عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Aug-2020

120 يوما فظيعا - يوسي فيرتر

 

معاريف
 
بفاصل زمني يبلغ 24 ساعة صدر بيانان عن رئيسي الحكومة في وقت ذروة المشاهدة، كلاهما كان خطابا انتخابيا انتهى بالقول بأنه لا توجد انتخابات. ومع كل ذلك، كان هناك فرق اول أمس مساء اذ استهل بنيامين نتنياهو خطابه بكلمات السلام ومضى ليعلن حربا شرسة مليئة بالاكاذيب والافتراءات. في حين أن خليفته، بني غانتس، ربما من اجل التشويق، اختار أمس خيارا معاكسا اذ استهل خطابه بتصريحات هجومية ضد نتنياهو والليكود، انتهت ايام البراءة والنعمة. ووعد وهدد قائلا لقد انتهى ضبط النفس وانتهت ايام احتواء “الاقصاء والشتائم والافتراءات”.
النهاية الطبيعية كانت أن يعلن عن انسحاب ابيض ازرق من الحكومة والذهاب الى الانتخابات من اجل الوصول الى “حكومة مستقرة”، حسب قوله. ولكنه ايضا لديه السطر الاخير كان مختلفا، النهاية تم تأجيلها بـ 120 يوما، لكن البلاغة تقول كل شيء. هذه ستكون اربعة اشهر لحملة انتخابية ابداعية مشبعة بالجنون والكراهية المتبادلة. خيبة أمل غانتس في مواجهة الغريزة التي لا يمكن السيطرة عليها لنتنياهو لمواصلة اذلال الشركاء والكذب والافتراء. بعد أن اعلن غانتس بصورة احتفالية أنه ليس هو الولد اللطيف الذي عرفناه، وبعد أن عادت اليه الثقة بالنفس، فمن الآن يجب علينا توقع أوبرا مختلفة كليا.
أمس حدث شيء ما في تاريخ سياسة اسرائيل: في الصراع مع غانتس حول الرواية فان نتنياهو هو الذي تراجع أولا. رئيس ازرق ابيض خطط لالقاء خطابه في الساعة العاشرة والنصف. ونتنياهو سارع الى تسجيل فيلم قصير تم ارساله الى نشرات الاخبار قبل ساعة من ذلك كما يبدو من اجل تحييد اللدغة في اقوال رئيس الحكومة البديل.
في بحر التهديدات المتبادلة التي تطايرت أمس بين اعضاء الحكومة من الحزبين، تقريبا لم نشاهد حوارا شديدا استمر حتى اللحظة الاخيرة: نتنياهو المذعور حتى الموت من تعيين المدعي العام القادم للدولة طالب بأن يتم قبل التصويت في الكنيست بكامل هيئتها على تسوية هاوزر، تصويت الحكومة على قرار يقضي بأن لجنة البحث عن مدعي عام ستكون لجنة جيدة. أي أن اسم المرشح الذي سيقدمه وزير العدل للحكومة يجب أن يكون متفقا عليه من قبل غانتس وحزبه. وايضا على المتهم بتلقي الرشوة والتحايل وخيانة الامانة. واذا لم يتم التوصل الى اتفاق فلن يتم اختيار مدعي عام دائم.
في ازرق ابيض عارضوا وفي الليكود هددوا بالذهاب الى الانتخابات بذريعة باطلة بأن هذا يشكل خرقا للاتفاق. غانتس اظهر تصلبا يستحق الثناء. والاحزاب الدينية اوضحت لمكتب رئيس الحكومة بأنها ستؤيد اقتراح هاوزر. وعندما ادرك نتنياهو أن حل الكنيست والذهاب الى الانتخابات في ذروة الازمة الاقتصادية الاشد في تاريخ الدولة، هو أمر يتحمل هو مسؤوليته وملقى على كتفيه – كتفي متهم ويطالب بتعيين المدعين العامين الذين سيحاكمونه – تراجع.
امامنا كما قلنا جولة انتخابية من مرحلتين: اربعة اشهر وثلاثة اشهر اخرى. سبعة اشهر من الجنون. الموعد المقبل للانتخابات هو نهاية آذار 2021، وهو ذروة المداولات القانونية في ملف 4000، ملف الرشوة لنتنياهو. ايضا أمس بعد أن رفع نتنياهو الراية البيضاء ظهر غانتس بعده، وهو تقريبا لم يغير أي كلمة في صيغة خطابه: ايضا بصورة هجومية، تصريح بالنيات للاستمرار وحتى في القضايا الفنية، دعوته لنتنياهو للحضور معه الى جلسة الكنيست بكامل هيئتها والتصويت لصالح تأجيل الانتخابات (بعد أن صرح نتنياهو بأنه سيفعل ذلك). انتهى تشكيل رئيس الاركان السابق، هو لا يوافق على أي شيء ببساطة. فقد تعلم كيفية التعرف الى الشريك. الى أن تظهر شاشة التصويت في الكنيست بأن كل التصويتات تم أخذها، لا يمكن الاعتماد على أحد، وبالتأكيد ليس على رئيس الحكومة.
عند قدومه الى الكنيست اعطى نتنياهو المراسلين عنوانا: “أنا لا أتذكر أنني تحدثت عن غانتس مثلما تحدث هو عني. ولكن هذا هو الوقت لتشابك الأيدي”. ملاحظتان: أولا، هل حقا هو “لا يتذكر” كيف تحدث عن غانتس. من الافضل أن يذهب لتلقي علاج مستعجل. الخرف غير مناسب لرئيس الوزراء. ثانيا، تشابك الأيدي هو أمر جيد. والتوبة لن تكون متأخرة في أي يوم من الايام. ولكن حتى غانتس لم يعد يؤمن بذلك.