عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Aug-2020

كوابيس الانفجار في ميناء بيروت تطارد سكّان حيفا - ليئور ال حي

 

 
الصور الفظيعة لحظة الانفجار الرهيب في ميناء بيروت، والسحابة الضخمة التي صعدت الى السماء، والمشاهد القاسية من لبنان تخيف الكثيرين في أرجاء العالم. بالنسبة لسكان مدينة حيفا تبدو هذه المشاهد كابوسا متجسدا. يكاد لا يكون هناك شخص واحد يسكن في منطقة حيفا شاهد الصور الفظيعة ولم يرتعد جسده حين فهم بأن مثل هذه المصيبة يمكن أن تقع في أي يوم عندنا هنا.
 
كلمة أمونيا هي الأمر الاكثر تهديدا بالنسبة للسكان في حيفا، في «الكريوت»، «نيشر»، و»كريات تفعون»، وليس فقط هذه المدن تعيش خوفا دائما، فالخبراء يشيرون الى أنه في حالة اصابة او خلل في حاوية الامونيا الضخمة، التي عملت في قلب الخليج الى ما قبل ثلاث سنوات واحتوت على 12 الف طن من المادة، ستصل موجات الصدى حتى الجليل الغربي في الشمال و»زخرون يعقوب» في الجنوب، وسيلقى مئات الآلاف حتفهم. والمباني ستدمر، ودولة اسرائيل ستجد نفسها في فوضى لم يسبق أن شهدتها.
 
استمر الصراع في سبيل اغلاق الحاوية على مدى 14 سنة، واجتاز كل الهيئات القضائية حتى المحكمة العليا. كانت هذه معركة قانونية شديدة الانفعال. وكان يصعب على سكان منطقة حيفا التصديق بأنه في نهاية الإجراءات ستغلق حاوية الامونيا، وسيرفع الخطر عن رؤوسهم.
 
غضب العاملون في مصنع حيفا للكيميائيات. فقد شعروا بان الصراع لإغلاق الحاوية يستهدف المس بمصدر رزقهم. ولم يغفر الكثيرون قط لرئيس بلدية حيفا في تلك السنين، يونا ياهف، ولمنظمات البيئة، ممن أداروا معركة عنيدة حتى قرار الحكم المنشود.
 
ولا يزال واضحا للجميع أن حاوية امونيا واحدة، مهما كانت كبيرة ومهددة، هي قطرة في بحر المصانع الملوثة والمواد الخطيرة. فتقرير مراقب الدولة يقول ان منطقة خليج حيفا تحتوي على ما لا يقل عن 800 مادة خطيرة ، اهمها البروم، الامونيا، التلوان، والبنزين.
 
ان الاماكن الاكثر قابلة للتفجر في الخليج هي محطتا الوقود، واحدة توجد في «كريات حاييم» واخرى في «كريات تفعون»، ومنطقة الامونيا في ميناء حيفا، ومصاف الكيماويات القائم في ميناء الخليج والذي يبنى هذه الايام، ومحطة الغاز في كريات آتا.
 
شبع السكان وعوداً من السياسيين ومن وزراء حماية البيئة. كما أن خطة تنظيف خليج حيفا من الصناعة الملوثة وتأهيل المنطقة للسكن تبعث على غير قليل من النقد والسخرية. وحسب تلك الخطة، في 2025 سيبدأ اخلاء المصانع وبعد خمس سنوات سيتم البدء ببناء أحياء سكنية. غير أن السكان لا يصدقون السياسيين، وحتى بين السياسيين أنفسهم لا توجد ثقة.
 
بروح فرقة الجساسين الهزلية: من يصدق انه في غضون عشر سنوات ستغادر الصناعة الملوثة منطقة حيفا، وستبنى في المكان مبان سكنية تضع في المكان الثاني المصالح الاقتصادية، فلينهض. لم ينهض أحد.
 
«يديعوت أحرونوت»