عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jul-2022

غليان فلسطيني واحتشاد لحماية “الأقصى”

 الغد-نادية سعد الدين

 يتقاطر الفلسطينيون اليوم للاحتشاد الواسع بالمسجد الأقصى المبارك للتصدي لاقتحام المستوطنين المتطرفين تلبية لمطالب ما يسمى جماعات “الهيكل” المزعوم، تزامناً مع استمرار أجواء التوتر والغليان الشديدين في الضفة الغربية نتيجة تصعيد الاحتلال الإسرائيلي وسط دعوات فلسطينية لمواجهة عدوانه.
وانطلقت الدعوات الفلسطينية الحثيثة في عموم فلسطين المحتلة للاحتشاد في المسجد الأقصى وتكثيف التواجد فيه، تحت عنوان “سيجناك قلوبنا”، مع ضرورة المشاركة الواسعة في أداء صلاتي الفجر والجمعة، وذلك لحمايته والدفاع عنه، ضد مخططات التهويد الإسرائيلي التي يتعرض لها.
وتتواصل الدعوات الفلسطينية، للاعتكاف في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، اعتباراً من يوم أمس مع بدء العشر الأوائل من ذي الحجة، لصد مخططات التهويد الاستيطانية، التي يحاول الاحتلال فرضها على المقدسات الإسلامية.
وأكدت الدعوات على أهمية تلبية نداء القدس والأقصى، والبدء في الاعتكاف بالمسجد بداية من أمس الخميس، وحتى عيد الأضحى المبارك، في ظل ما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات وتدنيس من جنود الاحتلال والمستوطنين.
وتواصل قوات الاحتلال مخططات تهويدها للمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، بالحفريات وسياسة الإبعاد، والتمدد الاستيطاني، وسرقة الأراضي.
وفي الأثناء؛ اقتحم المستوطنون المتطرفون، أمس، باحات المسجد الأقصى، من جهة “باب المغاربة”، وقاموا بتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الطقوس التلمودية العنصرية والاستماع لشروحات مزيفة عن “الهيكل” المزعوم، تحت حماية أمنية مشددة من قوات الاحتلال.
واعتقلت قوات الاحتلال اثنين من حراس المسجد الأقصى أثناء تأدية عملهما عند “باب الملك فيصل” بالقدس المحتلة، وسط تصد الفلسطينيين لعدوان الاحتلال والمستوطنين.
وتشهد فترة الاقتحامات إخلاء قوات الاحتلال المنطقة الشرقية من المسجد من المصلين والمرابطين، وذلك لتسهيل اقتحام المستوطنين، وذلك في إطار محاولات الاحتلال لفرض مخططات التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى.
فيما ما تزال مدينة نابلس، وبقية أنحاء الضفة الغربية، تشهد توتراً وغلياناً شديدين عقب اقتحام قوات الاحتلال للمنطقة بحجة توفير الحماية لاقتحام المستوطنين “لقبر يوسف”، والذي خلف عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، جراء إطلاق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز بشكل عشوائي تجاه الفلسطينيين.
فيما تصدى الشبان الفلسطينيون لعدوان الاحتلال، مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة نجم عنها عدة إصابات في صفوف المستوطنين المتطرفين.
وأعلن جيش الاحتلال، أمس، إصابة قائد جيش الاحتلال لمنطقة شمال الضفة الغربية، بالإضافة إلى مستوطنين برصاص مقاومين فلسطينيين، خلال اقتحام جيش الاحتلال لمدينة نابلس لتأمين اقتحام المستوطنين “لقبر يوسف”، مما تسبب أيضاً في وقوع الإصابات بين الفلسطينيين.
وفي وقت سابق، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة “قبر يوسف” بهدف تأمين اقتحام المستوطنين للمكان لأداء صلوات تلمودية مزعومة فيه، فيما شارك لاحقًا المئات من المستوطنين في عملية الاقتحام، مما أدى لاندلاع المواجهات بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين الذين أغلقوا الطريق بالحجارة، وأشعلوا الاطارات المطاطية، ورشقوا قوات الاحتلال بالزجاجات الفارغة والحجارة.
في حين أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الفلسطينيين، مما أدى لإصابة عدد كبير، الغالبية العظمة منهم بالاختناق بفعل إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع.
بينما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، من بينهم قيادي في حركة الجهاد الإسلامي من محافظة جنين.
من جانبها، نددت الفصائل الفلسطينية بعدوان الاحتلال والمستوطنين في نابلس، مؤكدة أهمية تصدي الفلسطينيين لعدوانهم، والذي يؤكد أن “انتفاضة الشعب الفلسطيني مستمرة حتى دحر الاحتلال عن الأرض والمقدسات، وفق حركة “حماس”.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية، ما وصفته “بالاقتحام الهمجي” الذي نفذته قوات الاحتلال في مدينة نابلس، منددة “بجرائم الاحتلال والمستوطنين المتواصلة ضد الفلسطينيين ومقومات وجودهم في أرض وطنهم”.
وأكدت أن سلطات الاحتلال ماضية في تنفيذ مشاريعها الاستعمارية التوسعية وتحقيق الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس المحتلة، بما يؤدي إلى تقويض أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
وأشارت إلى أن لانتهاكات الاحتلال أبعادا خطيرة على ساحة الصراع وفرص تحقيق السلام وثقافته، وعلى حياة الفلسطينيين، وحجم الألم والمعاناة التي يتكبدونها، بسبب الجرائم الإسرائيلية التي ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يحاسب عليها القانون الدولي.
وانتقدت “الخارجية الفلسطينية” الصمت الدولي والأميركي حيال التصعيد الإسرائيلي الخطير، معتبرة أن غياب مساءلة ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته وجرائمه يمس مصداقية مفهوم العدالة الدولية، ويشكك بجدية المجتمع الدولي في احترام التزاماته المعلنة على الأقل.