عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Jun-2019

فوتوغرافيات سهى أبو لبن...مغامرات إبداعية لتوثيق كل ماهو جميل في الأردن

 

عمان- الدستور - خالد سامح - تحرص «الدستور» على تسليط الضوء نحو تجارب ابداعية ومبادرات اجتماعية تقودها سيدات أردنيات في مجالات شتى، وهذه النشاطات تكشف عن قدرات المرأة الأردنية ومثابرتها نحو تحقيق دور مميز لايقل أهمية عن دور الرجل في مسيرة التنمية الشاملة.في هذا التقرير نقف عند تجربة الفوتوغرافية سهى أبولبن وهي من أنجح المصورات المحترفات في العالم العربي، وتعتبر الوحيدة في الأردن التي اقتحمت محاور فوتوغرافية كانت حكراً على المصورين الرجال وأثبتت جدارتها في ذلك، ومنها التصوير الجوي من الطائرات الشراعية والعسكرية، إضافةً لإبداعها في حقول ومحاور فوتوغرافية أخرى كتصوير الطبيعة والحيوانات الأليفة منها والمفترسة والتصوير السياحي والرياضي والمفاهيمي وغيرها من المجالات.
درست الفنانة سهى أبو لبن إدارة الأعمال لكنها قررت احتراف التصوير الفوتوغرافي عام 2012، فحققت نجاحاً هائلاً خلال سنوات قليلة وشاركت بمعارض عالمية ومنها معرض الاتحاد الدولي للتصوير (FIAP) في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حققت المشاركة الأردنية الأولى في هذا المعرض العالمي، وهي تحاضر وتنظم ورشات عمل في التصوير الفوتوغرافي وحازت على العديد من التكريمات المحلية والعالمية وكتبت عن تجربتها صحف ومواقع عربية وأجنبية، كذلك هي عضو فخري في نادي الطيران الشراعي الأردني، وتنشط عبر شبكة الانترنت في تقديم صور تعكس فرادة المكان الأردني وتميزه طبيعيا وتاريخيا وحضارياً وانجازات أبنائه في شتى المجالات.
الأردن من الجو
تقول سهى ابو لبن: «فخورة جداً بتجربتي في التصوير الجوي كوني كذلك أول امرأة تُمنح تصريحا في الأردن لذلك النوع من التصوير «... وتضيف : « التصوير الجوي مدهش للغاية، في صورة واحدة تلتقط آلاف التفاصيل، بالنسبة لي مغامرة تستحق العناء وأتمنى الاستمرار فيها؛ فالصورة من الجو مختلفة تماما وتكشف كل التفاصيل الجمالية، خصوصا أن الأردن متنوع جغرافيا وفيه تضاريس فريدة بطبيعتها ومواقع تاريخية وأثرية لم يرها أحد من الجو».
وتابعت أبو لبن» كذلك فأنا الفنانة الوحيدة في الأردن التي خاضت مجال «التصوير المفاهيمي»وهو شكل إبداعي من التصوير الحر يعتمد على خيال وثقافة المصور فيه ويفتح باب التأويلات العديدة لمعنى الصورة أمام المشاهد أو الملتقي، وهو من أصعب محاور التصوير؛ إذ يحمل رسائل فكرية ليس من السهل إدراكها وفهمها، وغالباً ما يطرح قضايا إنسانية عميقة».
توثيق فوتوغرافي لانجازات المرأة الأردنية
وتؤكد أبو لبن أنها ترفض تكريس الصور النمطية عن المرأة في المجتمع العربي بوصفها مضطهدة دائماً منكسرة تعاني من التهميش ومحدودة الأفق، وتضيف» أهتم بقضايا الإنسان، ويسعدني أن أوثق إنجازات المرأة في بلادي سواء في الرياضة والثقافة والفنون وكافة المجالات، نحن أيضاً لدينا جوانب حضارية مشرقة يجب توثيقها وتقديمها للعالم، وقد لاقيت دعماً معنوياً كبيراً في مشروعي الفوتوغرافي هذا سواء من الأهل أو الأصدقاء».
مثابرة ومغامرة
وحول المشهد الفوتوغرافي الأردني ومساهمة المرأة فيه، تقول أبو لبن: إن الأردن فيه مصورون جيدون، لكن كل منهم متخصص في مجال معين وغير معني بالتصوير الشامل، أما منجزات المرأة الأردنية في مجال التصوير الضوئي فترى أنها مازالت دون المستوى المأمول وينقصها المثابرة، وتزيد « التصوير عمل يحتاج لجدية ومثابرة وتصميم ووضع أهداف محددة لتحقيقها وهذا ما قمت به».
أول صورة احترافية لسهى أبولبن التقطتها لربيع الأردن؛ فاختارتها وزارة الثقافة كصورة غلاف لكتاب مصور حول جماليات الربيع الأردني، هذا شجع الفنانة سهى أبو لبن على المضي في ذلك المضمار؛ فقررت الانضمام لفرق مغامرات ورحلات خرجت من خلالها بحصيلة فوتوغرافية كبيرة، وعن أبرز ذكرياتها في ذلك تقول :» لا يمكن أن أنسى مغامراتي الفوتوغرافية في وادي عربة الصحراوي جنوب الأردن وفي محمية ضانا، ومن رحلاتي المميزة تلك التي كانت في مدينة البتراء التاريخية وفي منطقة المغطس بوادي الأردن، هذا طبعاً عدا عن رحلاتي الجوية كوني المصورة الرسمية لنادي الطيران الشراعي الأردني، لايمكن أن يتخيل أحد جمال الأردن وعظمة مواقعه التاريخية من الجو «.هكذا وبجهد لافت واستثنائي وجرأة بالغة خطت سهى أبو لبن لها طريقاً في ذلك الحقل الجمالي والإنساني متحديةً كل الصعاب، فحققت ذاتها الإبداعية وأثبتت جدارة المرأة وقدرتها على خوض شتى الميادين الإبداعية منها والمهنية.