عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Nov-2019

اللعبة المنضبطة - بقلم: اليكس فيشمان

 

يديعوت أحرونوت
 
وحدهم مواطنو اسرائيل يتفاجؤون في كل مرة من جديد حين تطلق صواريخ من سورية. فنار كهذه هي بشكل عام نتيجة حدث أو احداث وقعت قبل ذلك في الخفاء: احد ما قتل احدا ما او فجر شيئا ما. من تلقى ضربة يبحث عن الثأر، ومن ضرب يستعد للرد. هذا هو اسم اللعبة. وعليه، فمسموح لنا ان نفترض بأنهم في الجيش كانوا متفاجئين أقل من الاحداث أول من أمس فجرا. فمقاتلو القبة الحديدية الذين اعترضوا أربعة صواريخ اطلقت من سورية لم يكونوا نائمين. كما انهم لم يكونوا هناك، وعلى ما يبدو أنهم كانوا في رحلة سنوية. فقد تعلمت اسرائيل درسا في الاشهر الاخيرة. من اجل محاولة الوصول الى انجازات متواصلة من الافضل الاكثار من الصمت. والتقليل من التبجح. ومع ذلك، فالصمت لا يدل على الهدوء. من خلف الكواليس تقع كل الوقت – بل وستقع – احداث من شأنها أن تخرج عن نطاق السيطرة، بحيث أنه توجد امكانية ان ننهض ذات صباح فنكتشف جبهة مشتعلة. الجيش، اغلب الظن، سيكون متفاجئا اقل لانه يعرف ايضا لماذا.
حقيقة ان جهاز الامن اعلن عن العودة الى الحياة الطبيعية فور اعتراض الصواريخ صباح أول من امس، يمكن ان ترمز الى انه في اسرائيل يقدرون بان ليس لايران مصلحة في فتح جبهة عسكرية واسعة وباهظة الثمن، بالمقدرات وبالقوى البشرية، مع اسرائيل. فايران غارقة اليوم في سلسلة من الازمات: في البيت، في العراق وفي لبنان. اسرائيل لا تقف في المكان الاول في سلم الاولويات الوطني الايراني. فالقيادة الايرانية منشغلة اليوم بالحفاظ على الوضع الراهن المؤيد لايران الذي بني في العراق بعمل كد وباستثمار طائل. والطلب الجماهيري الواسع في العراق للاطاحة بالنظام المؤيد لايران وتخفيف النفوذ الايراني يقوض كل الاستراتيجية الايرانية في الشرق الاوسط. من غير المستبعد ان تضطر ايران الى أن تستخدم هناك القوة بل وان تخرج لهذا الغرض من سورية ميليشيات شيعية وصلت الى سورية لتهديد اسرائيل. العراق يسقط؟ فسيسقط ليس فقط ذخر اقتصادي حرج لايران بل وايضا الجسر البري الذي يربط ايران بسورية وبموانئ البحر المتوسط في لبنان. في مثل هذا الوضع فإن الكماشة التي تحاول ايران خلقها حول اسرائيل من لبنان ومن سورية في الشمال ومن غزة في الجنوب – ستفقد الزخم. بالتوازي يواجه النظام اضطرابات عنيفة في الداخل، والاقتصاد الايراني فقد منذ الآن 10 % من قيمته.
لقد كانت اسرائيل وما تزال عدوا مريرا للنظام الايراني، ولكن المواجهة معها يمكن ان تنتظر. والمعني بأن يدهور الوضع هم رجال قوة القدس برئاسة الجنرال سليماني. اذا ما قرروا مواصلة نقل أسلحة الى سورية ترى فيها اسرائيل تهديدا مباشرا على امنها – فاسرائيل ستهاجم. واذا اراد الايرانيون ان يردوا الى ما هو اكثر من اربعة صواريخ فيضربوا ذخائر استراتيجية في مركز البلاد، فإنهم يخاطرون بفتح مواجهة اقليمية. هذا ايضا يمكن ان يحصل في كل نقطة زمنية، ومن ناحية المواطنين بشكل مفاجئ.