عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Nov-2022

“علم”.. مراهقون يناضلون من أجل الهوية والأرض تحت قبضة الاحتلال

 الغد-إسراء الردايدة – ما معنى أن تعيش تحت قبضة الاحتلال، أن تصمت وتشاهد الأكاذيب التي يرويها، أن تصارع من أجل أرضك، أن تقاوم، أن تحيي علمك ورمزك الوطني، ولكن بالوقت نفسه تعيش في خوف وأنت مدرك أن تلك هي أرضك، وذلك هو تاريخك وأن العدو جبان وأن جيل اليوم واع ويحمل على كتفيه مسؤولية كبيرة من أجل الحفاظ على هويته وإرثه وأرضه.

في فيلمه الفيلم الروائي الأول “علم”، الذي يعرض ضمن المسابقة الرسمية في الدورة 33 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يتناول المخرج الفلسطيني فراس خوري معنى أن تكون مراهقا فلسطينيا يعيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة “عرب 48” الذين يعيشون صراعا يوميا في الحفاظ على هويتهم وبنفس الوقت التعايش مع العدو.
أبطال الفيلم طلبة في مرحلة الثانوية تامر” محمود بكري” وأصدقاؤه – صفوت (محمد عبد الرحمن)، شيكل (محمد كركي)، ورضا (أحمد زغموري)، يعيشون صراعا ما بين عدم المبالاة والمراهقة والطيش وما بين إيقاظ وتنمية النشاط السياسي والتمرد داخلهم للمقاومة ضد العدو.
هؤلاء الطلبة الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي “البغروت” يتلقون الرواية الصهيونية لتاريخ كاذب، عن النكبة الفلسطينية التي من جهتهم تعتبر من وجهة العدو يوم استقلال لهم وقع بعد اعتماد وثيقة الاستقلال ونهاية الانتداب البريطاني على فلسطين في 14 مايو 1948، حيث ترفع مدارسهم العلم الإسرائيلي فيما هم “الطلبة” بامتعاض ساكنين والرغبة بالمقاومة وتكذيب كل تلك الروايات المزيفة، يقررون رفع العلم الفلسطيني فوق المدرسة رغما عن أنف الاحتلال.
تنافر اجتماعي ونفسي، طيلة الفيلم بين شخصيات الفيلم المختلفة وبين ما يعنيه أن تكون فلسطينيا يعيش داخل حدود العدو وتحت سطوته، يمثلون الجيل الجديد من الأطفال العرب لعائلات عانت وما زالت تعاني من نزوح 1948 في صراع يومي ووطني لا ينتهي.
سياسات مقعدة لجيل يواجه الاحتلال الذي يحاول غسل ومحو هويته بحقائق مزيفة، وسط استعارات بلوغ سن الرشد واكتشاف الانتماء الحقيقي للوطن ورمزية الحرية والعلم، وسط اقتراب يوم” النكبة” وحساسيتها لكل الفلسطينيين وحتى العرب وما تعنيه وما تحمله من ألم وحرقة وغضب.
نقف أمام جيل كامل يحاول أن يجد طريقته في المقاومة ويحدد أولوياته ويرسم أحلامه بوطن حر، أن تكون من “عرب الداخل”.
ليس بالأمر السهل، فالفيلم يكتشف صراع المراهقين في الوقوف أمام العدو، موقفهم ليس كأخوتهم الفلسطينيين من أقرانهم الذين يعيشون في مدن فلسطين الأخرى التي تقاوم المحتل كل يوم.
“العلم” هنا رمز عميق، حرية وحلم، ففي داخل هذا الجيل كم كبير من الأحلام والطاقة والقوة للمقاومة والدفاع حتى آخر نفس من أجل وطنه، رفع علمه، جيل واع لأعمال الاحتلال في قتل هويته وسرقة أرضه وتقييد حريته وأن عاش تحت سيطرته فهو أمر مفروض لا مفر منه، لكن بالتأكيد بالنسبة لهم مرحلة مؤقتة ستنتهي وسط إدراك وإيمان عميق بان القضية ستنتصر.
فيلم “علم” ينتمي لسينما المقاومة، حيث الخطاب السياسي غير مباشر، بعيدا عن كليشيهات تجميل المحتوى للحصول على قبول دولي وتمويل أجنبي متعدد الجهات، خطة ذكية من فراس خوري الذي عرض فيلمه لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.
أبطال الفيلم يمثلون الجيل الثالث من الفلسطينيين في “فلسطين المحتلة” التي يشار لها دولة بدولة الاحتلال –إسرائيل، حيث يكافح البعض للعيش بسلام فيما اخرون يرفضون الخضوع، فالأرض تعرف صاحبها، وهذا ما يخبرنا به خوري في “علم”
في هذا الفيلم، يظهر المخرج فراس خوري وكيف استوحى إلهامه من الشباب الفلسطيني وشجاعتهم ونضالهم السلمي ضد الظلم. علم هي قصة كيف أن المراهق الفلسطيني لا يختلف عن أي مراهق آخر في جميع أنحاء العالم يشرع في تجارب جديدة، ويطارد الأحلام والحب والحرية.
“عَلَم “من تأليف وإخراج فراس خوري، وبطولة محمود بكري، سيرين خاص، صالح بكري، أحمد زغموري، ومحمد عبد الرحمن. وتصوير فريدة مرزوق، ومونتاج نادية بن رشيد، وإنتاج MPM Film (فرنسا) (ماري بيير ماسيا، كلير غاديا، نايومي لاجاديك)،
فراس خوري مخرج فلسطيني تخرج بدرجة البكالوريوس في السينما. يملك في رصيده عدد من الأفلام القصيرة، من بينها أفلام نالت الجوائز: سبعة أيام في دير بولس (2007) وصفّير (2010)، وعُرض في العديد من المهرجانات وعلى القنوات التلفزيونية، ومنها Arte وVVD. في عام 2019، انتهى من فيلمه القصير اجرين مارادونا الذي شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان بالمسبرينغز السينمائي، ويعرض على نتفليكس منذ 15 أكتوبر 2021.
وإلى جانب نشاطاته الإخراجية، يلتزم خوري بنشر الأفلام الفلسطينية وتدريب الشباب. كما قام بتدريس التعبير السينمائي في مدرسة السينما في مسرح الحرية بمخيم جنين للاجئين، وجامعة الناصرة وجمعية المشغل للثقافة والفنون في حيفا، وفي تونس أيضاً. وهو عضو مؤسس في مجموعة فلسطين التي تهتم بإقامة ورش لصناعة الأفلام وعروض في مختلف المدن الفلسطينية.
تلقى مشروع فيلم “علم تمويلا” من مؤسسة الدوحة للأفلام في عام 2015، واختير للمشاركة في ورشة سينيفونداسيون في مهرجان كان السينمائي الدولي في عام 2017، وعُرض في سوق فينيسيا للتمويل في عام 2019، وحصل على منحة بقيمة 10 آلاف دولار من ملتقى القاهرة السينمائي، ومنحة تطوير السيناريو بقيمة 20 ألف دولار من صندوق مهرجان أبو ظبي السينمائي- سند، كما شارك في ورشات أطلس في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.