عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Nov-2023

"ترويض العقل الباطن" يطرح إشكاليات مهمة وحيوية في حياة الإنسان

 الغد

 في هذا الكتاب يطرح الشاب عمر العقيلي ود. هيثم العقيلي عددا من الإشكاليات المهمة والحيوية حول دور العقل الباطن في حياة الإنسان، وكيف يمكن لأي شخص عاقل واع إعادة برمجة عقله الباطن، بحيث يحفز إفراز الهرمونات المعززة للسعادة في حياة الإنسان.
 
 
ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 96 صفحة من القطع المتوسط، ملخصا للفلسفة التي ينبني الكتاب كله عليها "أسود ونمور وفرائس"، وعليك عزيزي القارئ أن تختار أي نمط تفضل، ويشرح المؤلفان مغزى النظرية في الفصل الثالث من الكتاب، والذي اختارا له عنوان الكتاب نفسه: "الأسد يعمل من خلال فريق"، فتراه هادئا مسترخيا واثقا من ذاته وقوته من خلال الفريق، فإن أراد شيئا كالطعام أو الشراب تجده قويا شجاعا جسورا حذرا.
 
يتشارك الصيد مع كبار القطيع ويتشارك الطعام مع كبار وصغار المجموعة. (...) النمر حيوان قوي ولكنه وحيد؛ يصطاد وحيدًا ويأكل وحيدًا ويعيش وحيدًا. إنه قوي وشجاع، ولكنه كقاطع الطريق قد يقتل دون جوع ولا يتشارك مع الآخرين، لذلك حتى مع قوته فهو غير آمن، لأنه إذا أصيب لن يجد من يساعده، لذلك رغم قوته تجده متهورا عدوانيا (...) الفرائس تعيش على الاستعداد للهرب أو المواجهة أو التجمد، فهي في أي لحظة فريسة فتجدها تأكل وتشرب في قلق وحذر واستعداد دائم للهرب"، مفسرا أن الأسد مثال لكيف "يعمل مسار المتعة والسعادة في وجود الدوبامين ومستوى مناسب من السيروتونين يضبط عمل الدوبامين وينظمه، وكذلك كيف يعمل الأوكسيتوسين لتقوية الروابط الاجتماعية وروابط الفريق"، وأن النمر "يشبه وجود الدوبامين مع انخفاض السيروتونين الذي يعطي قوة ودافعية ورغبة وعدوانية. لكن هناك في العمق شعور بعدم الأمان، في حين أن الفرائس "شبيهة بمسار البقاء والنجاة في العقل الباطن الذي يضخ الأدرينالين والكورتيزول للهرب أو المواجهة، فإن العجز عن الإثنين انتقل إلى التجمد وانفصل العقل عن الجسم".
ويؤكد الكتاب، أن العقل الباطن ينطلق بكل ردود أفعاله من منطقة الشعور بالأمان، فهو يترجم الشعور بالأمان نتيجة الاعتياد، ومن هنا فإنه يعرقل أي محاولة للتغير يقوم بها العقل الواعي، فيبدأ العقل الباطن "باختلاق المعوقات لأنه آمن في منطقة الراحة وأقوى معوق هو التأجيل أو التسويف، وسيبدأ الصوت الداخلي للشخص في القول: نبدأ اليوم التالي أو الأسبوع المقبل".
وهذا يفسر لم يشعر الإنسان أنه ضد التغيير، وأن أي فعل غير روتيني يتطلب مجهودا استثنائيا لبدء تنفيذه، وآخر مضاعفا للمداومة عليه، ومن هنا تأتي فكرة المجاهدة حين الالتحاق بعمل جديد يتطلب تغيير مواعيد النوم، أو تخفيض عدد الساعات التي ينامها الإنسان، وكأنه في حرب حقيقية مع طرف خارجي! فـ"لن يتوقف العقل الباطن عن الإعاقة، فهو مبرمج على أن أي تغيير خطر" على حد تعبير المؤلفين.
ومن أهم الأسلحة التي ينبغي للإنسان استخدامها في مواجهة عقله الباطن، هي توصيل الشعور بالأمان والمتعة إليه، مع مراعاة أن العقل الباطن لا يفرق بين الحقيقة والخيال، ولذا فإن أهم سلوك ينبغي للإنسان فعله والمداومة عليه هو استحضار الشعور بالمتعة والرضا، وتكرار ذلك حتى يعتاد العقل الباطن حدوثه فيبدأ بتحفيز المخ لإفراز هرمون الدوبامين والسيروتونين، ومثلما يشير الكاتبان، فإعادة برمجة العقل الباطن غير ممكنة، ولكن ما يستطيع الإنسان فعله هو "تعديلها لتميل الكفة إلى الاستمتاع والنشاط والدافعية والقوة الداخلية ورفع الاستحقاق وتقوية الإرادة، والتي بدورها ستضعف مسار التوتر والقلق والخوف والغضب والتهور".
ومن الجدير بالذكر، أن عمر هيثم العقيلي يدرس هندسة الكمبيوتر بجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وهو مهتم ببرمجة الدماغ وارتباطها مع برمجة الكمبيوتر، وكذلك مهتم بتأثير برمجة الدماغ في التنمية الذاتية.
وأما الدكتور هيثم العقيلي، فهو بروفيسور في علم الأعصاب وجراحة الدماغ والأعصاب، وقد عمل في الأردن، والنرويج، ودبي.
وقد أضاف الشاب عمر العقيلي، أن ما دفعه إلى المشاركة في هذا الكتاب أن جيله من الشباب يواجه حاليا تحديات مختلفة، إذ يجد الشاب نفسه عند تخرجه في الجامعة يعاين مرحلة انتقالية، فيخرج من عباءة الاعتماد على الأهل إلى خوض غمار الحياة معتمدا على ذاته، فيصطدم بالتحدي الأول، ألا وهو انتشار البطالة، وأحيانا يحدث ذلك في ظل غياب السند الاجتماعي.
ويهدف عمر العقيلي، إلى تحفيز القوة الداخلية في جيله، وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات، والثبات من خلال إعادة البرمجة التي تعمق الأفكار الإيجابية والقدرة على الإيمان بالذات والنجاح.