عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Oct-2021

عن الصحفيين وانتخاباتهم*بلال حسن التل

 الراي

أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات الصحفيين لمجلس جديد لنقابتهم، وهي انتخابات تجري هذهِ المرة في ظروف ومناخات غير مسبوقة، ليس من حيث تداعيات أزمة كورونا التي اجلت موعد الانتخابات طويلاً، في اطار ما اجلته من استحقاقات وطنية كثيرة، لكن ما هو امر وأخطر من كورونا هو المناخات التي تجري بها هذه الانتخابات، فهي مناخات مشبعة بالكثير من الفيروسات الفتاكة بنقابة الصحفيين ومن ثم بالمنظومة الإعلامية برمتها، من أخطرها فيروس الإهمال وإدارة الظهر للمنظومة الإعلامية، وهو إهمال تمارسه أكثر أطراف علاقة بهذه المنظومة، غير أن إهمال الصحفيين والإعلاميين هو الأخطر، لأنهم أهل البيت الذين فرطوا بحرماته فاستباحه آخرون.
 
كثيرة هي مظاهر اهمال الصحفيين لمهنتهم وبيتهم، اولها واهمها إدارة الظهر لنقابتهم ونسيانها وعدم تذكرها الا قبل الانتخابات باسابيع قليلة، فتنشط الاجتماعات واللقاءات وتكثر الاحاديث عن ضرورة الالتفاف حول النقابة واخراجها من حالة الضعف واستعادة ألقها، فتكثر الاجتماعات، وتشكل اللجان، وتكتب الوثائق، حتى اذا ما انتهى يوم الاقتراع انفض الجمع، وصار كل ما قيل كلام ليل يمحوه النهار، بانتظار ليل سمر آخر يأتي على نقابة الصحفيين مرة كل ثلاث سنوات، وهذا سيناريو يتكرر مع كل انتخابات للصحفيين، وما بين الانتخابات والأخرى يظل الإهمال يفعل فعله في جسم النقابة على وجه الخصوص وفي الجسم الإعلامي بالعموم لذلك صار جسما خائر القوة.
 
في ظل هذا الإهمال الذي يمارسه الصحفيون بحق نقابتهم فقدت النقابة دورها وحضورها، ومع هذا الفقدان فقد الصحفيون الجزء الأعظم من دورهم وحضورهم، ومصدر قوتهم، ومن ثم فقدت الدولة واحداً من اهم أسلحتها وادواتها، مما أفقدها الرأي العام الذي صار يعبئ ضدها.
 
لذلك كله واهم من يعتقد أن أزمة الإعلام عموماً والصحافة الورقية على وجه الخصوص هي أزمة مالية، فنقص المال والتمويل هو إفراز للأزمة الحقيقية، الممثلة بعدم ايمان الكثير من المسؤولين بالإعلام الاردني ودوره، وبالتالي تتم إدارة الظهر له مما أدى إلى تنامي أزماته، ولذلك يكمن الحل باستعادة الصحفيين لدورهم ومكانتهم وقبل ذلك نقابتهم، وعندها سيتدفق المال خوفا وطمعا.