عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jun-2019

الشهرة وبالونات الفشل!!! - م. هاشم نايل المجالي

 

الدستور - علماء النفس والاجتماع يؤكدون ان للشهرة والاضواء بريقاً خاصاً لا يستطيع احد ان يتجاهله، ولكن هذا البريق قد ينحني بلحظة ما ولسبب ما كما هو الحال عند الفنانين واللاعبين والمسؤولين وغيرهم، خاصة عندما يتقاعدون عن العمل فيسعون جاهدين لاعادة صورتهم المشرقة الى الساحة بالعديد من الوسائل سواء وسائل التكنولوجيا الحديثة منها التواصل الاجتماعي والتويتر وغيرها او عبر الفضائيات او وسائل الاعلام الاخرى، والندوات او اقامة الولائم وغيرها، في مسعى لاعادة بريقة وفرض وجوده لاعادة اعتباره الاّ انه من الناحية النفسية يصنفه علماء النفس بأنه اضطراب ثنائي القطب وهو خليط من الهوس والاكتئاب، يجعل ممن يصاب به يلهث ويركض وراء هذا الطريق ويبحث عن كل مناسبة ليفرض حضوره الاعلامي .
والباحثون يؤكدون ان مثل هذه الشخصيات يكون لديها افتقار في الحضور الاجتماعي على كافة المجالات فيخوض هذا الطريق فهو يحب ان يسمع الناس تتحدث عنه ومهتمة به، ويوجه انظار اصحاب القرار عليه على انه متفوق والرجل المناسب لهذه المرحلة لكن ذلك يكون ضمن الحدود الطبيعية، أمّا عندما يزيد الامر عن حده فانه هنا يدخل في مضاعفات خطيرة من الناحية النفسية فهو يعتبر ان ذلك سيؤثر على المعنيين واصحاب القرار بشكل كبير ويستجيبون لافكاره خاصة اذا كان هناك جمهور يسانده بذلك من محبي هذا الشخص، خاصة عندما يهول انجازاته ويسعى لفرض افكاره على انها الأسلم والاصح والانسب، وهذا يضاعف من مرضه حيث انه يكون عجول في سماع ردود الافعال على ذلك . فهؤلاء الشخصيات يعتقدون ان هذه الاساليب للشهرة هي كل شيء لتعيده الى الساحة الفنية او العملية او الرسمية لكنها تكون مصيبة حيث لا تجعله يعيش براحة تامة في حياته فهو يخشى الانتقاد من الاوساط المختلفة او الاستهزاء بما تحدث به، او انه يريد ان يعطي لنفسه شخصية جديدة اكثر فهماً والماماً بكافة الامور وانه مثالي .
والشهرة قد تضر الانسان اذا اقتدى به الشر، او كان لا يتمتع هذا الشخص بالاستقامة او الورع او الاتزان، وانما لديه بعض التجاوزات والانحرافات فيقتدي به اشخاص يتأثرون بكلامه فيحمل وزره وتبعيات ذلك حيث نجد ان هناك من اصبح متخصصا بالخطابات العصماء، بالحراكات والاعتصامات وهو يتبع الى تنظيم او غير متزن بطرحه يريد ان يتناول مواضيع ليس لها علاقة بموضوع الاعتصام، كما واننا نشاهد بعض الشخصيات تعمل لنفسها لقاءات تلفزيونية تبثها بشكل واسع المهم انها تريد ان تسمع كلمتها ورأيها ليتناقل احاديثه كافة المواقع، وهذه تلحق اضراراً اكثر منها فوائد خاصة اذا كان هذا الطرح تحريضي ويحمل رسائل شتم واتهامات ليس بمحلها والتدخل بشؤون خاصة ليست من ضمن الطرح .
ان المهن الفنية مثل الموسيقى والتمثيل والغناء والرسم، تتطلب من الشخص تحقيق مشروعه الشخصي لاثبات نفسه وابداعاته حتى يشتهر ويحافظ على هذه الابداعات حيث يتقن صنعته ومهنته ويطورها ويطور مهاراته، لكن هناك شخصيات ليست صاحبة مهنة او حرفة فنجدهم يروجون لانفسهم كما وانهم مندوبي مبيعات، يريدون تسويق افكارهم ليؤمن بها الكثيرون ويشعروهم بأهميتها ليجلب الانتباه فيتحول اعلامهم هنا وهناك الى ازعاج، وانه لا جديد لديه لأن يقدمه . 
وهناك من يقوم بعمل اجرامي اياً كان نوعه ليحقق الشهرة ويتداول اسمه عبر وسائل الاعلام ليجلب الانتباه، فهناك من الجماهير من تصنع من هؤلاء الفاسدين والمجرمين مشاهير حينما تتدوالها وتعلق عليها باسلوب قريب من فكر هذا الفاسد بدل الوقوف بصرامة وقوة اتجاه فعلة وتعرية فعله واخطائه وسلوكياته .
كذلك نجد مسؤولين يقومون بحركات بهلوانية وسلوكيات نشاز دخيلة على اخلاقيات شخص يمثل شريحة واسعة من الجمهور ويتلفظ بالفاظ بذيئة شتم ومسبات لا تليق لاحد ان، يسمعها فهو يبحث عن الشهرة لكن اي شهرة انها الشهرة من الزعران والبلطجية واصحاب السوابق وهي ارخص الطوابير لانها محملة باشخاص حضورهم مرفوض مجتمعياً ولديها ضمور في الوعي والقيم والاخلاق وهناك من يستأجر حراساً ليسيروا من حوله ليشعر البعض انه مهم وصاحب نفوذ وهذا النوع يصل بصاحبه الى درجة الجنون والمرض النفسي ويصاب بالغرور، وهذه النوعيات من الشخصيات الباحثة عن الشهرة باساليب متنوعة في كثير من الاحيان تسبب الحقد الطبقي والتنافسي ليكون هناك ايضاً متطاولون عليهم وصناعة المكائد لهم واظهار كل ما هو سلبي عليهم فالاتزان والعقلانية مطلوبة خاصة في فترة الازمات والطرح المنطقي والعقلاني المدروس الموزون غير التحريضي ايضاً مطلوب ويرفع من شأن الشخص ويحقق الامان الاجتماعي