عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Mar-2019

في التنمّر الإلکتروني.. والنیابي أیضا! - ماجد توبة
الغد- ظاھرتان قدیمتان جدیدتان باتتا فاقعتین في الفترة الأخیرة، وتغطیان على المعارضة الحقیقیة والمنتجة، بل وأحیانا تخسر أصحاب النقد والمعارضة الحقیقیین قضیتھم بوجھ ما ینتقد ویھاجم من فساد واختلالات وتقصیر في العمل العام.
نتحدث ھنا؛ وفي النوع الأول عن ما بات یعرف بالتنمر الإلكتروني واستسھال ”الطخ“ والتشھیر والاصطیاد ”على الملیان والفاضي“ لمسؤول أو نائب او أیة شخصیة عامة، دون مراعاة لحرمة شخصیة وبلا تورع عن المس بالأعراض والأخلاق والامور الشخصیة والعائلیة، وكل ذلك یتم تحت مسمى معارضة ونقد للشأن والشخصیة العامة وھما منھ براء!
السیدات، مسؤولات وشخصیات عامة وحتى مواطنات عادیات، ھن أكثر من یتعرضن لمثل ھذا التنمر، الذي بات یتوفر لھ فضاء إلكتروني واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ظل انتشارھا شبھ العام بین المواطنین. قضیة النائبة فضیة الدیات التي تواجدت في لقاء رئیس الوزراء بمزارعي الاغوار الاثنین الماضي، كانت آخر مثال للتعرض وببشاعة لمثل ھذا التنمر المسيء، الذي نتحدث عنھ.
ھو تنمر وتھجم ورشق إساءات ولھو بأعراض وخصوصیات الناس ولا علاقة لھ بمعارضة او نقد عام، وقد لا یكون ھذا مشكلة تستحق التوقف عندھا ھنا لولا أنھا باتت في اتساع واضح، وصارت تستفز أعدادا متزایدة من المواطنین والنشطاء الواعین عبر مواقع التواصل.
أما النوع الثاني من التنمر فھو أیضا قدیم جدید، لكنھ بات فاقعا ومستفزا بل ویخفي تحت یافطة المعارضة والنقد للمسؤول العام بحثا عن مصالح خاصة، أو تصفیة حسابات لا علاقة لھا بأداء
او سیاسة ھذا المسؤول أو ذاك، ونتحدث ھنا عن ما یمكن أن نسمیھ ”تنمرا نیابیا“ یتقنھ نواب
ضد ھذا الوزیر والمسؤول أو ذاك. آخر الشواھد على مثل ھذا التنمر ما تعرض لھ وزیرّ الاتصالات بجلسة النواب اول من امس، حیث یحرص نواب كلما ”دق الكوز بالجرة“ بـ“معایرة“ ھذا الوزیر بماضیھ المعارض، وكأنھ سلبیة وشتیمة!
التنمر النیابي من بعض النواب لا یقف عند وزیر الاتصالات بل یتعداه لغیره من الوزراء، وھو مسلك یختلف عن النقد والمساءلة والاحتجاج وحتى التشھیر بتقصیر او بسیاسة او قرار یختلف معھ النائب، مما یعد حقا دستوریا بل ومطلوبا من النائب ممارستھ حتى لو تعسف فیھ أحیانا حرصا على المصلحة العامة وعلى حقوق الناس.
إلا أن ما یمارس عبر التنمر النیابي ھو بحث عن الشعبویة أحیانا، او حتى عن مصالح ضیقة أو تصفیة لحسابات او كنوع من الابتزاز، وذلك باصطیاد كلمة او ھنة ھنا او ھناك للمسؤول، للھجوم الصاعق علیھ، والتشھیر حتى ربما بلون شعره.
المتضرر الأكبر من انتشار ھذین النوعین من التنمر ھو خطاب المعارضة والنقد الحقیقي، الذي یحمل رسالة تعریة الفساد والتقصیر الذي یقع بھ المسؤول أو الحكومة، وھو أیضا مصالح الناس الحقیقیة؛ حیث بات التھرب من المواجھة او الظھور الاعلامي او اتخاذ القرار منجاة للعدید من المسؤولین والوزراء لئلا یقعوا، حتى لو أصابوا بقرار ما، تحت سطوة التنمر الإلكتروني وفتح جبھات من النقد والشتائم علیھم.
بل وبات التنمر الإلكتروني بابا للتوظیف والاستغلال من قبل سیاسیین وغیرھم، ممن یلقون أحیانا المدخل لما بات یسمى ”الذباب الإلكتروني“ ضد ھذه الشخصیة او المؤسسة او تلك، لتبدأ  حفلة الردح و“الطخ“، التي ینجر إلیھا الكثیر من رواد مواقع التواصل دون تمییز او تروي أو تدقیق بما وراء الحملة، ورغم ما فیھا من حرف للناس عن الاھتمامات الاساسیة لھم!