عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Nov-2019

الحبّ سبيلُ الخلاص - د.حسان ابوعرقوب

 

الدستور- سمعت شيخا ينصح مشاهديه بأنّ على كلّ إنسان أنْ يدّخر خبيئة من العمل الصالح حتى يلقى بها وجه الله تعالى، وربّما كان هذا العمل هو سبب نجاته وخلاصه.
فرجعت إلى نفسي لأحاسبها وأرى إن كان عندي عمل صالح يصلح أن أقابل الله تعالى به، فلم أجد شيئا يذكر، صحيح أنني أصلي الفرائض وأصومها، لكن لا أدري إذا كانت مقبولة عند الله تعالى، ثم إنني ليس لي كثير نوافل في الصلاة والصوم، وماذا أقول بعد قول الإمام البوصيري:
ولا تزوّدتُ قبل الموت نافلة...ولم أصلّ سوى فرض ولم أصم
فطأطأت رأسي من شدّة خجلي من الله تعالى، وهنا لمعتْ لي الفكرة التالية: إنني أحبّ الله تعالى، وأملي فيه كبير، ورجائي فيه لا ينقطع، فهذا الحب والأمل والرجاء وحسن الظنّ حبل متين يصلني بربي سبحانه، ويمكن أن يكون لي سبيل الخلاص.
ثم تأملت فوجدتّ أنني أحبّ نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والمرسلين، عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، وأحبّ آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأحبّ الصحابة الكرامة، وأحبّ الأولياء والصالحين من عباد الله تعالى.
وأحبّ حملة كتاب الله تعالى، وأحبّ المشتغلين بسنة سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المحدّثين، وأحبّ الفقهاء والعلماء العاملين.
أحبّ الشيوخ الراكعين الساجدين، والشباب المقبلين على الطاعة والدِّين، كما أحبّ الأطفال الصغار الذين لن يتلوّثوا بالذنوب والآثام، وأحبّ أسرتي، ...الخ.
وجدتّ في قلبي مساحة من الحبّ لا حدّ لها ولا حصر، يعجز عن إدراكها البصر، فهل هذا ينفعني؟ نعم ينفع إن شاء الله تعالى؛ لقول سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحبّ) ومعناه: « أن من أحب عبدًا فى الله؛ فإن الله جامع بينه وبينه فى جنته ومدخله مدخله وإن قَصُر عن عمله».
ولن يذوق الإنسان حلاوة الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سوهما، وأن يحبّ الرجل لا يحبه إلا لله، كما جاء في الحديث النبوي الشريف، فباب المحبة واسع، وما على المؤمن إلا أن يلج إلى الله من هذا الباب الكبير الذي يسع الناس جميعا، ليحقق الخلاص ويفوز بالنجاة، ويكون شعاع نور يمشي بين الناس.