القدس.. تاريخ مختصر وواقع معتصر - محمد عبدالجبار الزبن
الراي - منذ احتلال مدينة القدس عام: 1967م، وإعمال يد البطش الإسرائيلية فيها، ما أدّى إلى استياء بني الإنسانية، ممن يعتبِرونها مدينة رمزًا للسلام. من يومها وأهل الأرض من الفلسطينيين يعتصرون ألما ويعيشون واقعًا مريرا، فقد وجدوا أرضهم تستباح، وهذا من المعروف الذي لا يعرّف.
وقد حاول أصحاب الأرض جاهدين العثور على طريق يخرجهم من نفق الاحتلال، فهم يعلمون أن انسداد الطريق لن يزيد العدوّ الغاشم إلا فرحة، فراحوا ينادون بحقوقهم، مستعينين بأهل الجوار والأردنّ أوّلًا، فهم النصرة والعزوة والأهل والعشيرة والجوار.
فكان الأردنّ هبوب الريح لنصرة القضية، فقد سطرها الملك المؤسس، شهادة حقّ على ثرى المسجد الأقصى، بأنّ الدماءَ رخيصةٌ أمام المبادئ فارتقى شهيدًا، ولا أن يوافق على إعطاء ممرّ لليهود إلى حائط البراق. ومن بعده البواسل من أبناء العشائر الأردنية، يدافعون عن أسوار القدس الشريف.
وما برح الأردنّ يجسّد التاريخ والدين، في مواقفه النبيلة، لينال الشعب الفلسطينيّ حقوقه، فعايش الألم والأسف مقتسما ذلك مع أبناء فلسطين.
القدس عاصمة عربية:
لم تعد القدس عاصمة بالمعنى الجغرافي السياسي فحسب، بل إنها عاصمةٌ من كلّ بلوى، وعاصمة من كلّ بلاءٍ، فهي دار السلام في أرضنا، وخراب السلام في الأرض لا يأتي إلا بالخراب.
ولأجل السلام للعالم، هبّ العقلاء من أصحاب القرار، وعلى رأسهم صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، الملك عبداالله الثاني ابن الحسين، الذي بذل الجهدَ الجهيد لإيصال الرسالة إلى العالم: أنّ القدس عاصمة فلسطين، وأنّ التلاعب بالعاصمة يأتي بالقاصمة.
كما أنّ المسجد الأقـصى شيء لا يمكن السكوت عن خذلانه. فالأقصى، تحت الوصاية بأمانةٍ واقتدار، كحقّ شرعيّ للهاشميين عليه، وهو مما ينبغي للعالم أن يعيَ حجم المسؤولية، لمنع انهدام التاريخ في القدس، ومنع الاعتداء على ثوابت الدين لدى المؤمنين. ففي القدس جدار يعصم الأمم عن مغبة الدمار، وخراب جدار العاصمة المقدسة قاصمة لا يتفاداها العقلاء بعد انقصامها.
فلتبق القدس عاصمةً لفلسطين كمدينة، وللعالم منبعًا للسلام، وللهاشميين وصاية تدوم ليدوم السلام أرجاء المعمورة. مع أنّ شأنَ فلسطين وتحريرها شأن لا ينسى، فأهلها هم الذين زرعوا ثمارها واقتلعوا شوكها، وهم الذين شربوا ماءها وفتحوا أبوابهم للسلام وللعالم، فليهنأ أهل بيت المقدس بهواء مدينتهم دون انبعاث دخان المجنزرات ولا المسيّل للدموع، فكفاهم دموعًا على أشلاء تمزقت. وهنا.. على العالم أن يعي حجم المسؤولية على عواتقه، وليس منة على فلسطين ولا على أهل فلسطين أن نقدم لهم السلام فهو حق أصيل. وأما الوصاية الهاشمية فهي صمام أمان ما دامت جبال القدس تعانق جبال عمان، على مدى حياة الإنسان.
وستبقى الأمنيات متعلقة بيوم عودة السلام إلى أحضان القدس، فهل سيفهم العالم أن تاريخنا مختصره: القدس).
agaweed2007@yahoo.com