عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Mar-2020

فشل حكومة الأقلية .. هكذا متوقع - اريئيلا رينغل هوفمان

 

يديعوت أحرنوت
 
بعد المفاجأة الكبرى – ظاهرا على الاقل – في ضوء قرار اورلي ليفي أبقسيس عدم تأييد حكومة أقلية تعتمد على أصوات القائمة المشتركة، وبعد أن صيغت كل التخمينات المتعلقة بخطوتها التالية – وعلى رأسها الارتباط بالليكود مقابل ضمان المقعد ووظيفة وزير – وبعد أن انتهوا من الصب على رأسها، وعن حق، كل اكوام الطين التي يسمح بها القانون، فان ما تبقى هو فحص ما هو الدرس الذي يمكن ومن المهم التعلم من ذلك. ما هو الدرس الذي يمكن تعلمه من قرار ليفي ابقسيس معارضة حكومة اقلية برئاسة أزرق أبيض، رغم أن هذه الامكانية كانت على جدول اعمال العمل – غيشر – ميرتس ليس فقط من اللحظة الاولى، بل وايضا حتى اللحظة الاخيرة، وبالشكل الاكثر صراحة، وعلى الطريق ايضا ما يمكن أن نتعلمه من معارضة حكومة في هذه الصيغة من اثنين من اعضاء أزرق أبيض، يوعاز هندل وتسفي هاوزر.
وقبل القاسم المشترك بين ثلاثتهم – معارضة حكومة أقلية كهذه – قليلا عن الفرق بينهم: ليفي أبقسيس، بخلاف هندل وهاوزر، عرفت جيدا بان هذه هي سياسة الحزب الذي ارتبطت به ومعه تنافست على الانتخابات. وكان عمير بيرتس أوضح هذا الموضوع، واكثر من مرة. وهكذا لم يكن هنا خرق لوعد للناخب، وعلى اي حال ليس تغييرا للسياسة في اللحظة الاخيرة في ضوء النتائج، مثلما حصل في أزرق أبيض، الحزب الذي اتخذ القرار في الاعتماد على تأييد المشتركة حين تبين أن هذا هو السبيل الوحيد لتثبيت حكومة أقلية برئاسته. وبالنسبة لمواقف قاعدة المعارضين الثلاثة – كحجم المفاجأة في ضوء قرار ليفي أبقسيس هكذا ايضا في المقلوب على القلوب، ما كان يمكن أن يفاجيء وبقوة، هو بالذات الاكتشاف بأن هندل وهاوزر سيصوتان في صالح مثل هذه الحكومة. شخصان اثبتا في الماضي بأنهما مستعدان لأن يدفعا ثمنا باهظا حين يدور الحديث عن موضوع مبدئي يتعلق بأساس معتقداتهما.
بكلمات اخرى، اذا كانت خطوة ليفي أبقسيس هي نوع من الخطوات التي لا تؤدي فقط الى الرخص والمس الشديد بثقة المصوتين في منتخبيهم، بل وايضا تلوث جدا المسيرة السياسية، فان هندل وهاوزر لا يوجدان في هذا المكان. لا يوجد اي مجال للتشبيه بين موقفهما وبين الجولة الخداعية التي نفذتها على رؤوس المصوتين للحزب الذي هي عضو فيه.
باستثناء أنه في داخل هذه الفوضى، في الظلام الذي يخيم على الخريطة السياسية، يوجد مع ذلك ما يدعو الى التفاؤل. أولا، انه من شبه المؤكد ان ليفي أبقسيس، شخصيا، انهت بهذه الخطوة حياتها السياسية حتى لو نالت تمديدا معينا برعاية الليكود. ستنهي، وستصبح نموذا، علامة، لصيادي الفرص من نوعها. ثانيا، محاولة انتاج خطوات متوقعة ان تكون استراتيجية بهدف تجنيد الاصوات – فشلت. فالعصيدة التي طبخها حزب العمل، الى جانب غيشر، في الجولة الثانية، ومع ميرتس في الجولة الثالثة – انتهت بطبخة نية، غير قابلة للاكل على نحو ظاهر. فليست هذه الوحدة فقط التي الزمت كل واحد من المتبرعين لها بالتخلي عن المبادئ الاساس، لم تعط النتيجة المرجوة، بل وانتهت ايضا بمهزلة مهينة – ستة مقاعد. اليمين الرقيق لم ينضم واليسار القاسي انتقل الى المشتركة. واضافة الى ذلك، فما هو صحيح للعمل – غيشر – ميرتس صحيح ايضا لأزرق أبيض. في لحظة الحقيقة، يتبين هنا ايضا بان الارتباطات بين اليمين الايديولوجي واليسار الرقيق مع الوسط المتعثر – لا تنجح. فالتفكير بأن هندل وهاوزر سيجذبان الاصوات من اليمين، ولكن في لحظة الاختبار سيعملان بخلاف مواقفهما كان رهانا بائسا.
وثمة ايضا الامل في انه في الجولة التالية ستدخل الاحزاب حول قاعدة ايديولوجية معينة. وان الارتباطات، اذا كانت كهذه لن تصبح استراتيجية ولا تكتيكية ايضا. وانه حتى ذلك الوقت لن يخرج الحلو من المر، او على الاقل ليس المر كاللعنة. وانه اذا لم يكن مفر، واذا كانت حاجة للمرونة، للتنازل، للتخلي عن بعض من المفاهيم الاساسية، التجاهل والتراجع عن مخلفات الانتخابات الاخيرة، وخرق الوعود واعفائنا جميعنا من الجولة الرابعة، فان هذا سيجد تعبيره في صياغة خطوط اساس متفق عليها واقامة حكومة وحدة وطنية. إذ لا يوجد بديل آخر، إذ صحيحا حتى الواقع الناشيء، مع الكورونا وبدونها – هذا اهون الشرور.