عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-May-2019

نحتفل أردنيين وفلسطينيين بذكرى استقلال الأردن - المحامي علي ابوحبله
 
الدستور - في ذكرى استقلال الأردن ( الثالث والسبعين ) نحتفل أردنيين وفلسطينيين بذكرى استقلال الأردن ونرفع الرايات معا ونحني إجلالا وإكبارا لشهداء الجيش العربي الأردني الذين سقطوا دفاعا عن الأردن و ثرى فلسطين والقدس والذكرى الثالثة والسبعون (73 ) لاستقلال الأردن مسيرة عطاء وتحدٍّ. 
الذكرى الثالثة والسبعون لاحتفال الأردنيين بعيد استقلالهم التي تصادف في الخامس والعشرين من مايو فالمملكة الاردنية الهاشمية تتمتع بموقع جيوسياسي مهم يجعلها تعيش في قلب الأحداث والمخاطر والتحديات التي تفرض على الأردن فرضا وحكمة القيادة الهاشمية جنبتها العديد من المخاطر التي أحدقت في الأردن وحقيقة القول أن الأردن اليوم في الذكرى الثالثة والسبعون لاستقلاله يواجه المؤامرات التي تستهدف النيل من الأردن ومن مكانته بمحاولات النيل من ولايته الهاشمية على القدس والمقدسات فيها ويستجمع الأردن اليوم كل قواه قيادة وشعبا وبتلاحم للتصدي لمؤامرة صفقة القرن ومخاطر التوطين التي تتهدد الأردن. 
إن الإنسان الأردني الذي يشكل أغلى كنوز الدنيا هو الأغلى في هذا الوطن وهو الذي صنع الاستقلال من قبل ويصنع الإنجاز في شتى المجالات وهو الذي يرسم صورة الأردن الحضارية وهو محط العناية والرعاية من لدن قائد المسيرة الملك عبدالله الثاني الذي يرى فيه تقدم الأردن وتطوره ومعنى استقلاله.
ومنذ ذلك التاريخ تاريخ الاستقلال والأردن يسعى بكل طاقاته وإمكاناته لتعزيز البناء الداخلي في كل مجالاته الاقتصادية والعسكرية والعلمية والاجتماعية وتعزيز علاقاته مع أشقائه العرب وتمتين التواصل والتفاعل مع الدول الشقيقة والصديقة على أساس من الاحترام المتبادل والثقة واحترام حقوق الآخرين وتوجهاتهم لحماية منجزات الاستقلال والبناء.
التعريب وإلغاء المعاهدة البريطانية يؤديان لاكتمال الاستقلال بصورته الحقيقية ومنذ تأسيس الإمارة أدرك مؤسس الأردن بعقله الراجح أن استقلال أي دولة من الدول يبقى هشاً ومهدداً وعرضه للتراجع والاهتزاز إذ لم يكن هناك جيش يحمي هذا الاستقلال ويدافع عنه ويحافظ عليه ويذود عن حمى الوطن، وقد أسس الجيش العربي على مبادئ النهضة العربية وحمل أهدافها وغاياتها وكان هذا الجيش منذ نشأته الأولى حريصاً على المساهمة الفاعلة في بناء الدولة الأردنية وتعزيز قدراتها الذاتية حيث شارك في بناء مؤسسات الدولة في مجالات التعليم والصحة وتعزيز آفاق التعاون والعلاقات الاجتماعية وبناء قدرات الإنسان وتأهيله وبناء الشخصية الوطنية الأردنية التي تنامت قدراتها ومعارفها مع تطور الأردن ليتميز هذا الإنسان بقدراته وعطائه وولائه وإخلاصه لوطنه وأمته.
 وحتى يكتمل الاستقلال على أفضل ما يجب أن يكون، تم انجاز الدستور الأردني في عهد جلالة الملك طلال طيب الله ثراه ليتم بناء مقومات الدولة ومؤسساتها على أسس دستورية وليكون هذا الدستور قاعدة تشريعية لحياة المواطن وموجهاً رئيساً لهذه المؤسسات لكيفية التعامل مع حقوق وواجبات المواطن في دولة يحكمها الدستور الذي ما زالت دول كثيرة تطمح لإحقاقه وإقراره.
ومن ثم عندما تسلم جلالة الملك الحسين رحمه الله سلطاته الدستورية قام بتعريب قيادة الجيش وإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية والتوجه نحو بناء القوة الذاتية للوطن في المجالات المختلفة حتى أصبح الأردن بإنجازاته الذاتية مثالاً يحتذى في الصبر والبذل والعطاء الموصول المتجدد .
وتتوالى الإنجازات في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني والتي شملت كافة مناحي الحياة حيث ركز جلالته على عنصر الشباب باعتباره العنصر الأهم في قيادة العملية التنموية، وأُطلقت المبادرات الملكية ووضعت الفلسفة الخاصة بالمراحل المختلفة في عملية التنمية، وقُدم الإنجاز والإبداع باعتباره المعيار الأهم الذي نرجع إليه في تقييم عملية التنمية كما راعت المبادرات الملكية الحاجات الأساسية للوطن والمتغيرات العالمية كما وفرت كافة الإمكانات لجعل العملية التنموية فاعلة وقسمت الأدوار على كافة الفئات.
وفي ظل التغيرات المناخية الكبيرة والنقص الحاصل في الغذاء في العالم فلم يغب عن جلالته أهمية توفير الغذاء والدواء المناسب للمواطنين، فجاءت مبادرة جلالته باعتبار عام 2009 عاماً للزراعة كإشارة واضحة لبذل مزيد من الجهد واستثمار كافة الإمكانات المتاحة لتوفير الغذاء اللازم الذي يرسخ الأمن الوطني والاستقرار للوطن، كما شملت هذه المبادرات سكن المواطن وعيشه ووفرت المساكن اللازمة من الإمكانات لمن لا يملكون القدرة على بناء مسكن ملائم لعائلاتهم كما هيأت كل الظروف لبناء مساكن مناسبة لذوي الدخول المحدودة وبذلك جاءت العملية التنموية شاملة.
الجيش العربي يحمي الاستقلال ويصونه ويعطي للسيادة معانيها ويشكل هيبة وكبرياء الوطن  لقد كان الاهتمام بالقوات المسلحة وتأهيلها وتدريبها وتوفير سبل تعزيز قدراتها أولى أولويات قادة هذا البلد منذ عهد الجد المؤسس حتى آلت راية هذا الوطن إلى جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني الذي أولى القوات المسلحة كل عناية، فهو أدرى باحتياجاتها وقدراتها والقادر على تلمس هذه الاحتياجات، وبتوجيه من جلالته يتطلع هذا الجيش مع كل مؤسسات الوطن لأن يصبح الأردن دولة الإنتاج والاعتماد على الذات وليتمكن هذا الجيش من ممارسة دوره وإنتاج احتياجاته هنا في هذا الوطن العزيز والذود عن حماه .
وقد نذر الهاشميون أنفسهم لمجد الأمة العربية ولمجد الأردن، فكانوا رمزاً للاستقلال وعنواناً للعزة والسيادة وبقي الجيش العربي قرة عين قادته وسياجاً منيعاً يحمي الاستقلال ويصونه ويحافظ عليه ليتحول إلى عطاء لا ينضب وإنجاز وبناء يغمر أرجاء الوطن وتباشير فرح يحملها الأردنيون أمانة في أعناقهم ويصوغون من معاني الاستقلال عهداً وولاءً ليبقى الأردن حراً قوياً وشعلة من العلم والمعرفة والحضارة التي وشّحت ربوعه وهضابه بسِيَر الأنبياء والصحابة وتكللت بمعارك الدفاع عن كرامة هذه الأمة ومجدها وكان الشعب بكل فئاته ظهير الجيش فكانوا محور التغيير وأداة التطور والنماء.
في الذكرى الثالثة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية والذكرى 102 لانطلاق الثورة العربية الكبرى: « حيث عاشت القضية الفلسطينية في وجدان وذاكرة كل أردني، وارتبطت فلسطين والأردن برباط تاريخي متجذر ومتين، يشكل جزءا ثابتا من هويتنا الوطنية والتاريخية. حيث يقترن اسم الأردن، لدى كل فلسطيني، بدور الأردن التاريخي والريادي في الذود عن فلسطين وتمسكه بعروبة القدس ويسعى الأردن عبر مسيرته إلى  صنع السلام العادل والمتكافئ ودعم الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني ودعم إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس،و ساهم الأردن، على مر الأعوام، في دفع العملية السياسية وفي تدويل القضية الفلسطينية ورفدها في كافة المحافل الدولية، فهو يشارك أيضا، في بناء دولة فلسطين ووضع أسسها وتحقيق أمنها وحماية المقدسات على أرضها». ويتمسك بولايته الهاشمية على القدس حيث تجديد الولاية بالاتفاق بين جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس 2013.
 الأردن وعبر تاريخه كان الأقرب لفلسطين « وفي كل محطة من مسيرته، كان الأردن الأقرب إلى فلسطين والفلسطينيين، فقد وظف علاقاته وطاقاته ومكانته من أجل فلسطين وحريتها، ولصون مقدساتها، وتحقيق تطلعات شعبها في الاستقلال والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة. فكنا ولا نزال «شعب واحد في دولتين».
الأردن الذي يحتفل اليوم بعيد الاستقلال الثالث والسبعين عينه على القدس وفلسطين ويقف الأردن اليوم سدا منيعا في مواجهة التطرف والعنصرية الاسرائيليه ورفضه الاستيطان وفي غطرسة القوة، ويتصدى على التعدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ويرفض سياسة هدم البيوت والمنشآت، ومصادرة الأرض والموارد، وفرض مخططات التهجير والاقتلاع ألقسري، خاصة في القدس والأغوار وسائر المناطق المسماة (ج). ويسعى الأردن للتخفيف عن غزه الواقعة تحت وطأة حصار إسرائيلي ظالم، يصادر مقومات الحياة منها ويخنق فيها الشعب الفلسطيني «.
في ذكرى استقلال الأردن الثالث والسبعين نرفع الرايات معا ونحتفل أردنيين وفلسطينيين بذكرى استقلال الأردن ونحني إجلالا وإكبارا لشهداء الجيش العربي الأردني الذين سقطوا دفاعا عن ثرى فلسطين والقدس : « ونشكر الأردن، ملكا وحكومة وشعبا، على ما يقدمونه من دعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني دعم تاريخي ثابت وكامل وصل إلى كافة المجالات والأصعدة، بل وتعاظم ونما على مر السنوات، وهنيئا للأردن بذكرى استقلاله المجيد، وتهانينا للقيادة الهاشمية بذكرى الاستقلال الثالث والسبعين  وهنيئا للشعب الأردني الشقيق الذي يحتفل بذكرى استقلاله الثالث والسبعين ومزيدا من التقدم والبناء في مسيرة العطاء المستمرة للقيادة الهاشمية في بناء الأردن ونهضته.