بعد نشر تقرير عن إبعاد نجل السيسي.. الأمن المصري يختطف الصحفي شادي زلط
الجزير نت - عبد الرحمن محمد - ألقت قوات الأمن المصرية القبض على الصحفي شادي زلط من منزله فجر السبت، حسب بيان من موقع "مدى مصر" الإخباري (مستقل) الذي يعمل فيه زلط.
وقال الموقع إن "أربع ضباط بملابس مدنية داهموا منزل شادي زلط (37 عاما) الذي يعيش فيه مع زوجته وابنته، فجر السبت 23 نوفمبر/تشرين الثان الجاري، وطالبوه بالذهاب معهم دون أن يفصحوا عن هويتهم أو يظهروا أمر الضبط والإحضار، بينما بقيت عناصر أمن أخرى مسلحة خارج المنزل".
وكان موقع "مدى مصر" قد كشف منذ يومين أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اتخذ قرارا بإبعاد نجله الأكبر محمود السيسي عن المشهد السياسي في البلاد، عبر تكليفه بمهمة عمل طويلة في بعثة مصر العاملة في روسيا، وهو الأمر الذي أثار جدلا في الساحة الإعلامية بمصر.
ونقل الموقع عن مصدرين منفصلين داخل جهاز المخابرات العامة أن القرار صدر بعدما أثرت زيادة نفوذ محمود -الذي يعمل وكيلا لجهاز المخابرات العامة- سلبا على والده، حسبما رأى بعض المنتمين للدائرة المحيطة بالرئيس، بالإضافة لعدم نجاح الابن في إدارة عدد من الملفات التي تولاها.
وأفاد بيان "مدى مصر" بأن الشرطة صادرت جهازي الحاسب المحمول الخاصين بالصحفي شادي زلط وزوجته، أثناء القبض عليه، قبل أن يعودوا مرة أخرى ويطلبوا هاتفه المحمول، وأخبروا زوجته أنهم سيذهبون به إلى مديرية أمن الجيزة، إلا أنها لم تتأكد بعد من حقيقة احتجازه هناك أو في مكان آخر.
وحسب البيان، فإن الصحفي شادي زلط يمتهن الصحافة منذ سنوات طويلة، ويعمل محررا في "مدى مصر" منذ 6 سنوات.
وقال الموقع إن زلط "لم يُذنب في شيء سوى استخدام الكلمات لنقل اﻷخبار، ولا يعني القبض عليه سوى تصعيد جديد في الحملة التي تشنها الحكومة ضد الصحافة في مصر"، محملا السلطات المصرية مسؤولية سلامته، كما طالب بإطلاق سراحه فورا ودون شروط.
وفي هذا السياق، كتب وكيل نقابة الصحفيين الأسبق خالد البلشي على صفحته بموقع فيسبوك "الحرية لشادي زلط.. صحفي جديد ينضم لقائمة الصحفيين المحبوسين".
بدوره أكد قطب العربي رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام والأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة، أن القبض على الصحفي شادي زلط مرتبط بما نشره الموقع عن إبعاد نجل السيسي إلى روسيا.
وتوقع في حديثه للجزيرة نت أن يخضع شادي لتحقيقات مكثفة في أقبية المخابرات وليس النيابة لمعرفة مصادر المعلومات التي نقل الموقع عنها، وأنه ربما يتعرض لتعذيب في سبيل الحصول على أي معلومات منه.
وأضاف العربي "للأسف الشديد فقد انضم شادي لطابور طويل من الصحفيين والإعلاميين السجناء حاليا، يعاني الكثير منهم أمراضا تحتاج إلى علاج خارج السجن، لكن إدارة السجن ترفض ذلك، ولم يكلف نقيب الصحفيين ضياء رشوان نفسه بمقابلة بعضهم خلال زيارته التلفزيونية لمجمع سجون طرة".
وبحسب المرصد العربي لحرية الإعلام (منظمة حقوقية مستقلة)، فإن السلطات المصرية تعتقل أكثر من 85 صحفيا وصحفية، في حين بلغ عدد الصحفيين والإعلاميين المعتقلين حسب تقدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان (مجتمع مدني)، 34 صحفيا وإعلاميا.
المصدر : الجزيرة