عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jun-2019

كتاب جديد يتأمل التجربة الإبداعية للشاعر معين بسيسو
 
عمان -الدستور - عمر أبو الهيجاء - صدر عن دار الشروق للنشر والتوزيع عمان ورام الله، كتاب للناقد عدنان العريدي بعنوان «الوطن المسافر – معين الشاعر الثائر الإنسان».
يتناول العريدي في هذا الكتاب تجربة الشاعر الفلسطيني معين بسيسو (وهو من مواليد غزة 1926)، الشعرية والثورية من ناحية لغوية منذ بداياته مع الشعر بقصيدة «العبد» التي نشرت في الثلاثين من آب من العام نفسه 1946، وجاءت بـ»25 بيتًا منظّمًا»، وأول ديوان شعري صدر له في العام «1952»، بعنوان «المعركة»، حتى اخر قصيدة له وهي ملحمة شعرية بعنوان «سفر... سفر».
تضم الكتاب العناوين التالية الى جانب تقديم، هذا الكتاب، مقدمة المؤلف: «معين بسيسو القائد الثائر الإنسان، البدايات، قصيدة العبد، متى يصبح الشخص شاعرا، الشاعر والرقيب، القصيدة، الفصل والوصل، سلاما أيها المتراس، ما اقصر حبال الذاكرة العربية، شعرة معاوية، اهمية الداخل الفلسطيني، احتجاج مدرسة البصرة، قصيدة العبد، قصيدة المهاجرون، قصيدة المسافر، حكاية لأطفال عمان، التحدي، إلى طفلتي دالية، ارفعوا الأيدي عن ارض القناة».
من جانبه أشار الكاتب محمد مناصرة في كلمة بعنوان «هذا الكتاب»، إلى أن القارئ سيجد نفسه في هذا الكتاب أمام شاعر، وناقد، لن يتكرر، المؤلف يقدم قراءته لقصيدة بسيسو بشكل جديد ومختلف عن غيره ممن سبقوه في النقد الشعري، هو احد ابرز مخرجات القراءة النقدية للنقاد العريدي التي وردت في هذا الكتاب الذي سيكون بوصلتنا بالنسبة لكل فلسطيني، يعرف كيف كان يفكر بسيسو وطريقته في التفكير، والتعرف على أحزانه وأفراحه، على عتابه وغضبه، وعلى نبوءاته ومحاذيره وكيف كان شارة مرور على مفارق الطرق امام الشعب الفلسطيني، وعلى الذي كان يشغل عقل وفكر بسيسو الإنسان متجليا في شعره.
فيما يتحدث المؤلف في مقدمته عن تجربته تحت الاحتلال وكيف كان هذا الكيان يمنعهم من تداول الكتب في المناطق التي كانت محسوبة «من الضفة الغربية»، كانت الكتب الوطنية تهمة، ومنها دواوين معين بسيسو، قائلا «ما كنا نملك سوى الحجر والقلم وهتاف شاعر يشعل فينا بيارق الأمل بقصيدة كنا نحفظها عن ظهر قلب ولا ندري كيف عانقت حناجرنا في السبعينيات قصيدة «نعم لنْ نموتَ، ولكننا سنقتلعُ الموتَ من أرضنا/هناكَ... هناكَ... بعيداً بعيدْ.../ سيحملني يا رفاقي... الجنودْ.../سيُلقون بي في الظلامِ الرهيب/سيُلقون بي في جحيمِ القيودْ»، إلا اننا لم نكن نعرف قائلها».
وتحت عنوان «معين بسيسو القائد الثائر الإنسان»، يتحدث العريدي عن حياة البسيسو القصيرة التي كانت تزدحم بالإحداث الذي اثبت وجوده فيها بجدارة العقل المدبر والرائد المفكر، قدم البسيسو الكثير من النتاج الفكري والأدبي، قاوم الانتداب وخاض ضده المعارك النضالية والكفاحية وقاوم الاعتداء الثلاثي على مصر، كما قاوم مشاريع التوطين في سيناء وجيش الجماهير فيها أشعاره بقصيدة «نعم لنْ نموتَ، ولكننا سنقتلعُ الموتَ من أرضنا».
من جانبها قالت زوجة معين بسيسو صهباء البربري إنها تفاجأت بهذه الدراسة الثرية، التي قدمها المؤلف الكتاب باسلوب أدبي رفيع المستوى، بروافد لغتنا العربية، من خلال تقييمه لرحلة بسيسو الأدبية والثورة منذ البدايات عام الف وتسعمائة وستة وأربعين، وبدأ من قصيدة «العبد»، التي نشرت في جريدة «الغد-، التي كانت تصدر في يافا قبل الاحتلال»، والتي تعبر عن رفضه لمبدأ ومسيرة العبودية في التاريخ الإنساني الطويل من قهر وإذلال الإنسان لأخيه الإنسان، وتكسير روحه الواثبة لبناء مجتمع العدل الذي يحقق الخير للجميع وبحسب المؤلف، فان هذه القصيدة بأبياتها الشعرية «تقنع العقل وتلبي العاطفة»، وبكل بساطة فإن القارئ البسيط يسقطها على وضعه الحالي، فرغم تكبيل اليدين بالقيد وربط الأرجل بالسلاسل الحديدية وتكميم الأفواه، الا ان هذه السلاسل ستنكسر امام بطولة الشعوب وصرارها.
ويذكر أن معين بسيسو أصدر العديد من الأعمال الشعرية منها «المسافر»، في العام 1958، وأول ديوان شعري «المعركة»، في العام 1952، «الأردن على الصليب»، في العام 1958، «قصائد مصرية» في العام 1960، بالاشتراك، «فلسطين في القلب»، في العام 1960، «مارد من السنابل»، في العام 1967، «الأشجار تموت واقفة»، في العام 1964، «كرّاسة فلسطين»، في العام 1966، «قصائد على زجاج النوافذ»، في العام 1970، «جئت لأدعوك باسمك»، في العام  1971، «الآن خذي جسدي كيساً من رمل»، في العام 1976، «القصيدة / قصيدة طويلة»، في العام 1983. آخر القراصنة من العصافير. وتوفّي معين في العاصمة البريطانيّة لندن إثر نوبة قلبيّة قاتلة يوم 23 كانون أوّل 1984.