عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Apr-2024

هل تشعر بالغضب؟ لا تقمعه، بل عَبِّر عنه
سوشيال ميديا
 
طروب العارف
بالتأكيد، الغضب طبيعي ومن منا لم يغضب لشيء ما أو من أحد ما؟
 في كثير من الأحيان قيل لنا أن التعبير عن الغضب يجعلنا ضعفاء ومندفعين ولا يمكن السيطرة علينا. ولذلك كنا  نريد أن نُعَبِّر عنه  لكننا تعلمنا أن نُحجِم ونتجاوز في كثير من الأحيان.
 
المعالج النفسي المتخصص في التطوير الشخصي والمهني وإدارة الغضب والذكاء العاطفي م. راتسون تعامل مع هذا الموضوع المهم وكتب في موقع سيكولوجي توداي إنه قد يكون من المدهش للكثيرين أن يعرفوا أن الشعور بالغضب ليس عيبًا في الشخصية. فهو في الواقع رد طبيعي على التهديد، والظلم، وسوء المعاملة. وإذا لم نعترف بغضبنا أو مشاعرنا أو نُعَبِّر عنها، فقد يكون انفجار المشاعر المكبوتة مُخيفاً
.
لماذا تُعَبِّر عن غضبك؟
يقول راتسون أن التعبير عن الغضب يوفر إطلاقاً عاطفياً، وقمعه يمكن أن يؤدي الى تأجيج المشاعر والتوتر. كما أنه غالباً ما يحصل عندما لا تتم تلبية احتياجاتنا وعندما نعبر عن ذلك فإننا  نحصل على ما لم نتمكن من الحصول عليه من الاحتياجات.
 علاوة على أن الاعتراف به والتعبير عنه  يحل النزاعات عندما يكون بطريقة غير عنيفة ومحترمة وهذا علامة تُظهر الوعي الذاتي والتواصل الفعال
عملية إظهار الغضب مكونة من أربع خطوات ونذكرها للاستفادة منها بطريقة صحية وبناءة
:
1-أُشعُر بغضبك
عندما تُنكِر غضبك، ستكون محدوداً في وعيك الذاتي ونموك الشخصي بينما عندما تقبله وتشعر به، سيكون هذا أساس تحملك المسؤوليةوالخطوة الأولى نحو تحويله الى قوة إيجابية. وعندما تسمح لنفسك بالشعور بالغضب أو الضيق أو اليأس فعندها يمكن لك الانتقال إلى مرحل الشفاء.
 
 
2- افهم غضبك
غالباً ما تؤدي المشاعر غير المدروسة إلى تجارب غير مرغوب فيها وأعراض مؤلمة وبؤس.  تسمح لك عملية فهم ومعرفة غضبك بتجربته والاستفادة منه بشكل جيد وتساعدك بالتعامل بشكل صحي وتخلق مساحة أكبر للقرارات الحكيمة. 
 
وعندما تعاني من الغضب، اسأل نفسك ما السبب الحقيقي له وهل تشعر أنه يزيد قدرتك على التعبير أم أنه يمنع هذا التعبير؟ هل يؤدي الغضب إلى الشعور بالحرية الداخلية، أم أنه يخدم وظيفة دفاعية؟
 
وهنا بيَّن راتسون أن الغضب يخدم غرضين مترابطين الأول وقائي وهو معنيٌ بحد كبير بالبقاء والأمن وهذه وظيفة الدماغ العاطفي وطبيعته مسح البيئة بحثًا عن التهديدات؛ هذا هو السبب في أنه يركز غريزيًا ظاهريًا.
أما الهدف الرئيسي الثاني للغضب هو النمو الشخصي والتحول. في حين أن الغضب الوقائي فوري ويعمل دون مستوى الوعي، فإن استخدام الغضب لغرض الشفاء يتطلب جهداً واعياً ومتعمداً
.
3- حدد احتياجاتك
 
هناك علاقة فطرية بين الاحتياجات والغضب وفي هذه الخطوة، مهمتك هي تحديد احتياجاتك التي لم تحصل عليها حيث يشير الغضب دائمًا إلى حاجة أساسية لا يتم تلبيتها. إنه يشير إلى موقعنا في أربعة أبعاد: البقاء، والنزاهة، والحب، والتحقيق وكلها حاجات أساسية لكل إنسان. قد تغضب عندما تشعر بالتهديد عندما يتم استغلالك، أو عندما تشعر بالرفض أو عدم الاحترام أو عندما تُمنع من أداء شيء يهمك
.
وعندما تشعر بالغضب، اسأل نفسك ما هي الاحتياجات الأساسية التي لم يتم تلبيتها هل هي سلامتك أم هل هناك شيء لم حصل ولم يعطكِ حقك، أهو الرفض وعدم الاحترام أو شيء يمنعك من تحقيق أهدافك؟
 
4- اتخذ إجراءات حكيمة
بمجرد أن تتمكن من التحديد سيتكون مستعداً لمعرفة الإجراء الذي يجب اتخاذه وما هو التغيير الحقيقي المطلوب.  ولتحويل غضبك إلى قوة خير، يجب عليك اتخاذ إجراءات حكيمة حتى تتمكن من تلبية احتياجاتك وتغيير حياتك وعلاقاتك، وقد يكون العالم من حولك
.
 عند اتخاذ الإجراء الذي قررته، ألزم نفسك بالتصرف وفقاً لما تعتقده مناسباً وعادلاَ ويقول راتسون إنك ستشعر بمزيد من المرونة والأمان والثقة، وستكون أفعالك أكثر فعالية وفي النهاية تخلق قيمة لك وللأشخاص من حولك. 
الاستنتاج
في المرة القادمة التي يزعجك فيها شيء ما، أو تجد نفسك في حالة غضب أعمى، فكر في تطبيق هذه العملية المكونة من أربع خطوات وستجد أنها ترشدك إلى كيفية توظيف الغضب بشكل فعال، ثم حول غضبك إلى أداة تحصل فيها على ما تبتغيه 
وختاماً اعلم أن التعبير البَنَّاء عن الغضب يسمح لك أن تصبح أفضل وأن تحقق احتياجاتك وتحمي قِيَمك.