عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Nov-2023

أكيد العملية مش سهلة*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

الأخبار الغزيرة التي تقدمها جريدة الدستور؛ إلكترونيًا، ويتم توزيعها على العديد من المواطنين والصحفيين برسائل وروابط عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي المحملة على الهواتف الشخصية، لا يمكنني إحصاؤها، وفيها متابعات حثيثة لكل حدث وموقف على صعيد المعركة، بل قل «حرب الإبادة « التي يشنها الجيش العنصري المجرم، المأزوم، ضد الأبرياء في قطاع غزة، وحرب العصابات التي ينفذها قطعان المستوطنين في الضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 48، وتتخذ المواقف الأردنية التي يتخذها جلالة الملك وولي العهد وجلالة الملكة، وسائر المسؤولين في الدولة، وكذلك أخبار الـ»طوفان الشعبي الأردني» العارم، الغارق بالعواطف الصادقة .. وكل الأخبار الدولية المتعلقة بهذه الحرب المجرمة، كلها تحظى بتغطية حثيثة من جريدة الدستور، وتنال جهودا كبيرة من الصحفيين والفنيين وسائر المختصين في الجريدة، واتخذت عنوانا لمقالتي من العبارة التي وردت على لسان سمو ولي العهد، حين تواجد أمس الأول في العريش المصرية ( أقرب نقطة من الغرب لقطاع غزة)، في الفيديو الذي قام الزميل الأستاذ رئيس التحرير بتوزيعه بإرساله لكل قراء ومتابعي «الدستور»، علاوة على الصحفيين والعاملين في الدولة..
موجها كلامه للكوادر الطبية الأردنية المتوجهة للعمل في المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة، حيث ابتدأ حديث ولي العهد «حسب الفيديو» بعبارة (أكيد العملية مش سهلة..بس أهم اشي المعنويات تظل عالية)، وأضاف سموه ( المعروف أن الجيش العربي يقوم بواجباته، وأقل شيء نفعله أن نحاول مساعدة إخواننا الفلسطينيين في غزة...)...
علما أن ما يقوم به الجيش العربي، وما تقوم به الدولة الأردنية ممثلة بجلالة الملك وسائر مسؤوليها ومواطنيها، ليس قليلا، وذلك لأن «العملية مش سهلة».. ودعونا نتحدث بكلام منطقي في هذه المقالة، مع الاحتفاظ بحقنا في كل العواطف المتأججة تضامنا مع أهلنا في غزة ومع كل فلسطيني حول العالم:
لا توجد ولا جهة واحدة في العالم، لم تعبر عن صعوبة وتفرد هذه الحرب المتوحشة، وكل الأطراف المشاركة فيها أو الأطراف الدولية، وحتى الشعبية حول العالم، كلها تؤكد أن هذه الأحداث ليست سهلة، ولا أحد من الجهات كلها كان وحتى « مازال» يملك تصورا أو فرصة لفعل المطلوب، ربما سوى المقاتلين في غزة، هم فقط الذين لديهم تصور مسبق عن هذا الحدث الكبير، أما الآخرون، سواء جيش الاحتلال المجرم، وكل الدول التي تشاركه وتدعمه في حرب الإبادة، فلا أحد منهم يعلم يقينا أين ستقود تلك الحرب البشعة، ولعل هذا الموقف الدولي الذي تقوده أمريكا، المشاركة في هذه الحرب القذرة، ساهم في «مزيد من الصعوبات» أمام كافة الأطراف الدولية وحتى الشعوب، حتى لتحديد المطلوب من دولهم ومن العالم تجاه هذا الحدث الجلل، وهو موقف «مع فارق التشبيه»، يذكرني بتصرفات الدول والناس حول العالم مع «جائحة الكورونا» بداية ظهورها وانتشارها، حيث لا معلومات ولا خبرات ولا رؤية واضحة لدى الجميع، وهو ما حدث منذ 7 اكتوبر، ويحدث حتى اليوم..جريمة حية تجري بلا انقطاع، وتتوالى فصولها الدموية والارهابية الصهيونية بما لا يمكن حصره، ولا التنبؤ بمآلاته حتى بالنسبة لمن يقوم بهذه الجريمة، فالمجرم ما زال فاقدا للبصر والبصيرة «بلاخم ملاخمة»، وهذا ما يزيد من صعوبة التكهن والتصرف واتخاذ المواقف الحاسمة من قبل الجهات الدولية.
لا نقول بأن الأمر مختلف مع الأردنيين، حكومة وشعبا ومؤسسات، حتى جلالة الملك، يقوم بما ينسجم مع دوره وواجبه وتاريخه الشخصي، وخط السياسة الأردنية الملتزم بفلسطين وقضيتها وحقوق شعبها، والملتزم بدرجة موازية» مع المصالح الأردنية العليا، ولا حلول سحرية يملكها الأردن، وحتى «أريح بعض المتحمسين والمتآمرين والمشككين «.. ولا حتى قرار الحرب يمكننا اتخاذه لوقف حرب الإبادة، (نحارب مين ولا مين؟!)..نقول هذا ونعلم بأن موقفنا كدولة وكشعب عربي شقيق للشعب الفلسطيني، هو أكثر المواقف صدقا وتقدما في دعم فلسطين وأهل غزة، حتى الأجهزة الأمنية، التي لن تسلم منا نحن لو حدثت أخطاء لتوريط البلد بأحداث خارجية أو داخلية «جارفة»، أقول حتى هذه الأجهزة وسائر منتسبيها، قامت بواجبها المتماهي مع مشاعر كل فرد فيها، ومشاعر جلالة الملك وسمو ولي العهد ورئيس الحكومة.. ومشاعر كل أردني، صلى وبكى وامتنع عن الطعام قهرا وكمدا، كثيرون من الجنود، تعاطف وحزن على ما يجري من جرائم بحق أشقائنا أمام سمع وبصر العالم المنافق، وللدقة يمكنني القول بأن «العسكر» في الأردن، هم الأكثر تأثرا بالذي يجري من جرائم، وهم أكثرنا شعورا بالواجب والمسؤولية لحماية شعبين وبلدين.. فحين نذكر الناس بالعقلنة وعدم المزايدات، وعدم «الشطط»، فنحن إنما نقول «سيطروا على غضبكم وعبروا عنه بكل وسيلة» لكن افهموا أن المسؤولية الحرجة ملقاة على أكتاف الدولة ملكا وحكومة ومؤسسة عسكرية وأمنية..
وللحديث بقية وفصول فالعملية ليست سهلة أبدا.