عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Feb-2019

السنيورة: العالم العربي مريض وسينهض من رماده

 

إسطنبول: وصف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، الخميس، واقع العالم العربي بـ “المريض”، إلا أنه أشار إلى أنه لم يمت وسينهض من رماده.
وشدد على أن التأخر في الإصلاح يكون مكلفا أكثر ولا يأتي بالنتائج المرجوة.
جاء ذلك في محاضرة للسنيورة، أقيمت في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركية “سيتا”، بعنوان “تأثير عدم الاستقرار في العالم العربي على النظامين الدولي والإقليمي”.
وأوضح السنيورة أن “العالم يمر بتغييرات كبيرة، فيها تعاون أقل، وعدم وضوح في الرؤية، وفقدان الثقة في المؤسسات الدولية، والفوضى تعم أكثر، ويتم تجاهل سيادة القانون”.
ولفت إلى أن “العالم يتقدم خطوة خطوة لنظام عالمي جديد، وفي هذا الوضع فإن العالم العربي تعرض لصدمات عديدة في المئة العام السابقة، ولا يزال يعاني، لأنه من الناحية الجيوبوليتيكية هو نقطة تلاقي 3 قارات، وهذه المنطقة فيها ثروات طبيعية وأكبر احتياطيات النفط، وهو ما يشكل العمود الفقري للغرب”.
وعن تردي الأوضاع في العالم العربي، شدد على أن “العرب أقل عامل في تحديد مصيرهم، والملايين من الشعب العربي حرموا من العدالة والمساواة من قبل الأنظمة الدكتاتورية، ما أدى إلى التطرف والعنف، كما شهد العالم العربي اضطرابات مختلفة”.
وأكد أنه “طالما لم يحدث إصلاح مع التعدد والتنوع والحرية، وحقوق الإنسان، فإن الوضع سيستمر وتتواصل الاختلافات بين هذه الدول، وستقل الفرص للمستقبل”.
وفيما يتعلق بعجلة الإصلاح التي يجب على الدول العربية انتهاجها، أفاد “اقول بوضوح أن الإصلاح مرحلة ديناميكية، وتعرضها للإيقاف يؤدي لآلام ومصاعب عديدة، وهو ينطبق على العالم كله، ويجب دائما الاستمرار بعملية الاصلاح، توقفها وتأخرها يؤدي لارتفاع تكاليفها واحتمالية فشلها”.
ومن الأسباب التي أدت للواقع العربي، أشار إلى “عدم حل الأزمة الفلسطينية هي اهم مسألة مفتاحية، تخل بتوازنات المنطقة، والاحتلال الإسرائيلي يساهم في استمرار الاضطراب، وعدم العدالة في العالم العربي، فضلا عن منع الاصلاحات، واحتلال العراق مثلا أدى إلى تمزق الدولة”.
وأوضح أن “المسائل المذكورة إن لم تحل في الشرق الأوسط، للأسف ستواصل في تخريب التوازنات الدولية، نحن العرب لا نريد الخوف من بقية العالم، ولكن لا نريد أن يخاف العالم منا”.
كما أكد أن “على العرب التلاقي وايجاد حل شامل وعادل لقضية فلسطين، بحل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية، ويجب إيجاد حل سياسي مقبول من الجميع للأزمة السورية، يفتح أبواب إعادة الإعمار، ونفس الأمر بالنسبة لليبيا واليمن”.
وزاد بالقول إنه “على العالم العربي ان يأتي بمبادرات ويستغل القوة البشرية، والعمل معها ضمن منظمات المجتمع المدني، ويجب احترام حقوق الإنسان، وهو ما يتطلب خطابا دينيا حديثا، وامتلاك الفكر المتنوع الناقد”.
السنيورة، ختم مشددا على أن “العالم العربي مريض ولكن لم يمت، وبالتأكيد يتوجب على العرب ان يلتقوا، والعمل على تطوير مفاهيم جديدة، أؤمن ان هناك ما يجمع العرب، وسيكون لهم انبعاث جديد من الرماد”.
والسنيورة سياسي لبناني شغل عددا من المناصب الوزارية وترأس الحكومة مرتين(2005-2009).
 
عرف بانتقاده الشديد لسياسة حزب الله وفي سنة 2009 ترشح للانتخابات النيابية للمرة الأولى في حياته عن دائرة صيدا وتمكن من دخول البرلمان نائبا فيما عزف عن الترشح في انتخابات 2018 الأخيرة رغم طلب سعد الحريري منه الترشح.
تولى السنيورة الذي لا يشغل اي منصب تنظيمي داخل تيار المستقبل بين عامي 1992 و2004 وزارة المالية في الحكومات الخمس التي شكلها الراحل رفيق الحريري عندما كان في منصب رئاسة الوزراء خلال الفترة من عام 1992 إلى 1998، ومن عام 2000 إلى 2004. (الأناضول)