عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Apr-2020

مرحلة حاسمة...!! - رشيد حسن

 

الدستور- دخلت المعركة مع وباء «الكورونا» مرحلة حاسمة، بعد تمديد مرحلة العزل مدة أسبوعين آخرين،.. ما يعطي فرق استقصاء الوباء فرصة كبيرة لإجراء المزيد من الفحوصات، وتطويق بؤر المرض، والحد من انتشاره..
 
وعلى الرغم من حدوث تجاوزات هنا وهناك، وعدم التزام البعض بتعليمات الحكومة، وهي نسبة لا تتجاوز 10 %، رغم كل ذلك.. فان الوباء لا يزال تحت السيطرة، ولا تزال إجراءات الحكومة فاعلة، بدليل ان أعداد المصابين يوميا لا تزال في الحدود الدنيا..كما يقول الخبراء المختصون..
 
وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة الى حقيقة الحقائق وهي: قناعة المواطنين بان المعركة مع وباء « الكورونا» هي معركة حاسمة.. معركة فاصلة.. معركة وجود.. بعد الانتشار السريع للمرض في كافة أنحاء العالم، وموت عشرات الآلاف.. وقد اعترفت أوروبا كلها وأميركا بهول الكارثة.. وتحولت نيويورك ولندن باريس وروما ومدريد وبرلين..الخ..الى مدن أشباح.. وقد عسكر الموت في شوارعها وساحاتها وميادينها وفي ناطحات السحاب والحدائق العامة..الخ..
 
ان السبب الرئيس لهذه الكارثة التي جعل ترامب وجونسون وكاميرون.. وكل رموز الامبريالية المتوحشة يرتعدون خوفا، هو حالة الاستهتار التي سادت هذه الدول.. وهي تتابع الفاجعة التي تضرب مدينة «ووهان» الصينية.. فلم يتخذوا الإجراءات المناسبة، لمواجهة الوباء، بل غلب على تصرقاتهم طابع اللامبالاة والاستهتار...
 
فغرقوا وغرقت بلادهم في لجة الوباء، بعد ان عجزوا عن وقف انتشاره السريع.. وكأنه النار في الهشيم..
 
في الأردن.. الجميع بدون استثناء، يدرك هول الفاجعة.. وخطورة ما يجري.. وهم يتابعون زحف الموت الصامت في كل الاتجاهات، وأيقنوا ان لا بديل عن تطبيق النموذج الصيني، من ألفه الى يائه.. وهو العزل في البيوت، وعدم الاختلاط.. نظام عزل حديدي.. مكن السلطات الصينية من القضاء على الوباء، والاحتفال بانتصار الحياة على الموت.
 
وهذا يدعونا إلى دعوة المستهترين، إلى اتقاء الله، حفاظا على نفوسهم وأسرهم.. والأخذ بتعليمات الحكومة، وعدم مغادرة منازلهم.. فما ذنب الملايين من الأردنيين بان يؤخذوا بجريرة نفر من اللامبالين. المستهترين، الذين فقدوا ضمائرهم..!!
 
وعود على بدء فلقد اشر انتشار « الكورونا» على حقيقتين مهمتين وهما:
 
الأولى: تراجع حالة الخوف والهلع التي أصابت الجميع في الأيام الأولى لانتشار الوباء، بعد ان أيقنوا ان مكافحة المرض والانتصار عليه امر ممكن، وان التجربة الصينية هي الحكم.. وهي لا تزال سفينة النجاة، بعد عجز العلم حتى الآن،عن اكتشاف العلاج الناجع، لهذا الوباء القاتل.. الشرس..والذي لم تشهد له البشرية مثيلا..
 
الثانية: فشل الإشاعات التي تكاثرت.. تكاثر السرخسيات والفطريات والبكتيريا على مواقع التواصل الاجتماعي في خلخلة ثقة المواطنين بالإجراءات الحكومية، وبالأخص بمصداقية وشفافية وصوابية نهج وزير الصحة..
 
باختصار..
 
 رغم قسوة الإجراءات الحكومية، وقسوة الحجر في المنازل ومنع التجول.. الا اننا موقنون بان هذا هو السبيل الوحيد لدحر الوباء، وحماية المواطنين من الموت المحقق..
 
موقنون بان الأردن يقاوم وسينتصر..
 
 لان الجميع يد واحدة..وفي خندق واحد للقضاء على عدوهم الأول..عدو الإنسانية.. وباء»الكورونا»
 
حمى الله الأردن.