عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Oct-2019

لا نوایا طیبة لتشکیل حکومة وحدة وطنیة - كارني یوفال
یدیعوت أحرونوت
مفاوضات لتشكیل حكومة وحدة، اتصالات سریة بین زعماء الأحزاب، محادثات للتعاون بین الخصوم السیاسیین – كل ھذه كانت منذ الأزل من نصیب الساحة السیاسیة في إسرائیل. منذ عھد بیرس وشمیر كانت اتصالات للوحدة بین اللیكود والمعراخ، بین اللیكود والعمل، بین اللیكود والمعسكر الصھیوني ومرة اخرى بین اللیكود والعمل. ولكنھ لم تجرى أبدا مفاوضات للوحدة بین كتلة وحزب.
عملیا، لا یوجد أي احتمال لاقامة حكومة وحدة عندما یأتي طرف ما كحزب بینما یأتي الطرف الآخر مع كل الكتلة، من أحزاب أقصى الیمین والأصولیین وحتى اللیكود. یفترض بحكومة الوحدة أن تنعقد تحت قاسم مشترك مركزي ومعتدل، بحیث یتمكن معظم الجمھور من الموافقة علیھا. اما حین یأتي نتنیاھو الى المفاوضات على تشكیل حكومة وحدة مع كل الكتلة، فھو یشھد في افضل الاحوال عن انعدام النیة الطیبة. وعلیھ، فیتعین علیھ أن یختار: إما مفاوضات حقیقیة للوحدة، أو انتخابات. ونحن في الطریق إلى الانتخابات.
یوم عشیة السنة العبریة الجدیدة، التقى طاقما المفاوضات للیكود وأزرق أبیض، حیث كانت نتیجة اللقاء معروفة مسبقا: لا اتصالات للوحدة، وكلھ حكي. لقد حاول نتنیاھو أن یظھر كم ھو متحمس لتوحید الصفوف في الدولة، وكالحماسي اتصل برئیس أزرق أبیض بني غانتس وعرض علیھ
اللقاء في المدى الزمني الفوري. استجدى حقا. ”سآتي الیك حتى البیت في رأس العین“، قال لھ. نتنیاھو، وھو الذي تعھد قبل بضعة أسابیع فقط على صفحات الصحیفة الناطقة بلسانھ: ”لن أشكل حكومة وحدة مع غانتس“.
الحقیقة ھي انھ لا توجد أي نیة من الجھتین للوصول إلى الوحدة. كل شيء احابیل إعلامیة، الاعیب ومناورات مكشوفة لأطفال في الروضة. نتنیاھو یؤمن بانھ اذا قاد دولة اسرائیل الى الانتخابات للمرة الثالثة فانھ سیكسب أشھر غالیة اخرى كرئیس للوزراء في الفترة الأكثر حرجا لحیاتھ القضائیة والسیاسیة. وفي أزرق أبیض ایضا لا توجد حماسة كبیرة للدخول الى حكومة مع نتنیاھو، الذي حتى في تبطلھ سیواصل إدارة قضایاه القضائیة من الشقة الفاخرة في بلفور. بمعنى انھ سیكون ھنا رئیسا وزراء. ولو كان ھذا منوطا فقط ببني غانتس، لكان یمكن ان یكون ثمة ما یمكن الحدیث فیھ، ولكن غانتس یوجد في الاقلیة: رقم 2 یئیر لبید یدیر في داخل البیت حرب ابادة – ھادئة، حالیا – ضد تشكیل حكومة وحدة طالما كان نتنیاھو في المحیط. بوغي یعلون وغابي اشكنازي لا یؤمنان ھما ایضا بان شیئا یمكن ان ینجح مع نتنیاھو.
ان امر الساعة ھو حقا حكومة وحدة. حان الوقت لتھدئة الساحة. الجمھور. دولة اسرائیل منھكة، متألمة ومرضوضة من حملتین انتخابیتین عاصفتین. ولكن الانباء السیئة ھي ان ھذا لم ینتھ حقا.
وكما یبدو الأمر الآن، فاننا نندفع نحو الانتخابات للمرة الثالثة. ولیس ثمة من ینقذنا.