عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Mar-2023

حروب تتبعها حروب*د. زيد حمزة

 الراي 

حين انتهت الحرب العالمية الثانية بويلاتها وفظائعها قال البعض انها آخر الحروب خصوصا بالنسبة للأوروبيين إذ لا بد انهم تعلموا الدرس القاسي فقد كانوا الأكثر تعرضاً للمعاناة على مدى ست سنوات مريرة، ولما اشتعلت الحرب في فيتنام في غضون وقت غير طويل رد ذاك البعض بانها ليست في اوروبا، مع ان جنودًا أوربيين (فرنسيين) كانوا المعتدين وباتوا جزءاً من وقودها، أمًا الاميركيون فقد تبعوهم وكان ما كان من انسحابهم المخزي بعد أن ارتكبوا شتى الجرائم البشعة في حق شعب صغير مسالم، كل ذنبه انه كان يسعى لتوحيد وطنه والتحرر من الاستع?ار.. وقد نجح آخر المطاف.
 
توالت بعد ذلك الحروب الصغيرة والمتوسطة بلا توقف حول العالم والذرائع جاهزة في كل مرة ثم يكتشف الناس زيفها وسخفها بعد ان تكون الاهوال قد وقعت.
 
تفاقم الوضع الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام ١٩٩٠، وراحت اميركا كقطب اوحد تسعى للهيمنة على العالم وقيادته حسب مشيئتها فواصلت حروبها التي دأبت على شنّها تباعًا منذ انشائها وطالنا منها العديد في العقود الأخيرة، في العراق وافغانستان وليبيا وسوريا عدا عن الحرب المزمنة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني والمتغاضى عنها منذ مائة سنة، ناهيك عن تدبير وتمويل الانقلابات العسكرية الدموية طوال القرن الماضي حول العالم وخصوصًا في ما كانت تسميه الصحافة الاميركية احتقاراً واستخفافًا «جمهوريات الموز في ساحتها الخلفية"! وقد ?صدى لتوثيق هذا الهوس الحربي الاميركي «المستدام» منذ إنشاء الولايات المتحدة على جثث الشعوب الأصلية التي كانت لها حضارات، عدد كبير من المؤرخين الأميركيين مثل هوارد زِن بكتابه «تاريخ الشعوب الاميركية »، وديڤد ڤاين بكتابه «الولايات المتحدة الحربية» الذي تحدث فيه عن حروب لا تنتهي خاضتها اميركا منذ غزو كولومبوس١٤٩٢ حتى حربها على الدولة الاسلامية (داعش) خلال العقد المنصرم، وقد نوقش على راديو رالف نادر من واشنطن في 17/7/2021 وذُكر فيه يومها ان الولايات المتحدة اصبح لها اكثر من ٨٠٠ قاعدة عسكرية في مختلف دول العالم ?ع بعض استثناءات في منطقتنا كإيران واليمن، اما إسرائيل ففيها قواعد اميركية منذ أوائل خمسينات القرن الماضي.. اما كتاب البروفسور ألفريد ماكوي الأخير بعنوان «كي تحكم العالم» فكان عن اخطار حافة الحرب في الباسيفيك بين قوتين عظميين هما الصين والولايات المتحدة، وقد حاور المؤلف حوله على قناة ديموكراسي ناو قبل ايام كل من ايمي غودمان وخوان غونزالس.
 
في مثل هذه الأيام من العام الماضي انفجرت حرب اوكرانيا ولم تكن مفاجئة، وتطايرت التحليلات الاعلامية المتناقضة تصطنع المبررات، وأكثرها الى جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودول حلف شمال الاطلسي ومع الوقت اصبحت أخبار هذه الحرب على التلفزيون كالمسلسلات المملة، ورغم انها شردت الملايين داخل أوروبا وقتلت عشرات الآلاف وتسببت بخسائر مالية هائلة لم يتم حصرها بعد، فإن صناعة الأسلحة انتعشت بالطبع وعلى راسها الاميركية.
 
وبعد.. فهناك وجه آخر للصورة السوداوية يعطي بصيصًا من الامل في السلام والانفراج والانعتاق من قبضة القطب الأوحد، نراه (نحن الذين نحب ان نكون متفائلين) في العودة المفاجئة للعلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بوساطة صينية، بعد انقطاع دام سبع سنوات، وفي التصريحات الحكيمة الشجاعة الصادرة عن البابا فرانسيس يوم الجمعة الماضي في مقابلة على التلفزيون الإيطالي السويسري حيث قال كلاماً غير مسبوق مثل: «ان الحرب في اوكرانيا تحركها وتؤججها مصالح عدة امبراطوريات وليس فقط الامبراطورية الروسية! وانه على استعداد لمقابلة ا?رئيس بوتين من اجل احلال السلام «٠