عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Mar-2020

بيبي والطيبي - جدعون ليفي

 

هآرتس
 
توجد خطوة واحدة يمكن لنتنياهو أن يقوم بها الآن، وهي التي يمكنها تغيير الطريقة التي سيسجل فيها في التاريخ. ويبدو أنه لا توجد أي احتمالية لأن يقوم بها. ومع ذلك، يمكنه أن يصلح قليلا اضراره وأن يخلف وراءه تراث مدهش. بعد كل التحريض منفلت العقال ضد العرب في اسرائيل، يستطيع نتنياهو استدعاء ممثلي العرب، اعضاء القائمة المشتركة، الى طاولة حكومة الطوارئ التي يبدو أنها ستشكل، وأن يعطيهم وظائف وزارية حسب مؤهلاتهم. لا يمكن المبالغة في اهمية هذه الخطوة، خاصة في الاجواء العامة في ايامنا العنصرية هذه التي لم تشهد لها اسرائيل مثيل من قبل.
ليس واضحا لماذا حكومة الطوارئ ضرورية. أبعاد الذعر في اسرائيل بسبب فيروس الكورونا والخطوات المتشددة التي تم اتخاذها، سواء كانت مبالغ فيها أو مبررة، سيتم فحصها فقط مع مرور الوقت. ومن اجل محاربة الفيروس نحن لسنا بحاجة الى حكومة واسعة. لا يوجد معسكران في اسرائيل فيما يتعلق بالكورونا، أحدهما معه والآخر ضده. ولا توجد أي دولة قامت بتغيير تشكيلة الحكومة بسبب الكوفيد 19. ولكن يتبين أن تشكيل حكومة طوارئ هو المخرج الوحيد من الطريق السياسي المسدود. لذلك، من الافضل تشكيلها. ضم القائمة المشتركة، ليس بسبب طلب بني غانتس بل بمبادرة نتنياهو، يمكن أن يكون بمثابة خطوة تغير قواعد اللعب. هو سينقي بمرة واحدة الاجواء المتكدرة والخطيرة، وسيغير مكانة المواطنين العرب، وربما حتى مصير رئيس الحكومة. واكثر من ذلك، المناورات التي قام بها في السابق، هذه الخطوة يمكنها تخليصه منها، على الاقل من ناحية التسجيل الذي سيخلفه وراءه.
لم تكن اوقات مثل هذه الاوقات السوداء في تاريخ الدولة. العرب في اسرائيل لم يتم عرضهم في أي يوم بصورة شيطانية الى هذه الدرجة. والخوف منهم وكراهيتهم لم تكن موجودة في اوساط هذا العدد الكبير مثلما هو الوضع الآن. ونتنياهو ليس المتهم الوحيد بهذا الوضع. لا يوجد نقص بالعنصريين والمحرضين في أي حزب صهيوني، وفي ضمنهم من يهاجمون نتنياهو الآن بسبب عنصريته، مثل يئير لبيد الذي صك تعبير “الزعبيين”. الخوف من القائمة المشتركة اصاب الاسرائيليين. نتنياهو قاد الجوقة واليمين آثار الرعب كالعادة وازرق ابيض قام بارسال الموسيقيين لديه وحزب العمل لم يعارض ذلك. النتيجة هي أن القائمة المشتركة التي اعضاؤها هم من اكثر اعضاء الكنيست إثارة للانطباع، الذين برنامجهم السياسي لا يعرض للخطر أي أحد في اسرائيل، وتأثيرهم على أي حكومة سيكون قليلا – اصبحت تشكل خطرا وجوديا.
إن الحجر الذي رماه العنصريون الاسرائيليون سيصعب إخراجه من البئر. وهناك طريقة واحدة فقط لشفاء الجروح وهي استدعاء أيمن عودة ومطانس شحادة واحمد الطيبي ومنصور عباس كي يكونوا شركاء في حكومة الطوارئ المؤقتة. وبدلا من “بيبي أو الطيبي” يصبح لدينا “بيبي والطيبي”. واذا قام نتنياهو باقتراح ذلك فهو سيطهر اوكار العنصرية التي نشرها. لن يتجرأ أحد في حزبه من الوقوف ضده، حيث إن الحديث يدور عن محاربة الكورونا. ازرق ابيض سيضطر الى الانضمام بدون اليمينيين فيه الذين سيبقون منبوذين في الخارج، ومنهم أورلي ابكاسيس. هذه ستكون حكومة وحدة لم يكن لها مثيل في أي يوم. فللمرة الاولى ستكون لنا حكومة تمثل كل مواطني اسرائيل. وللمرة الاولى ستكون لنا ديمقراطية مساواتية. وللمرة الاولى سيكون 120 عضوا في الكنيست وليس 105. هدفها الذي هو محاربة الكورونا سيغطي بشكل مؤقت على جميع الخلافات. فنحن في حالة طواريء.
اعضاء القائمة المشتركة لن يضطروا الى المشاركة في جرائم الاحتلال، والاغلبية الصهيونية لن تضطر الى الاعتراف بحق العودة. الحديث يدور عن حكومة مؤقتة لها هدف واحد. وفي نهاية المطاف ربما يكون وزير الصحة هو طبيب – الطبيبان الوحيدان في الكنيست هما الدكتور الطيبي وطبيب الاسنان الدكتور عباس – وهو أمر غير بسيط في اوقات الشدة. وزير صحة عربي ناجح في هذا الوقت سيغير الخطاب أكثر من ألف صيدلي في “السوبر فارم”. ويمكننا وعد الاسرائيليين الذين يخافون من العرب بأن كل عضو من اعضاء الكنيست في القائمة المشتركة سينفذ المهمة الملقاة عليه بصورة جدية واخلاص. ويمكننا رؤية أن الشيطان هو ليس شيطان وأن اكاذيب التحريض حول الاخطار الامنية للعرب سيتم دحضها جميعها، واسرائيل ستشكر اله الكورونا. هل هذا حلم؟ هذا كما يبدو.