عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Nov-2023

الاقتراب من إبرام صفقة

 الغد-هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل   21/11/2023
بعد اسبوع من التأخير والتعرجات يبدو أن هناك تقدما كبيرا في الاتصالات غير المباشرة بين اسرائيل وحماس بشأن صفقة أولية لإطلاق سراح مخطوفين في غزة. رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، التقى أمس للمرة الاولى بعد بضعة اسابيع مع عدد كبير من عائلات المخطوفين، وهي خطوة يمكن أن تشير الى بداية تغيير في المأساة المتواصلة. في نفس الوقت، قال أمس الرئيس الاميركي بأنه يأمل في أن يتمكن الطرفان من استكمال الصفقة في القريب.
 
 
 مساء أول من أمس عقد مجلس الحرب جلسة اخرى لمناقشة الاقتراح الاخير للصفقة التي تم نقله عبر قطر. يمكن معرفة شيء ما من الصورة التي نشرها مكتب وزير الدفاع، يوآف غالنت، ومن المشاورات السابقة في هذا الشأن. غالنت يظهر فيها الى جانب ضباط كبار في الجيش، لكن بجانبه يجلس ايضا المسؤلان عن ادارة المفاوضات عن الطرف الاسرائيلي: رئيس مركز الأسرى والمفقودين، الجنرال احتياط نيتسان الون، ورئيس الموساد دافيد برنياع.
خلال الاسبوع الماضي عقدت في المستوى الامني والمستوى السياسي عدة مشاورات حول الصفقة. الاختلافات العاصفة تسربت الى الخارج. الآن يبدو أنه يوجد تغيير وهو يرتبط بالاستعداد الواضح لرئيس حماس، يحيى السنوار، للتقدم نحو الصفقة. ولكن في نفس الوقت حدث تغير في الطرف الاسرائيلي، ويبدو أنه يكمن في الاساس في ادراك غالنت ورئيس الاركان هرتسي هليفي بأن اسرائيل لا يمكنها التركيز فقط على العملية العسكرية الهجومية في شمال القطاع. يجب على جهاز الامن، الذي فشل فشلا ذريعا، الذي مكن من حدوث المذبحة في 7 تشرين الاول، أن يبدأ في التصحيح. والتصحيح لا يقتصر فقط على احتلال منطقة وقتل المهاجمين. أولا وقبل كل شيء هو يرتبط بمحاولة اعادة على الاقل في المرحلة الاولى الأمهات والاطفال المخطوفين.
 خلال ايام بث كبار الضباط في جهاز الامن خط بحسبه فقط العملية البرية هي التي ستؤدي الى الضغط على حماس، وبشكل غير مباشر ستؤدي الى تقديم تنازلات من قبل السنوار في المفاوضات. هذا كان يختلف عن الخط الذي عبر عنه بني غانتس وغادي ايزنكوت، وزراء المعسكر الرسمي، في لقائهم مع عائلات المخطوفين الذي تم بث تسجيلات منه في "اخبار 12". غانتس وايزنكوت تحملا المسؤولية عن الفشل، لكن في 7 تشرين الاول هما كانا في المعارضة ولم يكونا يشغلان أي منصب عسكري أو سياسي.
 لكن موضوع الصفقة لم يتم اغلاقه بعد. فالامر يتعلق كما يبدو بنقاط خلاف بين الطرفين، لكن ايضا بشخصية السنوار. منذ بداية الحرب هناك صعوبة متزايدة امام اسرائيل في قراءة خطواته. ومثال بارز على ذلك هو تعامل رئيس حماس مع المخطوفات اللواتي لديهن الجنسية الروسية. الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، يؤيد حماس بشكل غير مباشر، التي تحارب اسرائيل. وفي حماس هم معنيون بالحصول على تعاطف موسكو معهم. رغم ذلك هذه القضية لم يتم حلها بعد. السنوار يعتبر في اسرائيل شخص غير متوقع وما يزال يمكنه التشويش على الصفقة.
حسب الصفقة التي تلوح في الأفق فإن النية هي أن تعيد حماس في المرحلة الاولى 50 امرأة وطفلا. وهناك نقاش ايضا حول عشرات المخطوفين الذين حسب اقوال حماس هم محتجزون لدى فصائل فلسطينية اخرى وعائلات في غزة. في المقابل، حماس ستتسلم حوالي 150 سجينا فلسطينيا، نساء وقاصرين، الى جانب الامر الاكثر اهمية بالنسبة لها – خمسة ايام من وقف اطلاق النار. حماس تطالب ايضا بأن توقف اسرائيل الطيران في سماء القطاع اثناء وقف اطلاق النار.
 في هذه الاثناء كان هناك أمس حدث مهين في الكنيست. قوة يهودية، قائمة اليمين المتطرف برئاسة ايتمار بن غفير، طرحت مشروع قانون لفرض عقوبة الاعدام على المقاتلين. هذه الهستيريا المدحوضة والزائدة جاءت في توقيت فظيع ومخيف، حيث عائلات المخطوفين تناضل من اجل اطلاق سراح اعزائها وتخشى من خطوات حماس، التي فقط في هذا الاسبوع اعلنت عن قتل جندية في الأسر. هذا لم يزعج اعضاء الكنيست في قائمة بن غفير للتطاول على أبناء العائلات في الوقت الذي كانت تتوسل اليهم من اجل شطب مشروع القانون من جدول الاعمال.
هذا القانون لن يمر الآن، لكن هذا السيرك القبيح في الكنيست عكس نقاط حضيض اخرى في ولاية الحكومة الاكثر فظاعة في تاريخ اسرائيل. بن غفير لا يهمه ذلك بالطبع. فهو في حملة فلماذا يعنيه المخطوفين الذين في معظمهم أصلا لم يصوتوا له؟ قرار نتنياهو عدم التدخل في هذه الامور اثبت فقط الى أي درجة رئيس الحكومة يخضع لابتزاز شركائه في الائتلاف.