عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Feb-2019

لا یمکن القضاء علی وسائل التواصل - محمد سویدان
 
الغد - في ھذا الزمان، وبعد الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وتأثیرھا الكبیر على الأحداث في المجتمع، وقدرتھا على صناعة رأي عام، لا یمكن الحدیث أو التفكیر، بكیفیة القضاء أو تحجیم أو تقلیص تأثیر ھذه الوسائل.
ففي كل المحطات، كان لوسائل الاتصال الاجتماعي دور مؤثر، وحاسم في بعض الأحیان.
واستطاعت أن تغیر الكثیر من المواقف، أو تلزم المؤسسات الحكومیة والعامة باتخاذ القرارات بما یتناسب مع الحدث.
وقد ساعدت بكشف الكثیر من الخبایا والأسرار والقضایا الخطیرة، وكانت فعلا مؤثرة ویحسب لھا حساب. وقد یكون ذلك، ھو السبب الذي یدفع البعض لمحاولة تحجیمھا وتقلیص دورھا، وتأثیراتھا.
وفي ظل ھذه الحقیقة، لا یمكن أن نتجاھل أن ھناك من یستخدم ھذه الوسائل للإساءة للآخرین،
وتشویھ سمعتھم، واختلاق القصص والإشاعات لإرباك المجتمع وخلخلتھ وإضعاف بنیانھ لغایات مشبوھة أو شخصیة.
ولكن كیف یمكن تجاوز السلبیات وتعزیز وتعمیم الإیجابیات؟ سؤال لا یمكن الإجابة علیھ بسھولة، ویحتاج إلى دراسة معمقة یشارك بھا جھات وفاعلیات ومؤسسات وأشخاص یملكون المعرفة والقدرة والإمكانیة.
ومع ذلك، فإن الاعتراف والإقرار، بأنھ في ھذا العصر والزمان، لا یمكن القضاء على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا یمكن تقلیص دورھا وتأثیرھا المتنامیین، قد یساعد في فھم كیفیة التصرف وتعزیز الإیجابیات وتقلیص وتقلیل السلبیات.
عند الاقتناع بذلك، فإن الجھات المعنیة، بالضرورة یجب أن لا تفكر بتعدیل التشریعات لفرض رقابة وعقوبات مشددة على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.. فالعقوبات الجدیدة حتى ولو كانت مشددة لن تستطیع اقتلاع السیئ في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن قد تضعف الجید والإیجابي. لأن الذي ینشر الإشاعات والسلبیات قادر على الالتفاف على ھذه العقوبات والھرب منھا بسھولة، وبالتالي لن تحد من ممارساتھ.
في ظل ھذا الواقع، فإن المطلوب تعامل جدید مع وسائل التواصل الاجتماعي، یؤدي إلى الاستفادة بشكل مناسب وجید من قدراتھا وإمكانیاتھا، وتعزیز الإیجابیات ومحاربة السلبیات.
العقوبات وتعدیل التشریعات لا ینفعان في ذلك. أما الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي للتأثیر بالمجتمع، من خلال المعلومات الصادقة، والشفافیة المطلقة، ومن خلال التواصل الدائم مع المجتمع، ومن خلال السلوك القویم والأخلاقي للجھات المسؤولة، ومن خلال سیادة القانون، ومحاربة السلوكیات الھدامة والفساد والمفسدین، ومحاسبة المقصرین من المسؤولین بشكل عادل
ومسؤول وبحسب القانون ووفق إجراءات القضاء.. یمكن بكل سھولة الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي وقوتھا وتأثیرھا.