عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-May-2019

شعار مثير للاهتمام - ديمتري اورلوف
- «انفورميشن كليرنغ هاوس»
هناك بعض المفارقات التي يصعب على المرء غض النظر عنها لكونها غاية في الاهمية. ان الانتخابات الرئاسية التي جرت في الولايات المتحدة عام 2016 افرزت لنا دونالد ترامب، نجم تلفزيون الواقع الذي كان شعاره الشهير في برنامج المبتدئ «انت مطرود!». دعونا نسلط الضوء على هذا الشعار فهو النقطة الاهم في هذا المقال. ربما يعارضني في ذلك بعض الذين اكتووا بنار التشوش الاضطرابي الذي يعاني منه ترامب. ويعود السبب في ذلك الى انهم ضحايا بعض المفاهيم المغلوطة: أن الولايات المتحدة ذات نظام ديمقراطي او أن هوية الرئيس مسألة هامة. كلا الامرين يجافي الصواب. في الوقت الراهن، فان خيار الرئيس يهم بذات الدرجة التي يكون فيها اختيار قائد الفرقة الموسيقية على متن سفينة هاما بينما هي تواصل غرقها تحت الامواج المتلاطمة.
لقد طرحت هذه النقاط مرارا وتكرارا حتى قبل ان يصل السيد ترامب الى سدة الحكم. سواء اكنت تعتقد ان ترامب قد جاء الى السلطة عن طريق الانتخاب فعلا او لا، فان هذا الرجل قد نجح في الوصول اليها، ولا بد ان الامر يتعلق بطريقة او اخرى بشعاره المثير للعجب «انت مطرود». لا يخطئ المرء كثيرا اذا اعتقد ان ما جعل الناس متحفزين للتصويت لصالحه كان نابعا من رغبتهم في رؤية شخص ما يأتي الى السلطة ويقوم بطرد جميع الاوغاد الذين يعيثون في واشنطن العاصمة والمناطق المحيطة بها فسادا. لسوء الحظ، لم يستطع ترامب فعل ذلك. اذ ان المسؤولين الصوريين لا يمنحون الصلاحية مطلقا من اجل تفكيك المؤسسات السياسية التي جاءت بهم اليها. غير ان هذا لا يعني بان المسألة مستحيلة.