، وفي 2008 وافق اخیرا على وساطة تركیا. ھذه المحادثات تفجرت مع عملیة الرصاص المصبوب، وفي النھایة بقیت في ایدي إسرائیل ”وثیقة النقاط الستة“ التي عبرھا طلب السوریون أن تمر الحدود. اولمرت وافق على مناقشة الوثیقة، وجھات مطلعة على مواد الاتصالات قالت إن الطرفین قاما بالبدء برسم الحدود على الخرائط، ”بدقة عالیة جدا“. على مدى سنوات المفاوضات، المجتمع الدولي وخاصة الولایات المتحدة، لم یعترف بصورة رسمیة بضم إسرائیل لمرتفعات الجولان.
في ایلول 2010 بدأت الجولة الاخیرة بوساطة أمیركیة بین نتنیاھو والاسد. من بین الوزراء فقط وزیر الدفاع اھود باراك كان شریكا في السر. ولكن ایدت فكرة الاتصالات أیضا الاستخبارات العسكریة. الاتصالات جرت من خلال المبعوثین الأمیركیین بارد ھوف ودنیس روس. ومن الطرف الإسرائیلي كان مستشار الأمن القومي عوزي اراد وبعده من اعقبھ یعقوب عمیدرور، المستشار السیاسي رون دیرمر، السكرتیر العسكري یوحنان لوكر، المبعوث الخاص المحامي اسحق مولكو والعمید احتیاط مایك ھرتسوغ. لاودر لم یعد في الصورة. حسب اقوال عدد من المشاركین ”لقد كان محروقا لأنھ لم یكن أمینا. لم یكن ھناك توافق بین الاقوال التي قالھا للطرفین“.
حسب مصادر خبیرة بالمحادثات، فإن نتنیاھو كان مستعدا لمناقشة طلب سوریة لانسحاب إسرائیل الكامل حتى حدود 1967 حتى طبریة، ولكن ھذه المرة اشترط ھذا بانفصال سوریة نھائیا عن إیران وحزب الله وبترتیبات امنیة اخرى. الطواقم عملت على صیاغة وثیقة مبادئ كما سبق وتم تبادل مسودات أمیركیة مختلفة. ھذه الاتصالات توقفت في آذار 2011 عندما بدأ الاسد بقتل ابناء شعبھ وفھم نتنیاھو أنھ یفقد الشرعیة. حسب تقدیرات المصادر، ستة اشھر فقط كانت تقتضي لاستكمال المھمة.
في البدایة طلب السوریون مواصلة الاتصالات من وثیقة ”النقاط الستة“ من عھد اولمرت، لكن طاقم نتنیاھو قال بأنھا لا تلبي المصالح الامنیة. الفكرة الجدیدة كانت بناء خط یستطیع السوریون تسمیتھ عودة إلى خطوط الرابع من حزیران مع تعدیلات. طبریة مرة اخرى كانت في مركز الخلاف، والترتیبات الامنیة أیضا لم تغب عنھا. كذلك بني نموذج محوسب لفحص اعادة انتشار القوات العسكریة من جدید، وتقلیل التواجد ونزع المنطقة من السلاح، اذا وافق السوریون أن یقرروا استراتیجیا بأنھم قد انفصلوا عن ”محور الشر“ الإیراني. خلال ذلك بدأ عمل فریق قبل أن یتم الطرح العلني للعملیة.
ردا على وصف اللقاءات مع الاسد، نتنیاھو یكثر من القول إنھ لم یكن فیھا أي شيء حقیقي. قبل
شھر تقریبا سألتھ ھآرتس خلال زیارتھ في وارسو اذا كان یقصد أنھ فعلیا تحایل على السوریین. نتنیاھو اجاب ”لن انزل من الجولان في أي یوم. انا احافظ على الجولان ولن اكشف ھنا ما قلتھ لھم“. في المقابل عدد من المشاركین في الجولة الاخیرة قالوا إن العملیة لم تصل إلى ھدفھا الاخیر، لكنھا كانت متقدمة ومفصلة.
في ھذا الامر قالت لھآرتس شخصیة رفیعة سابقة في الادارة الأمیركیة بأنھ ”كان ھناك تقدم جدي جدا مع اشارات واضحة من الطرفین. الجانب الإسرائیلي كان معني جدا بامكانیة تغییر استراتیجي في سوریة. والسوریون كانوا معنیین بالاراضي التي خسروھا في العام 1967.
كان ھناك تقدم، لكن اخیرا لو لم تحدث الاحداث في سوریة فإنھ بعد حوالي ستة اشھر كان سیكون لدینا صیغة متفق علیھا – عندھا كان على الرئیسین أن یقررا، ویصعب القول ماذا كانا سیقرران“.
مفاوضات جدیة
وقال مصدر كبیر آخر من واشنطن بأن ”المفاوضات كانت جدیة. صحیح أنھا لم تستكمل، لكن مستوى العمل كان جدي جدا. ملخص ھذا العمل كان انسحاب إسرائیل مقابل ابتعاد استراتیجي لسوریة عن إیران وحزب الله، ونزلنا إلى تفاصیل عدیدة بشأن ما ھو مطلوب من كل طرف“.
واضاف بأنھ ”من اجل أن نكون عادلین، فإن أمرا لم یحسم نھائیا، وكان لي شك حول ما یتعلق بقدرة الاسد على تطبیق ھذه الخطة. ولكننا كنا قریبین من اتفاق على الورق، وكان عمل جدي مع تفاصیل كثیرة. الذین كانوا مشاركین في الاتصالات اعتقدوا أن ھناك امكانیة للتوصل إلى اتفاق“.
حسب مصدر آخر كان مشاركا في المحادثات فإن نتنیاھو لم یرغب في البدایة بالقناة الفلسطینیة،
وبالنسبة لھ كان ھذا طریقة لصد الضغط الأمیركي. مع ذلك قال إن العملیة تبدو واعدة ولا تبدو ككاذبة.
مصدر آخر قال إنھ حتى اذا كان نتنیاھو یمكنھ القول بأنھ لم یوافق على الاتفاق، فإنھ سمح بھذه
الاتصالات: ”لا یخدعون الأمیركیین، وكذلك لیس مھم ما یقولھ الآن. الكل سجل في دمشق وكان ھناك شھود دولیین. یوجد للسوریین محاضر ووثائق وخرائط“. البروفیسور رابینوفیتش الذي تابع عن قرب أیضا جولة المفاوضات الاخیرة یعتقد أن نتنیاھو یواصل الدفاع الذي استخدموه أیضا في عھد رابین وباراك واولمرت: التعھد بالمفاوضات ولیس بنتائج. ”عندما كان یسألوني اذا كان الاسد جدیا، قلت إنھ اشترى تذكرة سفر بالقطار محطتھا الاخیرة ھي السلام، لكنھ دائما یستطیع النزول في الطریق. أیضا نتنیاھو نفس الشيء“.
في مسألة مطالبة إسرائیل بالاعتراف بالضم فإن معظم الذین كانوا مشاركین في الاتصالات یتفقون: ”لأن الوجود الإسرائیلي في الجولان لیس مھددا فعلیا، وبالتأكید لیس بعد أن الاسد ادین
كقاتل للجمھور، فلا فائدة من الخطوة الرمزیة التي فقط یمكنھا أن تستدعي ردود مضادة“. قال مصدر كبیر سابق في إسرائیل كان مشاركا في الاتصالات. ”الآن لیس ھناك احد في العالم یفكر أن إسرائیل علیھا النزول عن مرتفعات الجولان. الطریق الافضل لوضع ھذا الامر موضع شك ھو المطالبة بالاعتراف بذلك“.
دنیس روس الذي كان من كبار الوسطاء الأمیركیین قال للصحیفة إنھ یعتقد أن اعترافا احادیا الجانب بالضم ھو خطأ من جانب واشنطن: ”لا اعتقد أن ھذا سیساھم في رغبتھم في ان یعرضوا خطة سلام خاصة بھم (مع الفلسطینیین)، اعتقد أن ھذا سیصعب على الزعماء العرب في الاستجابة لھا“.
الشخص المتماھي أكثر من أي شخص آخر مع حملة الاعتراف بالضم ھو تسفي ھاوزر، سكرتیر الحكومة السابقة لنتنیاھو والآن مرشح للكنیست من قبل ازرق ابیض، قال إنھ احتفل بإعلان ترامب في نیویورك وأنھ مقتنع بأن ھذه فرصة تاریخیة محظور تفویتھا بسبب ”رؤیة ثابتة“. وحسب اقوالھ، نتنیاھو لم یفھم بدایة أھمیة الأمر: ”الحرب الأھلیة في سوریة كانت حدثا مغیرا للواقع من وجھة نظر إسرائیلیة. للاسف، لكوني شاھدت ما حدث عن قرب فإنھم لم یفھموا ذلك ھناك كحدث استراتیجي. اعتراف أمیركي بسیادة إسرائیل على الجولان یبدو للجمیع أمر مرفوض. حتى صعود ترامب لم یؤمنوا أن ذلك بالامكان ولم یفھموا أھمیة الأمر. كان ذلك فشل استراتیجي، والآن فجأة الجمیع یفھمون ذلك“.
وأضاف ھاوزر أنھ اذا وافقت إسرائیل على خطة ترامب، فإن علیھا أن تطالب بأن تتضمن اعتراف بسیادة إسرائیل على مرتفعات الجولان. لأنھ اذا لم تفعل ذلك ”ستكون ھناك لبننة لحدود الجولان وستكون ھناك دینامیكیة تطلب منا النزول من ھناك. سنستیقظ ذات یوم ونجد انفسنا امام مطالبة باعادة نشر قواتنا في المنطقة: الإیرانیون سینسحبون من سوریة وفي المقابل سیطلب من إسرائیل النزول من مرتفعات الجولان. انسحاب أمیركي بدون اعتراف بالجولان یناسب الجھات الرادیكالیة، الاسد وحزب الله، بأن من الشرعي نقل عش المعارضة في الجولان“.
عن الفكرة التي طرحت في الماضي لاشتراط الانسحاب بالابتعاد عن إیران قال ھاوزر إن ”ھذه كانت سذاجة“. مكتب نتنیاھو قال ردا على ذلك ”رئیس الحكومة نتنیاھو لم یكن في أي یوم مستعد للتنازل عن مرتفعات الجولان وعمل كل الوقت لتعزیز السیطرة في الجولان. خلال سنوات عمل رئیس الحكومة من اجل الاعتراف بمرتفعات الجولان، الأمر الذي تحقق أمس ونحن نبارك ھذه الخطوة ونشكر إدارة ترامب على ذلك“.