عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Mar-2019

تظاهرة ضخمة في لندن تطالب باستفتاء جديد حول بريكست-

 

لندن:القدس العربي -  نزل مئات آلاف الأشخاص الى الشارع في لندن، السبت، مطالبين باستفتاء جديد حول بريكست، وسط أجواء تشكك بتمكن رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي من عرض اتفاقها مع الاتحاد الاوروبي مجددا على مجلس العموم.
 
وحمل المتظاهرون لافتات كتب على بعضها “أحب الاتحاد الأوروبي”، و”نطالب بتصويت شعبي”، و”الخروج من الاتحاد الأوروبي لن ينجح”.
 
وعصر السبت، كانت الحشود تسير في وسط العاصمة لندن على مسافة غير بعيدة من مكاتب تيريزا ماي، وسط هتافات مناهضة لبريكست وبحر من الأعلام الأوروبية.
 
ونالت تيريزا ماي نصيبها من الانتقادات، فتعددت الرسوم الكاريكاتورية التي تظهرها مسؤولة عاجزة وقد تجاوزتها الأحداث.
 
وقال المتظاهر روب وورثي (62 عاما) لـ”بي بي سي” وهو يسير إلى جانب أولاده وأحفاده “إنها المرة الأولى في حياتي التي أكون فيها شاهدا على حدث من هذا النوع”.
 
وقدرت منظمة “بيبولز فوت” التي تقوم بحملة لإجراء استفتاء جديد، عدد المشاركين في التظاهرة بنحو مليون، في حين لم تقدم شرطة سكتلنديارد أي رقم.
 
وكانت تظاهرة مماثلة جرت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي جمعت نحو 700 ألف شخص في العاصمة البريطانية.
 
 
 
“اتفاق سيء”
وتأتي هذه المسيرة بعد يومين على قرار القادة الأوروبيين بالموافقة على إرجاء بريكست الى ما بعد الموعد المقرر في التاسع والعشرين من مارس/ آذار. وبات الموعد الجديد الثاني عشر من أبريل/ نيسان، أي بعد نحو ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي أقر الخروج من الاتحاد.
 
وشاركت رئيسة حكومة اسكتلندا نيكولا ستورجين المعارضة الشرسة لبريكست في التظاهرة ودعت الذين يعارضون الطلاق مع الاتحاد الأوروبي إلى الاستفادة “إلى أقصى حد ممكن من الفرصة” المتمثلة بالمهلة الجديدة التي حددتها بروكسل.
 
وقالت في هذا الإطار “علينا أن نتجنب في الوقت نفسه، كارثة اللاإتفاق من جهة والتداعيات السيئة التي قد تنتج من الاتفاق السيء لرئيسة الحكومة تيريزا ماي، من جهة ثانية”.
 
وكان مجلس العموم رفض في الرابع عشر من مارس/ آذار خيار الاستفتاء الثاني الذي تعارضه أصلا تيريزا ماي. إلا أن مؤيدي الاستفتاء الثاني يعربون عن الأمل بأن تدفع الفوضى الحالية المستشرية نحو هذا الخيار.
 
وتجاوز عدد الموقعين على العريضة التي تطالب بإجراء استفتاء ثان، السبت، عتبة ال4.3 ملايين توقيع، وهو رقم قياسي غير مسبوق.
 
في الأثناء تعمل تيريزا ماي بصعوبة على جمع الدعم لاتفاقها الأخير بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي لعرضه على النواب للتصويت عليه الأسبوع المقبل. وفي حال تم هذا الأمر فإن بريكست سيتأخر حتى الثاني والعشرين من مايو/ أيار، بحسب ما قررت القمة الأخيرة للاتحاد الأوروبي.
 
 
 
 
 
ماي “عقبة”
لكن احتمال موافقة النواب على الاتفاق يبقى ضعيفا. فقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق إثر مفاوضات شاقة بين لندن والاتحاد الأوروبي دامت 17 شهرا بهدف حصول طلاق سلس. لكن الاتفاق لا يزال بعيدا عن رغبات النواب البريطانيين الذين سبق أن رفضوه مرتين، الأولى في الخامس عشر من يناير/ كانون الثاني والثانية في الثاني عشر من مارس/ آذار.
 
وما يزيد من التشاؤم هو اعتبار الحزب الوحدوي الإيرلندي الذي يؤمن الأكثرية لماي في البرلمان، أن الأخيرة “فوتت فرصة” تحسين اتفاق الطلاق خلال لقائها الأخير مع قادة الاتحاد الأوروبي.
 
واستشعارا منها بالفشل المحتمل حذرت ماي النواب في رسالة وجهتها إليهم من أن التصويت الثالث قد لا يحصل “في حال تبين عدم وجود دعم كاف للاتفاق”.
 
وظهر خيار جديد في لندن خلال الأيام الأخيرة يتمثل في تنظيم سلسلة من الاقتراعات لتحديد ما يريده البرلمان.
 
ونقلت صحيفة “تايمز”، السبت، أن تيريزا ماي باتت تواجه اليوم “ضغوطا لدفعها لتحديد موعد رحيلها” من رئاسة الحكومة.
 
واعتبرت الصحيفة في افتتاحية لها أن ماي تحولت اليوم إلى “عقبة” أمام حل المشاكل التي تواجه بريكست.
 
وأضافت “في حال لم تنجح في إقرار اتفاقها داخل البرلمان مطلع الأسبوع المقبل، من الأفضل أن تنسحب وتفتح الباب أمام رئيس حكومة بالوكالة ينقل البلاد إلى شاطىء الأمان”.