عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jan-2021

تربويون يدعون لمعالجة الفاقد التعليمي

 الراي - سرى الضمور

شدد تربويون على ضرورة معالجة الفاقد التعليمي الذي نجم عن نظام التعليم عن بعد نتيجة تواضع دور المنصات التعليمية التي غيبت بعض الطلبة عن الكثير من المعلومات طوال فترة الجائحة في الفصلين الدراسيين الماضيين.
 
وبينوا ان هذا الأمر يتطلب ترسيخ هذا النهج من خلال توعية الطلبة بأهمية التعليم والعمل على معالجة الفاقد التعليمي وجعله أولوية في المرحلة الحالية والمقبلة، الامر الذي يتطلب دعم الجهات المعنية وتضافر الجهود في سبيل الارتقاء بالعملية التعليمية.
 
وتعتزم وزارة التربية والتعليم تطبيق برنامج علاجي بعد انتهاء ساعات الدوام لمن رغب من الطلبة الذين لم ينخرطوا في برنامج التعلم عن بعد لمعالجة الفاقد التعليمي لديهم بحسب تصريحات سابقة للامينة العامة لوزارة التربية والتعليم نجوى قبيلات.
 
المستشار التربوي فارس حواري قال إن توجيه جلالة الملك عبدالله الثاني للحكومة بضرورة إعادة الطلبة الى ادراج الدراسة ماهي إلا رسالة لدق ناقوس الخطر حول مستقبل الأجيال ومصير الطلبة في ظل الظرف العالمي الاستثنائي من جائحة كورونا، الذي ساهم بتعطيل عجلة التعليم في هذه المرحلة.
 
وأضاف حواري في حديث الى $ أن الكثير من متسلقي المهنة التعليمية استغلوا حاجة الطلبة الى المعلمين وعكفوا على تقديم محتوى علمي مغلوط شكلا ومضمونا الامر الذي يفرض على وزارة التربية النظر الى هذا الجانب بجدية ومراعاة حاجة الطلبة للمعلومة الصحيحة ومن اشخاص اكفياء امناء على مستقبل الطلبة.
 
وبينت الخبيرة التربوية الدكتورة رهام المومني المشكلات التي تواجه التعليم والمتمثل بالفاقد التعليمي، الذي يعني إنفاق المال وبذل الجهود والوقت اللازم دون تحقيق نتائج، فانعدام قدرة الطلاب على النجاح والخوف الذي أصابهم من الجائحة وغيرها ترتب عليه إهدار للموارد المادية والبشرية دون تحقيق الأهداف ودون فائدة، فالطلاب فقدوا الحماس والدافع للمكان الذي تعودوا الذهاب إليه لأسباب عديده ترجع للطالب نفسه ولأهله ولمؤسسات المجتمع وللدولة.
 
وكشف التعليم عن بعد، بحسب المومني عدم اهتمام الطالب بالتعليم، لإهتمامه بإعالة أسرته بسبب فقرهم، أو لعدم استقرارهم نفسيا واقتصاديا مما جعلت البعض يعاني مشاكل نفسية ومادية منعته من الانخراط بالمدرسة أو الجامعة، وضعف في المراحل التعليمية الأولى الأمر الذي جعل عنده صعوبة بالتعلم، وأيضا التفاوت بين الطلبة بالمستوى والكفاءة والشخصية والطموح والاستجابة والتكيف مع البيئة الخارجية والقدرة على مواجهة التحديات والظروف الخارجة عن إرادته.
 
وبالنسبة للأسرة، اوضحت المومني عدم قدرتهم على دفع تكاليف الدراسة لفقرهم، وعدم متابعة أبنائهم والإهتمام بتحصيلهم العلمي، وعدم الوعي الكافي بأهمية التعليم ومستقبل أبنائهم ومتابعة كيف يقضي أبناؤهم الوقت ومع من، وعدم قدرتهم على تأمين الإحتياجات الأساسية مما دفعهم للطلب من أبنائهم العمل وترك مقاعد الدراسة مما أدى الى ظاهرة التسرب من المدارس والجامعات.
 
وفي ما يخص الفاقد التعليمي، حضت المومني على ضرورة العمل على توعية الطلاب بأهمية التعليم وجعله أولوية بالنسبة لهم وللدولة، وتقليل معدلات التسرب عن طريق معالجة أسبابه، ويأتي دور المؤسسات في التوعية بأهمية التعليم ودعمها للمؤسسات التعليمية، وعمل برامج صباحية ومسائية في الجامعات للطلبة العاملين، وتدريب الطلبة على التكنولوجيا من خلال دورات تدريبية مخططة وممنهجة قبل البدء بالعملية التعليمية، وعمل مبادرات مجتمعية مشتركة وبتعاون الجميع والطلاب أنفسهم لمساعدة الطلاب الأقل حظاً وتأمينهم بالوسائل التكنولوجية التي تساعد في عدم تسربهم من التعلم، لينخرطوا في العمل المجتمعي من خلال دمجهم بالعملية التعليمية بإعطاء المحاضرات غير التقليدية والهادفة وتلقي المحاضرات للمساعدة على تقليل الفاقد، وهذا يتطلب تكاثف الجهود للنهوض بالوطن والمساهمه في بنائه لأن التعليم هو أساس الحياة والإرتقاء.
 
المستشارة التربوية الدكتورة بشرى عربيات قالت إن نظام التعليم عن بعد أفقد الطلبة الكثير من المهارات التعليمية والاكاديمية نتيجة هشاشة محتوى النظام التربوي المقدم عبر منصات التعليم المختلفة.
 
وقالت عربيات إن الكثير من الطلبة وبخاصة في المناطق النائية واجهوا تحديات عديدة جراء صعوبة الوصول الى المنصات لانعدام ادوات التواصل الذكية والتي حددت بفئة معينة من الطلبة وحادت اخرين عن التعليم الذي يجب ان يمنح للجميع وبعدالة.
 
واضافت عربيات ان اسلوب المنصات التكنولوجية التي تقدم تعليما يعتمد على أسلوب التلقين يفتقر للكثير من الادوات والتي تتطلب تعاملا مباشرا، وبخاصة بعد أن مر على الطلبة مايقارب العام على اعتماد وزارة التربية والتعليم لهذا النمط من التعليم. الا أن اولياء أمور طلبة مازالوا يواجهون الكثير من العثرات في نظام التعلم عن بعد، بحسب ما أعلنته حملة (نحو عودة آمنة إلى مدارسنا) من نتائج استطلاع راي حول أثر التعلم عن بعد التي رصدت مانسبته 57% من أولياء أمور الطلبة لا يجدون أن الذهاب إلى المدرسة يشكل تهديدًا لصحة الطفل أو الأسرة، و70% من الأهالي فضلوا التعليم المدرسي الوجاهي، في حين وجد 81% من الأهالي أن المستوى الأكاديمي لأبنائهم تغير للأسوأ، وان 74% من الأهالي اشتكوا من عدم رغبة أبنائهم في التعلم عن بعد وإنكارهم لهذه الآلية.
 
كما وجد الاستطلاع أن 55% من ذوي الطلبة في المدارس الحكومية يرون أن أبناءهم يواجهون صعوبة في الدخول الى منصة درسك بانتظام، 75.9% من أولياء الامور يرون أن أبناءهم يجدون صعوبة في التعامل مع المنصة.
 
وحول اثار منصة درسك وغياب العدالة في الحصول على التعليم، أفاد استطلاع الراي ان 55% من ذوي الطلبة في المدارس الحكومية يرون أن أبناءهم يواجهون صعوبة في الدخول الى المنصة بانتظام، كما قال 75.9% من أولياء الامور أن أبناءهم يجدون صعوبة في التعامل مع المنصة.
 
في حين ان اللافت للنظر أن نسبة من يواجهون صعوبة في الدخول الى المنصة انخفضت بين طلبة المدارس الخاصة لتصل الى 31%. ما يعكس فجوة في تحقيق العدالة في حق الحصول على التعليم خصوصا إذا ما علمنا أن الصعوبات في الحصول على التعليم والوصول إليه أصبح يرتبط بشكل اساسي بالوضع المادي للأسر.