عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Mar-2019

”بیت العیلة“ یفتح أبواب الخیر للأسر في القرى النائیة
تغرید السعایدة
عمان-الغد-  سعیا لتجسید التكافل الاجتماعي وفتح أبواب الخیر في القرى الأردنیة وكسر الحواجز
بین أبناء البلدة الواحدة؛ جاء مشروع ”بیت العیلة“ لمساعدة الأسر وسد نواقصھا من مستلزمات
متعددة یحتاجھا الأفراد.
كل ذلك كان نتیجة لتكاتف الجھود من أصحاب الأیادي الخیرة والمحبة للعطاء، وبدعم مؤسسة
الجذل للتنمیة المستدامة، والناشطة الاجتماعیة جذل الھنداوي التي تقول لـ“الغد“ إنھا ومن خلال
عملھا التطوعي على مدار سنوات، ارتأت أن تكرس جھودھا في القرى مترامیة الأطراف.
وكانت الانطلاقة من قریة بمادبا، وقضاء أم الرصاص تحدیداً. والمشروع، وفق الھنداوي، عبارة عن ”ھنجر“ كبیر، واسمھ ”بیت العیلة“ یعكس كل ما یحتویھ ھذا المكان من متطلبات یحتاجھا أفراد الأسرة، ویناسب مختلف الأعمار.
ویضم البیت العدید من المساعدات العینیة بدءاً من الملابس، الأحذیة، الأدوات المدرسیة، الكتب
الجامعیة، الأدوات المنزلیة. وتم تخصیص جزء من موجودات البیت لـ“خزانة العروس“ التي تشمل مقتنیات یمكن أن تستفید منھا الفتاة المقبلة على الزواج للتخفیف من العبء المادي علیھا قبیل الزواج.
الھنداوي تحدثت عن فكرتھا لبیت العیلة الذي أطلقتھ بكل حب لمجتمعھا المحیط، ولمست فیھ
النخوة وحب العطاء، مبینة أن الشخص الراغب بالمساعدة ما علیھ سوى وضع عطایاه في مكان یستطیع آخرون الاستفادة منھ، خصوصا مستلزمات البیت وكل ذلك ”بالمجان“.
ُوتوضح الھنداوي رؤیتھا، بأن كل فرد منا معرض لأن تمر بھ أوقات عصیبة، كذلك الأسر التي تعاني من ضائقة مادیة، ومن لدیھا طالب جامعي، فقد تم توفیر كتب جامعیة لأغلب التخصصات یمكن الحصول علیھا، عدا عن باقي المستلزمات، كما في الأدوات المدرسیة للأبناء، كما سیتم تكثیف الجھود في تزوید البیت بالملابس بفترة الأعیاد.
وتعتقد الھنداوي أن مصطلح ”بیت العیلة“، من شأنھ أن یكسر الرھبة من الانضمام لحصول كل فرد على حاجتھ، فشخص لدیھ نواقص یحتاج لھا سیجدھا بھذا المكان، ”فلا نرید أن یكون ھناك حواجز بین الأھل“.
وتنصح أن یأتي كل فرد ویحصل على ما یحتاجھ بعیداً عن طرق التوزیع التقلیدیة التي لا یفضلھا كثیرون من العائلات المعوزة“، على حد تعبیر الھنداوي.
قضاء أم الرصاص الذي یضم 15 ألف نسمة، یعاني نسبة كبیرة من شبابھ وفتیاتھ من البطالة، وھذا یزید العبء على الأسرة، ویبقى الأب متحملاً لمسؤولیة أسرة كاملة من أطفال وطلبة وعاطلین عن العمل، لذا تسعى مؤسسة الجذل من خلال ھذه المشاریع التنمویة لتخفیف ھذا العناء، ولو بنسبة قلیلة.
وعن آلیة عمل ”بیت العیلة“، توضح الھنداوي أنھ یفتح أبوابھ ثلاث مرات في الشھر بالوقت الحالي؛ یوم للشباب ویوم للفتیات وآخر للأسرة بأكملھا، یستطیع كل فرد منھا أن یختار ما یناسبھ من متطلبات، بكل خصوصیة وسلاسة، لافتة إلى أن المشروع فیھ مخزون كبیر من المستلزمات.
وتم بناء البیت على مراحل بألواح ”الزینكو“، كما تؤكد الھنداوي، حتى یكون جاھزاً وثابتاً ومستمراً بعطاء المتبرعین وأصحاب الخیر. ومن خلال تعاون مجموعة من المتطوعات في البلدة، یتم التنسیق والترتیب ومساعدة الأھل القادمین للبیت، وتوفیر ما یحتاجونھ، بالإضافة إلى عملھن في ترتیب الأقسام الخاصة بالكتب الجامعیة، واحتیاجات الأسرة وأخرى للأطفال والمرأة، ومساعدة الفتیات المقبلات على الزواج من خلال ”خزانة العروس“.
وتشكر الھنداوي الداعمین لمشروع ”بیت العیلة“ الذي قام على تكاتف الجھود والدعم المتواصل
والكبیر وتقدیم العون وتوفیر المستلزمات عن ”طیب نفس“ وبأدوات وملابس أغلبھا جدیدة وكلھا صالحة للاستخدام، بل وأصبح الكثیرون یتسابقون في تقدیم أفضل ما لدیھم لیكونوا جزءا من ھذا العمل الخیري، الذي ینم عن كرم وطیب أبناء الأردن.
وتدعو الھنداوي كل شخص لدیھ ما یمكن أن یقدمھ كمساعدة ودعم للآخرین أن یبادر في ذلك سواء من خلال مشروع بیت العیلة في مؤسسة الجذل، أو أي مشروع تنموي آخر، خاصة وأن ھناك نسبة فقر وعوز كبیرة، ویجب أن یكون ھنالك مبادرات للمساعدة والوقوف مع الآخرین.
ومؤسسة ”الجذل“ ھي جھة تطوعیة تعمل على تطویر العمل التنموي وخدمة المجتمعات المھمشة في القرى بشكل منظم ومؤسسي؛ حیث تم تسجیل المبادرة بشكل قانوني في وزارة الصناعة والتجارة، لتكون مؤسسة خیریة غیر ربحیة، ھدفھا إحیاء المشاریع التنمویة المستدامة، وتمكین المرأة.
ویشار إلى أن الھنداوي من الأردنیات اللواتي عملن لسنوات طویلة في مجال العمل التطوعي وھي سفیرة فخریة لمنظمة ”عالم صغیر للأطفال“ ومقرھا أبو ظبي تنظم الفعالیات الخیریة التي یذھب ریعھا لموسسات تعنى بالأیتام والفتیات والمعنفات أسریا. وقامت كذلك خلال العام الماضي بالمشاركة في دعم ومساعدة 18 سیدة من الغارمات ومساعدة بعضھن في تأمین مشروع ربحي