عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Sep-2020

لا مجال للتلاوم*شحاده أبو بقر

 الراي

دخلنا مرحلة الانتشار المجتمعي لفيروس كورونا ولا مجال بعد لتبادل الملامات والاتهامات، وإنما المجال الآن هو فقط للتضامن والتعاون والتكافل، كي نتمكن بعون الله من صد هذا الخطر الداهم.
 
المطلوب الآن منا جميعا حكومة ومواطنين أن نعمل وبكل الجد والإخلاص لتطبيق كل ما هو مطلوب لمواجهة الجائحة، والمواجهة تتطلب تنسيقا عالي المستوى بين مختلف مؤسسات الدولة، وأهمها الحفاظ على قوة وتماسك القطاع الصحي بشقيه العام والخاص، وتسخير جهوده كلها في التصدي لهذا الداء.
 
وعلى الطرف الآخر من معادلة التضامن والتعاون يأتي دورنا نحن المواطنين الذين نتحمل مسؤولية قصوى في هذا المجال من خلال تطبيق شروط السلامة العامة بكل أبعادها الإجتماعية والاقتصادية وفي سائر ميادين الحياة.
 
إن من الأهمية بمكان، أن يتحمل كل مواطن منا مسؤوليته في تطبيق مبدأ التباعد خارج المنازل وحتى داخلها ما أمكن ذلك، والقناعة التامة بأن ارتداء الكمامة وقفازات اليدين شرط أساسي تحتمه قيمة المواطنة والوعي والإدراك، مثلما تقتضي مهمة التباعد منا عدم إقامة اي مناسبات اجتماعية تستدعي حضور مكثف لعشرات وربما مئات المواطنين.
 
إن علينا حكومة ومواطنين إدراك حقيقة اننا نواجه خطرا جسيما وأن أي إهمال أو تراخٍ أو استهتار بشروط السلامة العامة وتعليماتها يعني بصراحة أننا نعرض أنفسنا وبلادنا ومجتمعنا كله لخطر قاتل، ولا أعتقد أن مواطناً واعياً يمكن أن ينزلق إلى هذا الدرك الخطير جدا.
 
هذا الداء العدو يهاجم العالم كله بشراسة بالغة، وكل بلد يسعى ويجاهد حثيثا للتصدي والمواجهة بقدر إمكاناته وأهمها التقيد الشعبي بشروط وتعليمات السلامة العامة، ونحن في الأردن وقد نجحنا نجاحا باهرا في بداية الأزمة، بمقدورنا اليوم أن نستعيد ذلك النجاح الباهر إذا ما وقفنا صفا واحدا في محاربة الداء وكسب المعركة بإذن الله، وليس سراً أن مخالفة تصدر عن مواطن واحد يمكن أن تفسد جهودنا جميعا، وهنا مكمن الخطر الذي لا يعفي اي فرد منا من مسؤوليته الكبرى على هذا الصعيد، والمجتمع الأردني ليس عدلا ان تكون سلامته وصحته وحياته رهنا باستهتار أحد هنا أو مخالفة أحد هناك.
 
هي مسؤولية جماعية إن نفذناها وطبقناها وفق اصولها نجونا بإذن الله، وإن أهملنا لا سمح الله أدخلنا بلدنا وانفسنا جميعا في خطر ماحق، ولست أظن أردنيا وأحداً يقبل بذلك.