عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Jun-2019

مواقف لا تُنسى.. - رشيد حسن

 

الدستور - رغم المشهد العربي القاسي والقاتم، الذي يحاصر الامة اليوم.. من الماء الى الماء، ويبعث الاسى والاحباط والحزن المقيم، الا اننا في هذا المقال رأينا ان نذكر قراءنا الاعزاء، بأن تاريخ الامة المجيد الخالد.. سجل مواقف خالدة لشخصيات عربية.. تستحق ان تروى، وان تسجل .. لتطلع عليها الاجيال... فتتمسك بالبوصلة فلا تضل ولا تنسى..
هذه المواقف هي التي زرعت في الاجيال روح التضحية والاستشهاد، وزرعت فيهم الكبرياء والعنفوان.. وحافظت على الجذوة لتبقى مشتعلة...فكانت الثورات والانتفاضات.. تتوارثها الاجيال.. جيلا بعد جيل.. حتى قيض الله لهذه الامة عوامل الصمود والثبات والمقاومة، وصناعة النصر وكتابة التاريخ..
وسنقتصر في هذا المقال على ذكر موقفين خالدين هما:
 تسابق الثلاثي العربي المجيد :جمجوم والزير وحجازي على الموت والاستشهاد..قي سجن عكا..والذي تصادف يوم امس في السابع عشر من حزيران 1930.
والثاني هو موقف اسماء بنت ابي بكر « ذات النطاقين»..حينما استشارها ابنها الصحابي عبدالله بن الزبير، بعد ان انفض عنه اصحابه..وتركوه وحيدا في ساحة الوغي..
في الموقف الاول.. تسابق محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير على حبل المشنقة، ايهم يموت اولا وقبل صاحبيه، وقد اصبح هذا الحدث بمثابة اسطورة في تاريخ شعبنا، يشهد على عظمة هذا الشعب، وعلى استبسال ابنائه، وعلى تسابقهم للشهادة، وما يحدث اليوم في فلسطين من البحر الى النهر، هو امتداد لهذا التاريخ المجيد، فما اشبه اليوم بالبارحة..
اوراق المناضل اكرم زعيتر التي جمعتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية في مجلد ضخم «722» صفحة من القطع الكبير 1974.. تضمنت وصية الشهيد فؤاد حجازي لاخويه يوسف واحمد حجازي، كما نشرتها جريدة اليرموك في حينه.. وكان مانشيت الجريدة.. والذي زين صدرها.. وبالاحرف الكبيرة..
« اعدام فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم مظهر من مظاهر سياسة وعد بلفور..
فليسق دم هؤلاء الشهداء من ابناء فلسطين البررة اصول شجرة الاستقلال العربي..
احيوا ذكرى يومهم هذا «17» حزيرنا «كل عام»..
 وابرزت الجريدة وصية الشهيد فؤاد حجازي، والتي ارسلها خصيصا لجريدة اليرموك بخط يده.. وتحتها توقيعه فؤاد حجازي « ص 328
وقد بدأ الشهيد رسالته بالقول» اذا كان لدي ما أقوله، وأنا على ابواب الابدية فاني اوجز القول قبل ان افصل «.. ثم اوصى اخويه بما يجب فعله وخاصة ان يكونا حريصين على طاعة ورضى والدتهم وختم الرسالة داعيا بان يكون يوم استشهاده عيدا وطنيا..
«ان يوم شنقي يجب ان يكون يوم سرور وابتهاج، وكذلك يجب اقامة الفرح والسرور في يوم «17» حزيران من كل عام.. ان هذا اليوم يجب ان يكون يوما تاريخيا تلقى في الخطب وتنشد الاناشيد قي ذكرى دمائنا المهراقة قي سبيل فلسطين والقضية العربية « فؤاد حجازي..
شعبنا لم يضيع الوصية، ولم ينس تضحيات الابطال الثلاثة، وقد اصبحوا مثالا واسطورة يعتز بها. وترويدة يتغنى بها في كل المناسبات
من سجن عكا طلعت جنازة..
محمد جمجوم والزير وحجازي..
جازي عليهم يا شعبي جازي
المندوب السامي وربعه عموما..
اما الموقف الثاني الذي نستذكره في هذا المقال –كما اسلفنا - فهو موقف اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما، عندما استشارها ولدها الصحابي عبد الله بن الزبير وقد انفض عنه مؤيدوه.
فقالت له، ان كنت على حق يا ولدي فامض لما نذرت نفسك اليه.
فقال : اخشى ان يمثلوا بي.
فقالت : لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها..
فلبس درعه وقاتل حتى استشهد..
هذه المواقف البطولية هي التي تستحق ان تروى، فهي التي حفظت للامة تاريخها وعنفوانها وكبرياءها، وستحفظها حتى يرث الله الارض ومن عليها.