الدستور
إسرائيل الثالثة باعلامها المكتوب والمرئي والمسموع تجمع على أن يحيى السنوار أصاب الدولة اليهودية القومية بدوار افقدها بوصلتها الداخلية والاقليمية والدولية، ووضعها بحرارة ضغط لا يمكنها تحملها سياسيا وامنيا واقتصاديا، وأنه يواصل نهجه باستعراض قواته في شمال غزة موجها ضربة موجعة لنتنياهو السادس وائتلافه المتطرف وكبار جنرالاته، وما يمكن ادراكه الآن آن ما بعد الهدنة هو كسر «التابو « الذي لم تتجرأ عليه أي حكومة إسرائيلية منذ تأسيس الدولة العبرية وحتى اليوم.
المحلل العسكري لصحيفة هأرتس عاموس هرئيل يرى أن قادة إسرائيل الثالثة..نتنياهو السادس..الجنرال يواف غالانت..غادي ايزنكوت..بني غاناس..و..إلخ، قالوا:-إن الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على حماس، ..قالوا.. لكنهم لم يتعهدوا بالتنفيذ، ويقولون اليوم عن تمديد الهدنة والعودة إلى التمديد إذا..وإذا..والحقيقة المرة أن السنوار أصاب نتنياهو السادس بدوار جعله يخوض صراع بقاء شخصي وسياسي في موازاة إدارة الحرب، كما أصاب إسرائيل الثالثة باعلامها سواء الصحافة العبرية أو وسائل الإعلام والفضائيات عندنا بدوار آخر سوف يقودنا حتما إلى كسر.. «التابو «.. الذي لم تقترب منه أي حكومة إسرائيلية منذ تأسيس الدولة اليهودية وحتى اليوم، بما يجرجرنا إلى قبول إطلاق زهاء (6000) اسيرا فلسطيني مقابل إطلاق سراح ضباطنا وجنودنا المخطوفين يوم 7/أكتوبر الماضي، لافتا أن استعراض القوة لحماس في شمال غزة وتسليم الدفعة الثالثة تمثل انذارا بأننا لا زلنا نتحكم بالميدان وأن سيطرتنا ما زالت قائمة وأن لا خيار لكم إلا بالدوار على قبول شروطنا في تبيض السجون، وهذا ما نحن سائرون اليه دون عنوة مع السنوار وقيادته لغزة ولنا.
ناحوم يريباع ليس بعيدا عن هرئيل في تفسير استعراض حماس لقوتها في الشمال بأوامر من السنوار، اذ يرى أن حماس قوية، وكل الأحاديث عن انهيارها رغبة داخلية ولا تعبر عن نظرة حقيقية للواقع، وأن أقوال نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف وجنرلاته عن سحق حماس و...الخ، أقوال..وليست تعهدات، والكل يدرك اليوم أن السنوار اصابنا بدوار في اعصابنا، ويتحكم بطريقته في الشارع الاسرائيلي، فالصحافة ووسائل اعلامنا باتت بعد مشاهدتها لاستعراض قوات حماس بالشمال ضربة قوية لتصريحات سابقة للجنرال غالانت من آن شمال غزة بايدينا، ..ليتبين أن حماس ما زالت على الأرض وقوية وأن قادتنا مصابين بدوار من تصرفات السنوار.
إسرائيل الثالثة مصابة بدوار السنوار بسبب أكاذيب قادتها عليها ووضعهما أهداف لا يمكن بلوغها، فالرئيس الأمريكي جو بايدن قالها علنا:-تدمير قدرات حماس هدف مشرع لكن ذلك غير ممكن، وجاء استعراض حماس لقوتها بالشمال ليؤكد ذلك مما حدا بكبار المحللين الصهاينة إلى تراجع خطابهم الإعلامي والسياسي وقبول التعاطي مع دوار السنوار بدواء تمديد الهدن مرة تلو أخرى لنصل إلى كسر :التابو « وتبييض معتقلاتنا بإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينين مقابل أن نحصل على ضباطنا وجنودنا المخطوفين بغزة يوم 7/أكتوبر الماضي.