عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Jan-2019

”بنات المدرسة“.. فرصة تعید الذکریات لمن جمعهن المریول الأخضر
دیمة محبوبة
عمان –الغد-  ”ضحكات بریئة، وأشكال غریبة، ملابس مضحكة ”حالیا“، رحلات ومعلمات، صفوف وطباشیر وألواح، ملابس مدرسیة، مواقف لا یدري صاحبھا بماذا كان یفكر عندما فعلھا“.
صفحة ”بنات المدرسة“ التي أنشأتھا عبیر محمد، ھي جز من النوستالجیا إلى ذكریات تعود لأكثر من عشرین عاما، حین كانت فتاة صغیرة تلبس ”المریول الأخضر“، وما عاشتھ في تلك المرحلة من فرح وسرور وضحكات.
عبیر (33 عاما)، التي تعیش الیوم في ألمانیا مع زوجھا وأسرتھا الصغیرة، اشتعل في روحھا الحنین، إلى الرفقة الجمیلة والبریئة، مما جعلھا تتفقد في صباح أحد الأیام الفیس بوك بحثا عن صدیقات المدرسة وتحدیدا المرحلة الأساسیة.
وتقول ”لا أجمل من نقاء تلك المرحلة في حیاتي، فذكریاتي صحت فجأة مفتقدة كل ما فیھا حتى
ھمومھا التي كانت بعض امتحانات تكدر خاطري وخاطر صدیقاتي، فبعد مضي تلك الأعوام أجد نفسي عشت سنوات جمیلة وكونت صداقات بریئة“.
البحث الذي استمر لأكثر من یومین وجدت خلالھ بضع صدیقات من مدرسة رقیة بنت الرسول
الأساسیة، والقابعة في مدینة إربد، فأنشأت صفحة خاصة وبحثت أكثر عن صدیقات أخریات وبعد أقل من 24 ساعة كان فیھا 74 طالبة من تلك المدرسة ھن صدیقات الطفولة ورفیقات المراھقة ورؤى الأحلام المستقبلیة“.
وفي ھذا السیاق تقول نھایة اللوباني، ”استیقظت ووجدت أن ھاتفي لا یتوقف عن استقبال إشعارات الفیس بوك والتي تنبھني بوجود صفحة بعنوان (بنات المدرسة) تدعوني علیھا فتاة اسمھا عبیر محمد، لم أذكرھا في البدایة وعند فتحت صورتھا كانت مفاجأة جمیلة فھي صدیقتي التي انقطعت أخبارھا عني لأكثر من عشرین عاما“.
وتؤكد ”عصرت ذاكرتي“، بالعودة إلى الماضي البعید، وتذكرت صدیقاتھا وتركیب الأسماء المحفورة بذاكرتھا مع صور تبدو غریبة بعض الشيء، فمنھن من تغیرن كثیرا، وأخریات كما ھن إلا أن أزیاءھن تغیرت وبتن أكثر نضوجا.
من ناحیتھ یشیر اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جریبیع إلى أن المجتمعات تقوم على البناء، سواء أسرة أو عمل، أو مجتمعات الصداقة والزمالة في المدارس أو الجامعات والمعاھد الكبرى.
وعلى سیاق الذكریات وصفحات ”فیس بوك“ التي تحمل الحنین للكثیرین، مثل صفحة ”بنات المدرسة“ التي جمعت عشرات الطالبات من شتى أنحاء العالم من دول الخلیج إلى الدول الأوروبیة والأمیركیة، أصبحت منصة للتواصل في مكان واحد یتشاركن ذات الذكریات والحدیث عن المعلمات، والمقالب التي أعادتھن إلى ما كن علیھ قبل أعوام عدة.
ویؤكد أن جمیع ھذه الذكریات واستغلال التكنولوجیا لإعادتھا ھي لإعادة الماضي ببراءتھ وخصوصا أنھ داخل مجتمع مغلق لا یشارك فیھ أحد غریب، وكأن حدود الجروب التكنولوجي ھي أسوار المدرسة وذكریات الماضي ومراجعة ما حدث فیھ والتحدث عن الحاضر والمستقبل.
وھنا تقول راویة أبو العرجة ”ھذا الجروب أنعش الذاكرة وجعل أیامي جمیلة أكثر، بعیدا عن ھموم الحیاة وضجیج الیوم، فبمجرد جلوسي والتحدث مع صدیقات العمر أنسى ما یدور حولي واعود لأیام مضت“.
وتوافقھا الرأي منال حبیب الله وھي الیوم مھندسة كیمیائیة تبین أن العودة للوراء ونسیان ما مر بھذه السنوات أمر جمیل فجمیع الأحادیث، تدور حول المعلمات والمقالب التي كانت الطالبات یقمن بھا في الماضي.
وحتى الأیام التي كانت تشعر منال بأنھا سیئة في حینھا، تبینت الیوم بانھا نعمة وفرحة وذكرى جمیلة لیست أكثر.
اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة یؤكد أن الصداقة ھي علاقة داعمة في حیاة الفرد في الكثیر من الأحیان، وخصوصا صداقات الطفولة والتي تتمیز بالبراءة والمحبة.
ویرى أن الحنین دائما للماضي ھو امر محبذ للشخص بكل علاقاتھ، وذلك لأنھ الأضمن في حیاة الفرد، فھي مرحلة مرت وعرف فیھا ما عرف فلیست مجھولة ولا خوف منھا.
ویضیف بأن العودة للمدرسة والدراسة والصداقات أمر بات من الماضي وتكتشف الفتیات أن الماضي ھذا مرحلة جمیلة ومسؤولیاتھا خفیفة، مقارنة بما عشنھ بسنوات عدیدة.
وتتحدث لیال الطیان بأن أجمل ما حدث معھا مؤخرا انضمامھا لھذا الجروب، مبینة أن الحدیث عن الماضي أمر جمیل وخصوصا ماضي فیھ صوت الضحكات والمرح یعلو حتى الیوم.
وتؤكد أنھا احتفظت ببعض الصدیقات في حیاتھا وانتقلت للمرحلة الثانویة والجامعیة، لكن العودة للمدرسة وكأنھن جمیعا في فترة ”الفرصة“ أو استراحة الخمس دقائق والتي تقام بھا الأعراس والرقصات والدبكات أو حتى تناول الوجبات واللعب، جمیعھا ذكریات تنعش الفرح في صدور أھرمتھا الحیاة، على حد تعبیرھا.
ویعود جریبیع لیؤكد بأن الانسان لا یعیش وحیدا، وبعد أن ترك مراحل حیاتیة وراءه واكتشف عوالم أخرى یعرف مدى أھمیة تلك المرحلة بناسھا وظروفھا، فیكون الحنین لھا كبیرا، وفكرة العیش فیھا مجددا وإن كان عبر استرجاع الذكریات أمر مفرح واسترجاع صداقات مضت.