عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Sep-2025

من غزة الى الدوحة تهديد بلا حدود!*سلطان الحطاب

 الراي 

أستأذن رئيس التحرير في معاودة التعليق على خطاب الملك عبد الله الثاني، لما حوته كلمته القصيرة من معان ودلالات عميقة تعكس الموقف الأردني المتبصر الذي يدرك الأحداث، ويواكبها ويحذر من استمرارها.
 
وكان الملك عبد الله اوضح الرؤساء الذين حضروا القمة ممن ربطوا العدوان على قطر، بالعدوان على غزة، وقد جاء الربط الملكي ذكياً ليؤكد على الطبيعة العدوانية لاسرائيل، وأوصافها المتجلية في القتل والتدمير وتجويع الأبرياء، وخرق القانون الدولي وكل القيم الإنسانية.
 
نعم كان الربط موفقاً ولافتاً أن الحرب مستمرة في غزة وعلى قطر ايضاً، وتأتي هذه الحرب وهذا العدوان على الدوحة، بعد عامين من بدء الحرب الوحشية على غزة، حيث لم ترتو.. اسرائيل من دم الشعب الفلسطيني لذا تواصل حرب الابادة في غزة.
 
القتل الذي مارسته اسرائيل، وصل حد الابادة والتطهير العرقي باعتراف العالم، اذ اعترفت الأمم المتحدة بجرائم اسرائيل الممنهجة في شن حرب التجويع المستمرة.
 
القتل مستمر منذ النكبة عام 1948، وحتى قبلها وقد ارتكبت إسرائيل قبل قيامها وعلى يد المنظمات الإسرائيلية الأرهابية المؤسسة للكيان المحتل أكثر من 45 مجزرة رئيسية اقترفتها قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ حرب 1948، وقبلها والى اليوم، حيث ارتكتب المنظمات الصهيونية، الهاجاناة وشتيرن واتسل وغيرها وامتدادها اليوم، صبية التلال وجماعات دينية وعلمانية متطرفة، وهي الاغتيالات والجرائم حيث اغتالت الوسيط الدولي للأمم المتحدة، الكونت برنادوت، بسبب مواقفه من المخططات الاسرائيلية كما اغتالت روساء البلديات الفلسطينية بالتفجيرات.
 
أما التدمير، فقد بلغ مبلغه، بهدم وتدمير أكثر من 500 قرية وبلدة وحيّ في فلسطين، عشية النكبة، وبعدها، فهدمت بعد المجازر التي ارتكبت مثل، دير ياسين وكفر قاسم والطنطورة وقرية الشيخ، والدوايمه والقائمة طويلة، وقد شمل التدمير بالتفجير ، فندق الملك داوود، في القدس الغربية والذي نسفته العصابات الصهيونية على رأس المقيمين من الضباط الانجليز زمن حكومة الانتداب وكان التدمير ما زال مستمراً الان في غزة، وفي هدم بيوت الفلسطينيين في عموم فلسطين، وتحديداً في الضفة الغربية وقطاع غزة، بحجة عدم الترخيص وغيرها من الحجج الواهنة، وضمن سياسات العقوبات الجماعية، أما خرق القانون الدولي، فذلك ممتد، ولعلها "الدولة" الاولى في العالم لكثرة ما اقترفته من انتهاكات لحقوق الانسان دون أن تجد رادعا رغم قرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وقرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن، فقد ظلت تمارس ذلك دون أن تجد رداعاً عملياً أو عقوبات مانعة، وظلت محمية بالفيتو الأمريكي، حيث أصبحت تتنمر على كل الدول والقرارت، فقد أمنت العقوبة وواصلت ارتكاب المجازر.
 
نعم، وكما قال الملك، عبد الله؛ تمادت اسرائيل في الضفة الغربية في إجراءات تعيق حل الدولتين وصادرت الأراضي واقامت المستوطنات، وهدمت البيوت واقتلعت المواطنين ونفتهم، ولم تكتف بذلك، بل شملت إجراءاتها العدوانية الهمجية، سوريا ولبنان، ومنعت عنهم الاستقرار لتستثمر في الفوضى والانفجار.
 
الملك يعزو التمادي ايضاً الى سكوت المجتمع الدولي والذي سمح لاسرائيل
 
ان تكون فوق القانون وان يحصنها ويحميها ويدافع عنها ويسلحها. وزاد ان ألغى من قرارات الامم المتحدة اعتبار الصهيونية عنصرية في السبعينيات من القرن الماضي.
 
ويرى الملك أنه في مواجهة العدوانية الاسرائيلية الدموية السافرة، لا بد أن يكون هناك موقف من الضحية ومن المعتدى عليه، يدعمه ومنع العدوان عنه وهذه طبيعة الحياة السليمة
 
فماذا علينا أن نفعل نحن في العالم العربي؟
 
وهذا السؤال الذي أطلقة الملك في القمة، في الدوحة ولم يترك الجواب، بل أنه أجاب بالقول،
 
علينا ان نراجع كل ادوات عملنا المشترك لمواجهة خطر هذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة والتي سبق ان وصفها الخطاب السياسي الأردني على لسان وزير الخارجية الصفدي بالمارقة التي تبعث الشر والكراهية.
 
إذن الصورة في بعدين: الفعل وردة الفعل، العدوان يجب ان يقابله التصدي، والاستعداد وهناك ضرورة للمراجعة وتشخيص الحال للاستقرار على اجابة فيها، وصفة ناجحة تاخذ بالأسباب والنتائج
 
إذن العالم العربي والإسلامي الممثل في القمة في الدوحة، يجب ان يدخل الى حالة المراجعة لكل الأعمال المشتركة، سواء كانت على مستوى الدولة الوطنية القطرية أو على مستوى التكتلات، مثل مجلس التعاون الخليجي أو على المستوى الثنائي وفوق الثنائي العربي والإسلامي.
 
الملك قدم تشخيصاً مختصراً وخلص الى القول الذي حملته الخبرة والتجربة والمعاناة في كسر حلقة الجمود والمراوحة والتوقف عن تكرار القرارات والخروج، كما يقول الملك إلى قرارات عملية لمواجهة هذا الخطر، والذي يبدأ بوقف الحرب على غزة، وهي أولوية، وذلك لمنع التداعيات، والتي أبرزها التهجير لشعب غزة الفلسطيني وايضاً لحماية القدس ومقدساتها، التي لم تحترم اسرائيل فيها حقوق اهلها ولا احترمت الوصاية الهاشمية، وانتهكت كل المعاهدات والأعراف والمواثيق الدولية، وأبرزها اتفاقية السلام الأردنية الاسرائيلية وبروتوكول واشنطن بخصوص الوصاية الهاشمية، والمراجعة لا بد أن تقوم ايضاً من أجل وضع الخطط المناسبة لحماية أمن الأمة المشترك ومصالح الأمة ومستقبلها.
 
ورأى الملك ان العدوان على قطر، ما هو الاّ نموذج ودليل على أن التهديد الاسرائيلي ليس له حدود، وأنه تجاوز كل الخطوط والآماد.
 
ولعل الزيارة القطرية التي يقوم بها سمو الشيخ تميم امير قطر إلى الأردن تبعث برسالة واضحة على الرغبة الحقيقية في ترجمة قرارات القمة والوقوف إلى جانب الأردن وإسناده في وجه تحديات الحكومة الاسرائيلية الرعناء التي تفكر في استمرار الهروب إلى الامام بالعدوان والتهجير لمواطني الضفة الغربية وهو ما حذر منه الملك واشهد القادة في قمة الدوحة عليه.
 
وفي مواجهة كل ذلك، يجب الرد على المخططات الاسرائيلية بجدية ووعي وعمل وأن هذا الرد يجب أن يكون واضحاً وحاسماً ورادعا بخطوات يجب ان يقرأها العدو الذي يستخف بالأمة وحقوقها وكرامتها ويثخن القتل والدمار في غزة بلا رادع، ولنا عودة لشرح دلالات ذلك!!