عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Nov-2023

كيسنجر وباينكن.. وجهان لعملة واحدة*د. هزاع عبدالعزيز المجالي

 الراي

ينتمي بلينكن وكيسنجر وزيري الخارجية الأمريكية للحزب الديمقراطي، كما عمل الإثنين مع كافة رؤساء أميركا الديمقراطين كمستشارين ودبلوماسين وهم من اشد الموالين لإسرائيل، بل وعمل كيسنجر ايضاً مع رؤساء جمهورين مثل: أيزنهوروكندي وتولى وزارة الخارجية منذ عام 1973 ولغاية 1977 في عهد الرئيس نيكسون والرئيس فورد وبقي مستشار للسياسة الخارجية حتى بدايات القرن الحالي، اما بلينكن فعمل مع الرؤساء الديمقراطين ابتداء من كلنتون انتهاء بالرئيس بايدن كوزير للخارجية ويعتبر هذين الوزيرين على وجه الخصوص من ابرز السياسين الذين استطاعوا بدعم اللوبي الصهيوني من لعب دورا كبيرا في دفع أمريكيا للانحياز التام لإسرائيل، بل وتبني مشاريعها التوسعية وتوفير الدعم اللا محدود لها عسكريا وإقتصاديا.
 
يقال ما اشبه الامس باليوم وكان الاحداث تعيد نفسها، فما فعله كيسنجر آنذاك اثناء الحرب المفاجئة في أكتوبر 1973 م، يفعله بايكن في حرب إسرائيل على غزة نتيجة للهجوم المفاجئ لحماس على إسرائيل وفي ذكر حرب اكتوبر، فقبل حرب أكتوبرعام 1973 على الرغم من التقارير الاستخباراتية التي تؤكد وجود حشود عسكرية مصرية وسوريا على الجبهتين فان إسرائيل لم تاخذ ذلك بمحمل الجد وكانت تظن ان ذلك من باب الاستعراض لا اكثر وبعد اندلاع الحرب وتقدم القوات العربية لا سيما المصرية وتكبد إسرائيل خسائر بشرية وعسكرية، لعب كيسنجر دورا خبيث بحملة دبلوماسية وزيارات مكوكية على مستوى عواصم العالم والأمم المتحدة للوصول لقراربوقف اطلاق النار، في حين كان هناك جسر جوي من الأسلحة والذخائرالأمريكية يرسل لإسرائيل لضمان صمودها ومن ثم تفوقها قبل التوصل لهدنة دائمة تكون فيها إسرائيل في مأمن لان استمرارها بالحرب في ظل التفوق المصري كان سوف يفرض على إسرائيل القبول بشروط وتنازلات مؤلمة. إستطاع كيسنجر وبدهائه وخبثه السياسي أن يلعب دوراً كبيراً في الضغط على الاتحاد السوفيتي آنذاك وأوروبا وعلى مصر للموافقة على وقف اطلاق للنار والدخول في مفاوضات مكنت إسرائيل من النجاة من حرب استزاف وقال بالحرف الواحد «عملنا على عدم تحقيق نصرعربي محقق على إسرائيل.
 
يمكننا القول إن ما فعل كيسنجر يفعله بلينكن الان الى حدا كبير فبعد عملية طوفان الاقصى وقتل وأسر حماس لمجموعة من الجنود الإسرائيلين والمدنيين الذي شكل ذلك صدمة واذلال لإسرائيل دفعها لحرب شعواء ضد القطاع استخدمت فيها كل وسائلها الاجرامية لتتدخل بعدها واشنطن بكل قوتها السياسية والعسكرية لدعم وتاييد إسرائيل وهنا جاء دور وزير الخارجية الأمريكي بلينكن عندما اعلن عن يهوديته وإعلان الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل وبتفويض مطلق من الرئيس الامريكي بايدن للعمل ليلًا ونهارا من خلال جولاته المكوكية إقليمياً ودوليا لدعم إسرائيل ومنع أي بصيص أمل في وقف اطلاق النار او حتى هدنة إنسانية وتبنيه للرواية الاسرائيلة الكاذبة، بل ومارس الكذب والوعود فكان يصرح عن الهدن الإنسانية والممرات الأمنة، ولكنه يرفض الضغط على إسرائيل لتنفيذها.
 
ما ذكر غيض من فيض فالمقام لا يتسع للحديث اكثر والنتيجة المكان واحد وأن اختلف الزمان، فبايكن وكسينجر وجهان لعلمة واحدة.