عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Apr-2020

"مقاطع مُصوّرة تُقلِّد شخصيّات متوفاة" .. مضمون مُخالف وغياب للقيمة الخبريّة
أكيد- نقلت وسائل إعلام محليّة، وصفحات مواقع التَّواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و "واتس أب"، مقاطع مصوّرة لأحد الفنانين، وهو يقوم بتقليد أصوات عدد من قادة دول العالم العربي والذين توفّاهم الله تعالى، مرتكبة بذلك مخالفات قانونيّة ومهنيّة قد تصل بعضها إلى تعكير صفو العلاقات مع دول شقيقة، حسب قانون الجرائم الإلكترونيّة.
 
وتتبّع "أكيد" مقاطع مصوّرة منشورة على وسائل إعلام محلية والتواصل الاجتماعي، وفيها يقوم أحد الفنانين النَّاشطين على موقع يوتيوب، بتقليد صوت قائدين عربيّين ويقدِّم حديثًا حول مرض فيروس "كورونا" المستجدّ، ويضع خلفه علم الأردن، وتمَّ تناقله بشكل واسع.
 
وقال الأستاذ جواد العمري المستشار الإعلامي والمدرب الصَّحفي ل"أكيد" إنَّ المقطع المصوّر ليس له أيَّة قيمة خبريّة، فالرسائل تصل إلى الناس من طرق عدة دون اللجوء إلى الاستعانة برموز وشخصيات مشهورة في مجال الفن والسِّياسة سواء خلال حياتها أو بعد وفاتها.
 
وأضاف أنَّ استحضار مثل هذه الشَّخصية التي يتم تقليدها يسيء لها دون تقديم فائدة توازي حجم الإساءة، ولا يرى أن هذه من الشَّخصيات التي يمكن من خلالها توجيه رسالة للأردنيّين في مجال التوعية بمرض فيروس "كورونا" المستجد.
 
ولفت إلى أنَّ وجود أحياء من ذوي الشخصية يُسبّب لهم الأذى النفسيّ أكثر ممّا يحقق مصلحة للمجتمع، وهذا رأي متعلق بأخلاقيّات النَّشر وليس رأيا قانونيّاً، وقد وجد فيه إقحاما للشخصية في أمر لم يكن يعنيها أو تشتهر به في حياتها، ما جعله ربطا "فجًّا" بين الشَّخصية والموضوع.    
 
 
 
ويقول الخبير القانوني في التَّشريعات الإعلامية والأخلاقيّات يحيى شقير ل"أكيد": خلال السَّنوات الخمس الأخيرة نشأ مصطلح الأخبار الزائفة، والأصوات المفبركة، وهذه قد تتدخل بأمور سياسية مثيرة للجدل، وهنا يجب الحذر من ناحيتين، الأولى، أنّ صوت الأموات مثل صورتهم له ملكية فكريّة، ولا يجوز استخدامه لأغراض تجاريّة، والثَّانية، أنَّ الشَّخص الذي يقوم بتقليد أصوات السِّياسيّين والأموات قد يرتكب جريمة في القانون، فقد يقلد صوت شخص يشجع على الإرهاب، أو يثير الفتنة بين عناصر الأمة، وهذا يخالف المادة 150 من قانون العقوبات الأردني.
 
وأضاف أنَّ تقليد شخص لصوت شخص آخر يمثل تعكيرًا لصفو العلاقات الأردنيّة مع دول شقيقة وصديقة، بمعنى أنّ مضمون التَّعليق قد يدخل المعلِّق تحت طائلة المساءلة القانونية.
 
وبُبيّن أنّ تقليد الأصوات بمضمونٍ يتحدث عن فيروس "كورونا" المستجدّ قد لا يدخل ضمن الجرائم، لكنه قد يؤدي إلى إثارة الهلع والخوف والرعب عند المتلقين غير المختصين؛ أي عامة النَّاس، وهنا تتمّ المحاسبة على ذلك.
 
وحذّر وسائل الإعلام نفسها والمتلقين من إعادة تداول هذه المقاطع ونشرها لأنَّها قد تحتوي على مضمون يحاسب عليه قانون الجرائم الإلكترونيّة مثل نصّ المادة 11 منه.
 
ولفت إلى أنَّه يجوز القياس على القواعد الأخلاقيّة، فميثاق الشَّرف الصَّحفي يمنع التَّلاعب بالصورة، وقياسًا على ذلك لا يجوز التَّلاعب بالصوت.
 
 
 
 
 
 وأكد ناجح حسن النَّاقد الفني والسينمائي ل"أكيد" أنّ فن تقليد الأصوات هو أحد الفنون المنتشرة منذ زمن بعيد، وهناك نماذج فنيّة عديدة قامت بمثل هذه الأدوار، ولا يرى من وجهة نظره النَّقدية أي إساءة أو ضرر من خلال هذا العمل الفنيّ.
 
وأضاف أنَّ هذا الفن يحتاج إلى موهبة وفراسة في فن التَّقليد، والغاية من ذلك القرب من هذه الشّخصيات التي لم تعاصر فيروس "كورونا" ومحاولة استحضارها وإعطاء طريقة ردِّها وتعاملها مع مثل هذه القضيّة، وكأنهم أحياء.
 
وأكد أنّ فن التَّقليد لا يعدّ فنًا مسرحيًا، وهو طريقة تقليد الشَّخصيات المثيرة للجدل أو مقبولة من الجمهور، وهو جهد إضافي يقدِّمه الفنان هنا؛ للتوعية بفيروس "كورونا"، بعد أن امتلك الموهبة الفنية.
 
ويلفت "أكيد" إلى الالتزام بالمعايير المهنيّة والقانونيّة عند إعادة نشر مثل هذه المقاطع على وسائل الإعلام، والتي من بينها: تقديم محتوى لائق، والابتعاد عن أي نشر لا يحقق الرسالة المهنيّة للصحافة.