عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-May-2019

في الجانب الصحیح من التاریخ - دیفید فریدمان
اسرائیل ھیوم
في 14 أیار 2018 دشنت الولایات المتحدة أخیرا سفارتھا في القدس، عاصمة إسرائیل الأبدیة.
وبھذا القرار الشجاع، یكون الرئیس ترامب لیس فقط نفذ أمر الكونغرس الأمیركي قبل 23 سنة بل
واعترف ایضا بالحقیقة – حقیقة تعود إلى 3 آلاف سنة یحاول اعداء إسرائیل شطبھا منذ زمن
بعید.
منذ بدایة ایام الولایات المتحدة كجمھوریة، كانت القدس على رأس فرحھا في العام 1844 عین
القنصل الأمیركي العام الأول في المدینة، ووردر كرسون، وفور تعیینھ من وزیر الخارجیة اعلن كرسون بان الحقوق التي یتمتع بھا الأمیركیون من خلال ”وثائق الدفاع“ الدبلوماسیة ستنطبق ایضا على یھود القدس. وفتح الحضور القنصلي الدائم في داخل باب یافا في العام 1857 ،والحضور الدبلوماسي في داخل أو قرب البلدة القدیمة بقي منذئذ.
قبل وقت قصیر من مقتلھ، قال الرئیس الاسبق ابراھام لینكولین لزوجتھ انھ یتوق لزیارة القدس، فیما أن الرئیس یولسیس غرانت والكاتب مارك توین زارا القدس في منتصف القرن التاسع عشر بل وكتبا الكثیر عن تجربتھما، ولكن غرانت وتوین لم یتأثرا كثیرا بالقدس في زیارتیھما ووصفاھا كفقیرة، صعبة على الاقامة وغیر متطورة.
بقي ھذا الوضع في البلدة القدیمة حتى القرن العشرین، بما في ذلك بعد أن استبدل الحكم العثماني بالحكم البریطاني ابتداء من العام 1917 .في العام 1967 اعید توحید القدس كمدینة واحدة، تحت حكم اسرائیلي، وفور ذلك تقریبا بدأت تنمو وتزدھر. لاول مرة في تاریخھا، بدأت القدس تصبح
مدینة حرة، مفتوحة امام المؤمنین من كل الادیان الابراھیمیة الثلاثة.
كثیرون في الولایات المتحدة انتبھوا لھذا التغییر، وفي العام 1995 اقر الكونغرس باغلبیة ساحقة ”قانون السفارة“، الذي یعترف بالقدس كعاصمة دولة اسرائیل ویستوجب نقل السفارة الامریكیة
الیھا. الرؤساء السابقون بیل كلینتون، جورج بوش الابن وبراك اوباما، وجدوا اسبابا مختلفة، بموجبھا یكون ممكنا الامتناع عن تنفیذ ھذا القانون. فوقع الرؤساء الثلاثة ما مجموعھ اكثر من 40 اعفاء، كي یؤجل موعد نقل السفارة.
وعندھا جاء الرئیس ترامب. رئیس اعترف بالحقیقة – بان القدس كانت، ھي، ودوما ستكون، عاصمة اسرائیل. فقد انتبھ للمساعي الكاذبة والحقیرة التي قامت بھا الیونسكو ومجلس الأمن لنفي العلاقة التوراتیة، التاریخیة، والعملیة لإسرائیل بالقدس، ورفض العمل على سیاسة خارجیة تقوم على اساس أي شيء یخطئ الحقیقة.
الرئیس ترامب، مثل مرشحین دیمقراطیین وجمھوریین تنافسوا قبلھ، وعد في اثناء حملة الانتخابات
بنقل السفارة. ولكن بخلاف اسلافھ في البیت الابیض، نفذ الرئیس ترامب وعده.
السفارة الامریكیة في القدس مفتوحة منذ سنة كاملة، یوجد لنا مجال جمیل في حي ارنونا ومبان
رائعة ایضا في شارع اجرون في وسط المدینة. اكثر من مئة دبلوماسي امریكي یصلون الى العمل
في المدینة في كل یوم ویعملون الى جانب اسرائیلیین وفلسطینیین. أمیركیون وسیاح یأتون الى
المكان فقط كي یأخذوا لانفسھم صورة او لیصلوا.
بخلاف كل التوقعات المتكدرة، كان نقل السفارة نجاحا مدویا یساعد في تحقیق التعایش، التعاون
المتبادل وكذا التعاون الثقافي بین الاسرائیلیین، الامریكیین والفلسطینیین. ولكن فوق كل شيء،
تمثل السفارة الأمیركیة في القدس الحقیقة، التي ھي الاساس لكل سیاسة ناجحة. ان نقل السفارة الأمیركیة یضع الولایات المتحدة جیدا في الجانب الصحیح من التاریخ.