عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Feb-2019

الفنان کنعان یناقش ”تحولات الخطاب في الفن التشکیلي في الأردن“

 

عمان – الغد – نوقشت بالمعھد العالي للآداب والعلوم الانسانیة والاجتماعیة في الجامعة اللبنانیة في بیروت مؤخرا، أطروحة دكتوراه مقدمة من الباحث والفنان التشكیلي إیاد كنعان، حملت عنوان: ”من الحداثة إلى ما بعد الحداثة: تحولات الخطاب في الفن التشكیلي في الأردن ما بین عامي (1950 – 2010) (دراسة سیمیائیة نقدیة مقارنة)“.
وقد ضمت لجنة المناقشة نخبة من أساتذة كلیة الفنون الجمیلة والعمارة في الجامعة، وھم:
الأستاذ الدكتور فیصل سلطان (مشرفا)، والأستاذ الدكتور نزار ضاھر (قارئا ورئیسا للجنة المناقشة)، والأستاذ الدكتور فضل زیادة (قارئا)، والأستاذ الدكتور أكرم قانصو (مناقشا)، بالاضافة إلى الاستاذ الدكتور نسیم خوري (مناقشا)، من كلیة الاعلام والتوثیق، وھو مختص بالاعلام السیاسي وتحلیل ”الخطاب“ الاعلامي، وأحد الأقلاء في العالم العربي الذین حظوا بفرصة التتلمذ على ید مجموعة من الفلاسفة الفرنسیین، ممن أسسوا بحث ”الخطاب“ في الثقافة
الغربیة المعاصرة، أمثال میشیل فوكو (1926 – 1984 ،(ورولان بارت (1915– .(1980 وقد حاول كنعان تطویر نظریتھ في ”السیمیائیة“، لتشمل مبحث ”الخطاب في الفن التشكیلي“، بمرجعیتھ الغربیة والعربیة المتباینة، كحقل معرفي ونقدي جدید، محققا بذلك سبقا نقدیا ونظریا، لجھة اجتراحھ حقلا نقدیا جدیدا في ”السیمیائیة“، ھو حقل ”الخطاب في الفن التشكیلي“، وتمییزه عن حقل ”الخطاب عن الفن التشكیلي“، السائد في الأوساط النقدیة الغربیة والعربیة، ومحاولة تأصیلھ تشكیلیا ونقدیا ونظریا، انطلاقا من حقلھ الأساس ”اللغة“ و“اللسانیات“. فضلا عن تمییزه عن المبحث السیمیائي النقدي المقارن في الحقول غیر اللسانیة الأخرى، خاصة حقل ”الصورة“ والفنون البصریة الأخرى، متخذا من ”الفن التشكیلي“ في الأردن نموذجا تطبیقیا لطرحھ النظري والنقدي الجدید. وقد نال كنعان بموجبھا درجة الدكتوراه اللبنانیة (دكتوراه الدولة) في الفن وعلوم الفن، في تخصص ”الفنون التشكیلیة“، مع تنویھ لجنة المناقشة بالقیمة العلمیة والنقدیة للأطروحة وتمیزھا.
جاءت أطروحة كنعان في أربعة فصول و(571 (صفحة من القطع الكبیر. أما الفصل الأول فقد
تناول فیھ الباحث الخلفیة النظریة للأطروحة، محاولا تقدیم مقاربة نظریة ونقدیة ومفھومیة لموضوعھا، على ضوء الدراسات السابقة التي تناولت الفن التشكیلي في الأردن، ساعیا إلى تقدیم قراءة لأبعادھا النقدیة والخطابیة؛ في الأطر الوطنیة، والعربیة، والاسلامیة، والاقلیمیة، على ضوء الاشكالیات المقترحة في الأطروحة. كما تناول فیھ مفھومي ”الحداثة“، و“ما بعد الحداثة“، محاولا تقدیم رؤیة مفھومیة وخطابیة نقدیة مقارنة لھما، تعكس الاختلاف في تمثلاتھما بین الغرب والعالم العربي، وتؤكد على خصوصیة المنجز التشكیلي في العالمین العربي والاسلامي، وتمتعھ بشخصیة إبداعیة مستقلة عالمیا، بالرغم من حالة التأثیر والتأثر بفنون الغرب، خلافا للأطروحات السائدة الیوم، التي تنفي أیة قیمة إبداعیة للفن التشكیلي في الوطن العربي.
كما حاول فیھ الوقوف على مفھوم ”النظریة“ في الفن التشكیلي، كأساس لمبحث ”الخطاب“، فضلا عن الوقوف على أھم المحطات النظریة التي شكلت المھاد الفلسفي والعلمي لمفھوم ”الخطاب“، لجھة اختبار إمكانیة تطبیقھ على ”حقل“ الفن التشكیلي في العالم العربي، في محاولة لفتح آفاق المبحث الثقافي في المجال الابداعي والتشكیلي على مفھوم ”الخطاب“ وتحلیلھ في الفن التشكیلي، بالاستناد إلى الأسس المنھجیة لـ ”السیمیائیة“، ضمن المرجعیات النظریة النقدیة
مقارنة، التي ترتبط بالضرورة بالعوامل التاریخیة والاجتماعیة والثقافیة والسیاسیة والقیمیة والحضاریة العامة المؤسسة للمجتمع، وتضبط حدود التلقي الجماعي فیھ، كما دشنھا الفرنسي رولان بارت في حقول عدة من قبل، مغفلا الحقل التشكیلي من طرحھ. وھي حالة سمحت بھا ”النظریة النقدیة“ التي سعى كنعان إلى نقلھا إلى مبحث ”الفن التشكیلي“ في العالم العربي، خاصة وأنھا وجدت رواجا في حقلھا الأدبي الأساس، لكنھا بالكاد لامست حقول أخرى مثل حقل الفن التشكیلي، الذي بقي أسیر الأطروحات البنیویة والتفكیكیة.
أما في الفصل الثاني فقد توقف فیھ الباحث عند مفھوم ”الخطاب“ كمعطى سیمیائي نقدي مقارن،
یختلف في ظروف اشتغالھ عن البنیویة التي سبقتھ، والتفكیكیة التي تلتھ، خاصة لجھة الوقوف عند الاشكالیة الاصطلاحیة والمفھومیة لمصطلح ”الخطاب“، ومحاولة رسم ملامح مصطلح ومفھوم ”الخطاب في الفن التشكیلي“، وتأصیلھ نظریا ونقدیا، ومحاولة رسم خطوط أولیة لملامح تحلیل ”الخطاب في الفن التشكیلي“، انطلاقا من خصوصیة الفن التشكیلي في الوطن العربي.
في الفصل الثالث توقف الباحث عند الملامح الأساسیة لخطاب ”الحداثة“ في الفن التشكیلي في
الأردن، وعلاقتھ بأجیال ”الحداثة“ في الفن التشكیلي في الأردن، التي أسھمت في رسم ملامح
الثبات والقوة في ”الشخصیة الثقافیة“ الأردنیة المتمیزة عربیا وإسلامیا وعالمیا.
أما الفصل الرابع والأخیر فقد توقف فیھ الباحث عند خطاب ”ما بعد الحداثة“ في الفن التشكیلي في الأردن، محاولا تقدیم قراءة نقدیة لأھم الأحداث السیاسیة والاجتماعیة والثقافیة والاقتصادیة والحضریة المرتبطة ببروز مؤثرات ”ما بعد الحداثة“ في الأردن، والوقوف على الملامح الأساسیة لخطاب ”ما بعد الحداثة“ في الفن التشكیلي في الأردن، وعلاقتھ بتأثیرات تیارات ”ما بعد الحداثة“، التي سعت إلى تأكید ملامح ”الذات الثقافیة“، القائمة على تمییع ”الشخصیة الثقافیة“ الأردنیة وتفتیتھا، والانصیاع الأعمى للخطاب الثقافي للعولمة ”العبر – وطني“، الساعي إلى تفكیك ”الدولة الوطنیة“ في العالم العربي، وتقویض عوامل الثبات فیھا.
یذكر أن إیاد كنعان ھو شاعر وباحث وفنان تشكیلي، مھتم بدراسة الفن التشكیلي في الأردن بشكل خاص، وفي العالمین العربي والاسلامي بشكل عام، من وجھة سیمیائیة نقدیة مقارنة، قدم
العدید من الأبحاث والدراسات التشكیلیة المعمقة، التي حققت حضورا نقدیا أردنیا وعربیا، وقد ُرشح كتابھ النقدي ”تحولات الفن التشكیلي في الأردن من فك الارتباط إلى الربیع العربي – بحث مؤثرات ما بعد الحداثة“، الصادر العام 2014 ،في القائمة الطویلة لجائزة الشیخ زاید للكتاب، في دورتھا العاشرة العام 2016 ،عن فئة الفنون والدراسات النقدیة. كما أقام العدید من المعارض الشخصیة، وقد شارك في العدید من المعارض والتظاھرات التشكیلیة العربیة والعالمیة، في أوروبا وآسیا وأفریقیا.