عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Oct-2021

خطوة على طريق «المسافات الطويلة»!*احمد ذيبان

 الراي 

جرت انتخابات نقابة الصحفيين بهدوء، رغم سخونة الحملة الانتخابية والمنافسة بين المرشحين، وهي أول انتخابات نقابية تكسر الحواجز التي ارتبطت بجائحة كورونا، وأفرزت مجلسا جديدا يؤمل منه الكثير من العمل لتلبية مطالب واحتياجات الهيئة العامة، والتي تتلخص بعنصرين أساسيين، الجانب المعيشي الذي يزداد صعوبة خاصة بالنسبة للصحف الورقية التي تتفاقم أزماتها المالية، فضلا عن البطالة التي يعاني منها زملاء عديدون، والعنصر الثاني السعي الحثيث لرفع سقف حرية الصحافة والاعلام، وذلك يتطلب إصلاحات تشريعية بضمنها معالجة الاختلالات، التي وضعتها هيئة الاعلام بالنسبة للاعلام الإلكتروني، وأتمنى للمجلس التوفيق في تحمل هذه المسؤولية الثقيلة، وربما يسهل مهماته أن وزير الدولة لشؤون الاعلام، صحافي عريق يعرف هموم المهنة هو الصديق فيصل الشبول.
 
كان لافتا في هذه الانتخابات، تشكيل قوائم وطرح برامج انتخابية، لكن مخرجات الصناديق كانت مختلفة، حيث كان واضحا أن التصويت لم يعتمد على البرامج والقوائم، ولا أستثني نفسي من ذلك، فقد شرفتني بزيارة الى المنزل الزميلة فلحة بريزات، التي تجرأت وكسرت لأول مرة الحاجز الذكوري في الترشح لموقع النقيب، وطرحت برنامجا طموحا مع القائمة التي ترأستها وهي جديرة بموقع النقيب، فأبلغتها أنني أتمنى لها النجاح بصدق، لكنني لن أصوت لها ولست ممن يخدعون، والسبب أنني وعدت زميلا آخر في وقت مبكر.
 
فاز من كلتا القائمتين المعلنتين زميلان فقط، وهذا يعكس إشكالية مزمنة، فانتخابات الصحفيين كانت دائما، ذات بعد مطلبي وكان الاهتمام السياسي في الحملات الانتخابية هامشيا، وأظن أن ذلك يرتبط بأهمية وسائل الإعلام بالنسبة للحكومات والسعي الدائم لاحتوائها.
 
نظريا يفترض أن يكون الوسط الصحفي والاعلامي، في طليعة النخب المهنية والاجتماعية في تكريس الممارسة الديمقراطية، المبنية على البرامج المطلبية والسياسية، وإذا ربطنا هذه الحالة بمخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، فربما تشكل انتخابات الصحفيين عينة، في خريطة «المسافات الطويلة» التي رسمتها اللجنة لبلوغ الحالة الديمقراطية المنشودة، وحددت لها سقفا زمنيا يقدر بنحو 15 عاما، لوصول الاحزاب البرامجية الى 65 بالمئة من مقاعد البرلمان.
 
وإذا قارنا انتخابات الصحفيين مع انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين فتبدو الصورة مختلفة، حيث يغلب الطابع السياسي على انتخابات الكتاب من خلال تيارات سياسية، والمفارقة أن ثمة تداخلا بين الصحفيين والكتاب فالعديد منهم يجمع بين عضويتي النقابة والرابطة، وهؤلاء يصوتون في النقابة بطريقة مختلفة عن الرابطة، وبظني أن ذلك يعود الى سببين، وهما أن بين الكتاب زملاء ذوي خلفيات أيديولوجية وحزبية ينتخبون على أساسها، ثم أنه رغم حالة الفقر التي يعيشها نسبة كبيرة من الكتاب، لكن عددا كبيرا من أعضاء الرابطة «متحررون» من التزامات وقيود الوظيفة الحكومية أو شبه الرسمية.