عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Feb-2024

في عصر السوشيال ميديا أصبح للواحد منا 3 ذوات : تعالوا نتعرف عليها
سوشيال ميديا
 
طروب العارف
ذاتُكَ هي إحساسك بمن أنت، في أعماقك وهَوِيَّتك. وعندما تسمح للآخرين أن يعرفوا عنك بعض شؤونك ، فإنك  بذلك تكشف لهم عن نفسك الحقيقية،  كون الذات ليست فقط في أذهاننا، ولكنها تهيم في فضاء الشبكة العالمية أو ما يسمى  وسائل التواصل الاجتماعي.
 
 ووفقاَ لهذه النظرية  للدكتورة جوان ك. جاكوبس، أستاذة التنمية البشرية وعلم النفس والعلوم المعرفية في جامعة كورنيل، كما عرضتها في موقع "سيكولوجي توداي" ، فإن الذات تنقسم إلى ثلاث نقاط رئيسية:
 
 
 أولها أن الناس لديهم هَوِيّات  خاصة بهم وهي من هُم وكيف يقدمون أنفسهم للغير وكيف يراهم الناس 
والثانية أن الناس يُشَكِّلون هَوِيَاتهم من خلال ما ينشرونه على الانترنت وكيفية نشره 
 
والثالثة ردود فعل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي التي تلعب دوراَ مهماَ في تكوين الهوية عبر الانترنت.
 وبموجب هذه النظرية فإن تقسيم الذات يتوزع كالتالي:
 
ا- الذات الظاهرة
 
 قالت الدكتورة  جاكوبس،  وهي تناقش هذا الموضوع المهم، اننا من خلال تجاربنا وتفاعلاتنا مع الآخرين والعالم من حولنا، نُطَوِّر إحساسًا بمن نحن، مثل أشياء نحبها كالقراءة والطبخ والمشي لمسافات طويلة
كما نطورخصائصنا الشخصية (على سبيل المثال، ذكي، مرح، واثق اجتماعياً)، 
 بالإضافة  لتطوير علاقاتنا المهمة في المنزل والعمل، وهَوِياتنا الاجتماعية (على سبيل المثال، المهنة، والانتماء السياسي، والدين). 
 
وبينت أنها اختارت  لهذه  الرزمة  من الهويات تعبير "الذات الظاهرة" لأنها الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا بشكل خاص. وبتقديرها أن الشكل البدائي للذات الظاهرة يظهر في نهاية السنة الثانية تقريبًا من العمر عندما يبدأ الأطفال في التعرف على أنفسهم في المرآة. ثم تصبح الذات الظاهرة غنية ومُعَقدة بشكل متزايد مع استمرارنا في تجربة العالم، وهي بدورها تشكل تجربتنا وسلوكنا.
 
2 - الذات المُسَجَّلة
 
 ويُقصد فيها أننا ننشر وجهات نظرنا، مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. كما ننشر تجاربنا ومراحل تطور حياتنا ونشارك المعلومات التي نعتقد أنها قد تكون مفيدة أو مثيرة للاهتمام للآخرين،  فضلا عن أننا نُعيدُ نشرها وُنعَلِّق على منشورات الآخرين.
 
 نحن نفعل ذلك في المقام الأول ،للتعبير عن أنفسنا والشعور بالارتباط الاجتماعي علاوة على ان النشر عبر الانترنت قد يكون للإقناع، أو للإبلاغ أو لطلب المشورة أو حتى التعاطف.
 
وتضيف جاكوبس أن الذات المُسَجَّلة تكون في حالة تغَيُّر مستمر. فنحن نُعَدِّل ما نشرناه بناءً على مُلاحَظات جمهورنا. ونواصل طرح أشياء مماثلة هذا عندما تتلقى مشاركاتنا العديد من الإعجابات والتعليقات. كما  نُغَيِّر الموضوعات عندما لا تثير مشاركاتنا أي استجابة. وبالفعل نحن نشعر بمُتعَة الاتصال المستمر بالآخرين، بغض النظر عن مدى تباطؤ هذا الشعور.
 
3 - الذات المُستنتَجَة
 
وتتساءل  جاكوبس: هل يحصل زملاؤنا من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالفعل على من نحن من منشوراتنا والأنشطة الأخرى  عبر الإنترنت ، في حال لم يكن لدينا ملف شخصي يصف بوضوح نوع الأشخاص الذين نحن عليهم،؟ 
 وبرأي  جاكوبس أنه في غياب تفاصيل  ملفنا الشخصي  فإن  مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الآخرين، لا يتمتعون بإمكانية الوصول المباشر إلى أنفسنا الظاهرة بشكل خاص؛ فكل ما يرونه هو ذاتنا المُسَجَّلة التي نذكرها عبر الانترنت .  مع العلم أن استخدام أدوات الوسائط المتعددة (الصور ومقاطع الفيديو والروابط) في منشوراتنا  يساعدعلى نقل المزيد من المعلومات عنا ويسمح لجمهورنا بالاستنتاج عن هويتنا وذاتنا  بدقة أكبر. 
 
الاستنتاج
 
خَلُصَت جاكوبس الى الاستنتاج أن ذواتنا الثلاثة (الظاهرة والمُسَجَّلة والمُستنتَجَة) هي مكونات مترابطة لذات ديناميكية فريدة من نوعها في عصر وسائل التواصل الاجتماعي  ، تسميها  الأصالة الذاتية، وهي قائمة على أساس اجتماعي، وتدعمها الأدوات التكنولوجية . وبتقدير   الباحثة النفسية إنَّ فهم تعقيدات إحساسنا بالذات يُساعِدُنا على التنقل بشكل فعال في الفضاء  الرقمي الحاشد.