عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Sep-2020

جسر التمساح*د.حازم قشوع

 الدستور

كلما اقترب موعد يوم الاقتراع في الولايات المتحدة ازداد معه حجم التضحيات التي ما فتئ يقدمها البعض لصالح بقاء الرئيس الامريكي دونالدت ترامب في سدة الحكم، حتى ان بعض الانظمة باتت ترهن مصالحها على هذا الامر فيما يتحرك البعض الاخر على هذا المقياس والمجتمع الدولي تتارجح تحركاته بين كفة انقاذ ترامب من حتمية السقوط فيما يقف ميزان الكفة الاخرى مع حفظ مكانة القانون الدولي والشرعية الاممية.
ومع ازدياد الفارق الانتخابي لصالح جو بايدن على حساب دونالت ترامب في استطلاعات الرأي الاخيرة، نتيجة سوء ادارة الملف الوبائي وحالة الركود التي يشهدها الاقتصادي الامريكي نتيجة تضاؤل القوة الشرائية في الاسواق العالمية، هذا ما كان له انعكاسات سلبية على الحملة الانتخابية للرئيس ترامب وفريقه وعلى الحزب الجمهوري وسياساته ازاء القضايا الاقتصادية والمعيشية والتعايش الاجتماعي والرعاية الصحية والاجتماعية،وهي القضايا الرئيسية التي تشغل المواطن الامريكي وتقف عليها اولوياته.
ومن ناحية اخرى فلقد كان لمسالة عدم اكتشاف المطعوم احمال ثقال على كاهل الحملة الانتخابية للرئيس ترامب، وذلك بسبب الاشتراطات التي تستلزمها شهادة الموافقة من منظمة الصحة العالمية لاعتماد المطعوم وذلك لطبيعة المدد الاجرائية اللازمة لاجتياز المطعوم المكتشف مراحله التجريبية، الامر الذي جعل مسالة اكتشاف المطعوم قبل الانتخابات تبدو صعبة إن لم تكن مستحيلة، وإن تم اكتشافها فان اجراءات اقرارها وتصنيعها بحاجة الى مدة زمنية ستكون ليست اقرب من النصف الثاني من العام القادم اي بعد انتهاء الانتخابات الامريكية، وهذا يعني في الاستخلاص الى صعوبة اختراق الملف الداخلي بما يحقق طوق نجاح للرئيس ترامب عبر بوابة فرج اللقاح التي كان ينتظرها الناخب الامريكي والذي مازلت اولوياته اقتصادية ومعيشية وصحية.
هذه المعطيات ادت بالفريق الانتخابي للرئيس ترامب للبحث عن خيارات اخرى لتقليص الفارق بين الرئيس ترامب ومنافسه المتفوق جوزيف بايدن، فوجدوا ضالتهم في الشان الخارجي عن طريق استمالة الايباك المؤيد للحركة الصهيونية صاحب النفوذ القوي في المجمع الانتخابي ليشكل الجسر الموصل الى سدة الرئاسة، فعمل فريق ترامب الانتخابي على تشكيل جسر عبور للرئيس ترامب يقوده للضفة الاخرى من مدته الرئاسية الدستورية، فان الشان الخارجي ان لم يشكل اهتماما عند الناخب الامريكي فانه يشكل الاولوية عند مجموعة الضغط الصهيوني الايباك النافذة في المجتمع الامريكي.
فهل سيكتفي جسر التمساح بحجم ما تم تقديمه ام تراه بحاجة الى اعطيات جديدة تاتي على شكل هبات عينية هذه المرحلة واخرى لوجستية في داخل المشهد الانتخابي، وهل سيحمل ذلك اشكال دعم سياسية ام ستكون اقتصادية ؟ وان كان المسار بهذا الاتجاه ؟ فما هي الوجبة او الجهة القادمة التي يتم تجهيزها لهذه الغاية ؟!، ام اننا امام مشهد جديد غير متوقع (عنيف هذه المرة ) يقوم بتقديم طائرة النجاة للرئيس ترامب بعد ما فشلت محاولات ارضاء جسر التمساح، هذا ما ستجيب عنه الايام القليلة القادمة ؟!، بعد ما تم تجيير كل نفوذ، البيت الابيض لانجاح ترامب على حساب عمق بيت القرار الامريكي والدولي، فهل سينتهي المشهد الى هذا الحد ام ان في جعبة الحاوي شيء جديد ؟!.