عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Aug-2019

قلعة الأزرق ...من مجد الإمبراطوريات الغابرة إلى ثورة العرب الكبرى

 

عمّان - الدستور- في الصحراء الأردنية المترامية الأطراف يتناثر عدد من القلاع والقصور الصحراوية التي تعود الى أزمنة وعهود تاريخية مختلفة، ولكل منها تاريخ وقصة وتفاصيل انسانية وسياسية واجتماعية عديدة، وأبرز تلك القلاع التي يؤمها السواح بالآلاف سنويا: قصير عمرة، قصر المشتى، قصر الحرانة، قلعة الشوبك وقلعة الأزرق التي ارتبط اسمها وتاريخها بالثورة العربية الكبرى.
قلعة الأزرق ..أزمنة وأمم متعاقبة
تعد قلعة الأزرق إحدى القلاع التاريخية في الأردن، وهي شاهده على تاريخ الأردن منذ زمن الرومان واليونانيين وصولا الى عهد الثورة العربية الكبرى وتأسيس الدولة الأردنية مرورا بالعهود العربية والمملوكية والتركية.
وقد بني قصر الأزرق أو قلعة الأزرق من البازلت الأسود.‏ ‏ وتقع قلعة الأزرق في وسط واحة الأزرق على بعد مائة كيلو متر شرق عمّان، العاصمة الأردنية.‏ ‏ وبحسب المختصين في دائرة الأثار الأردنية التي تشرف على الموقع فقد شيدت القلعة أساساً لتكون حصناً للنبطيين أو الرومان، ثم أعاد المماليك بناءها مرة أخرى في القرن الثالث عشر للميلاد.‏ ‏وتحتوي واحة الأزرق على المصدر الدائم الوحيد للمياه النقية في امتداد الصحراء المحيطة بها، والتي تبلغ حوالي اثني عشر ألف ميل مربع، وبالتالي فإن هذه الواحة تجتذب أعداداً كبيرة من الطيور المهاجرة في طريقها إلى مقاصدها. يشير عدد من المصادر إلى أن اليونانيين والرومان هم أول من أنشأ هذه القلعة، والتي استخدمها أو أعاد بناءها، أو عمل على إصلاحها وترميمها البيزنطيون والأمويون والأتراك والأيوبيون والمماليك والعرب. وتدل الكتابات المنقوشة على الحجارة الموجودة في داخل القلعة أن القلعة أنشئت لصالح الإمبراطور «ديوكليتيان « والإمبراطور ««مكسميان « بين عامي 285 م و 305 م، كما وجدت كتابات ٌ أخرى تحمل اسم الإمبراطور «جوفيان «تعود إلى سنة 363 م، والذي قام بترميم القلعة وزاد في بنائها، وقام الأمويون بإعادة بناء القلعة وإنشاء مجموعة ٍ من الجدران والسدود، وذلك في عهد الوليد الثاني بن عبد الملك، أثناء خلافة عمه هشام بن عبد الملك.
الثورة العربية الكبرى
عند وصول الثوار الى الأردن قادمين من الحجازعام 1916 حيث استقبلهم أحرار الاردن وشاركوا معهم بالثورة، اتخذ « لورنس العرب «من القلعة قاعدة لانطلاق عملياته العسكرية ضد الأتراك العثمانيين، وكان له غرفة للاجتماعات والاستقبالات، ما زالت تقع فوق المدخل الرئيس للقلعة، فيها عدد من الطاقات والقاعات والأبواب وبهو ٍ رئيسي، وعندما غادرها اتخذ منها الشريف الحارثي، قاعدة لعملياته العسكرية أيضا، وعندما وصلها الأمير فيصل بن الحسين كقائد للجيش الشمالي، قام بشن هجومه النهائي على الأتراك من هذه القلعة، لذا ولأهميتها التاريخية ودورها في تحرير البلاد العربية وتأسيس الدولة الأردنية المستقلة فقد تم ايلاؤها اهتماما كبيرا كونها أحد أهم المواقع المرتبطة بوجدان الشعب الأردني.
أقسام القلعة
قلعة الأزرق بناء مستطيل الشكل تتراوح أبعاده بين 72 مترا و 80 مترا، بنيت القلعة من الحجارة البركانية النارية البازلتية السوداء، وتتألف من ثلاثة طوابق ما زال منها طابقان ظاهران للعيان، وتحتوي القلعة على عدة أبراج، وعدة مداخل، ومسجد، وغرف، وبئرٌ للماء وساحــة كبيرة، وسجـن ، وإسطبـلات، وأدراج، ونوافــد، وطاقــات ٍ، وممرات ، وأقواس، وأبواب حجرية، وهذه الأبواب تزن بين 1 طن و 2 طن، ويقع الأول في المدخل الرئيسي ويقع الثاني في المدخل الغربي من القلعة.
قامت دائرة الآثار العامة بترميم بعض غرف القلعة وتأهيلها بالإضافة لترميم الواجهات الجنوبية الغربية للقلعة وتكحيلها وإعداد أبواب خارجية خشبية على الطراز القديم.
ومن الجدير ذكره أن الأزرق مدينة صحراوية  يبغ عدد سكانها 15 ألف نسمة تقريبا، تعرف الأزرق ومنذ زمن بعيد بأنها واحة صحراوية غنية بالمياه العذبة والمعدنية وبها الكثير من الآثار والمناطق السياحية. تعد واحة الأزرق ومحمية الأزرق من الأماكن المشهورة بالعالم كونهما محطة للطيور المهاجرة من آسيا الوسطى وشرق أوروبا، إذ تمر أسراب الطيور المختلفة بهما أثناء هجرتها وتستريح فيهما. يقطن الأزرق نسبة كبيرة من المهاجرين الشيشان اضافة الى القبائل العربية المهاجرة من جبل العرب في السويداء.