الصورة في قلب تل أبيب... والحدث كذلك* حمزة عليان
الجريدة -
قرار تقسيم فلسطين عام 1947 أعطاهم 44 بالمئة من مساحة الأرض اليوم، وبعد 77 سنة من اعتراف العالم بالكيان الإسرائيلي كدولة والاستيلاء على الأرض الفلسطينية وتهجير وطرد نصف شعبها، وبعد كل الحروب والمآسي التي عشناها في سبيل استعادة ولو شبر واحد من فلسطين، انحسرت المعركة بكيفية إيصال الغذاء إلى من تبقوا أحياء من الفلسطينيين في قطاع غزة وهم يواجهون الموت والجوع كل لحظة؟
سأختصر المأساة بصورة رُفعت في قلب تل أبيب وفيها قادة عرب مع نتنياهو «قائد التغيير» في الشرق الأوسط وتحت عنوان «الاتفاقيات الإبراهيمية القادمة» أضيف إليها أسماء قادة جدد يتوقع أن يلتحقوا بمن سبقهم.
لم يعد لدينا أرض نملك فيها حرية الحركة والعيش والقرار لا في فلسطين ولا بالمحيط العربي ولا في العمق الخليجي، وفقدنا أوراقنا وعناصر قوتنا، فمن أين سيأتي التغير بموازين القوى بين العرب وإسرائيل وبين فلسطين وإسرائيل؟
الحديث عن الشراكة الإسرائيلية العربية سقط من قائمة المحرمات، ليس ذلك فقط، بل هناك من يقترح أن ينضم هذا الكيان إلى عضوية جامعة الدول العربية! وربما قد يصلح حالها ساعتئذ؟ وهي آخر المهازل في المشهد السياسي الحاضر.
ألم يحن الوقت بعد لمراجعة أسلوب الصراع الذي ساد لعقود بين العرب وإسرائيل، لقد سقط السلاح والحجر والمقارعة بالقوة العسكرية، كل الجولات انتهت بهزيمة وتراجع العرب والفلسطينيين.. إذن ما هو البديل، من سيغير المعادلة وكيف ستخرج؟ هل الرهان على الداخل الإسرائيلي نفسه أم من الشعوب الغربية التي تحركت في حرب غزة، كما لم يحصل من قبل أم بتحالفات دولية قادمة على أنقاض الإمبراطورية الأميركية العظمى؟
أميركا اليوم هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم التي تملك القوة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية وتملك القرار برسم الخرائط والمصائر دون أن ينازعها أحد، وبالتالي هي من يتحكم ويقرر مصير النزاعات والحروب في المنطقة على وجه التحديد وفي غيرها من مناطق العالم.
سنبقى محكومين بتحالف حديدي يربط إسرائيل بالمنطقة وعبر مصالح وخطط الإدارات الأميركية إلى أن تسقط هذه القوة؟
أعيدوا النظر بقراءة مشروع ترامب المعروف بـ «صفقة القرن» الذي رفضه الفلسطينيون والعرب، والذي سيكون على الطاولة بعد جولة دامية وكارثية في غزة توجت بسحق المشروع الإيراني وتوابعه، وربما يضاف إليه مشروع «ويتكوف» كنوع من التجميل والتحديث.
ضيّعنا فرصاً سديدة من أجل أن يحصل الفلسطينيون على شبر واحد من الأرض، وأن يستعيد العرب ما خسروه من أراضٍ، قدّمنا والعالم مشاريع للسلام بدءاً من أريحا وصولاً إلى بيروت.
لكن القدس لم تعد ولا الجولان تحرر ولا الضفة أعيدت وبقيت سيناء حبيسة، بل طوّقت المنطقة باتفاقيات إبراهيمية تحت شعار «السلام من أجل السلام»!
يبقى السؤال قائماً... من أين سيأتي التغيير؟